يُعَد قيام ليلة القدر من أفضل العبادات التي يترتب عليها غفران الذنوب ومحو السيئات.
خصّ الله سبحانه وتعالى ليلة القدر من بين ليالي السنة بالفضل والشرف العظيم؛ فهي الليلة التي أنزل فيها القرآن جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا، قبل أن ينزل منجما متفرّقا على رسول الله عليه الصلاة والسلام، وهي الليلة التي تضاعف فيها الحسنات، وتقبل فيها الدعوات، وتكثر فيها النفحات الربانية.
واختلف في تحديد ليلة القدر على التعيين لعدم ورود نص فيها في القرآن الكريم أو الأحاديث النبوية الشريفة؛ فقيل إنها ليلة الحادي والعشرين، وقيل إنها ليلة السابع والعشرين من رمضان؛ لأنّ ضمير الإشارة هي في سورة القدر هو الكلمة السابعة والعشرون في السورة، وقد وردت أحاديث في أنّها في العشر الأواخر من رمضان، وتحديدا في الليالي الوترية منها، وهوما يعني احتمال أن تكون ليلة التاسع والعشرين من الشهر الكربم.
والصحيح أنّ علم موعدها قد أخفي عن المسلمين لحكمة ربانية حتى يجتهد الناس في العبادة في العشر الأواخر من رمضان ليلتمسوها تحصيلا للأجر والثواب.
ويستحب الإكثار في ليلة القدر من الدعاء، خاصة الدعاء الذي علمه النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها حين قالت: إن أريت ليلة القدر ماذا أقول؟ قال لها النبي: "قولي: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفُ عني، اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفُ عني".
ويُعَد قيام تلك الليلة من أفضل العبادات التي يترتب عليها غفران الذنوب ومحو السيئات؛ ففي الحديث الصحيح عن النبي عليه الصلاة والسلام في فضل قيامها: "مَن قام ليلةَ القدرِ إيمانا واحتسابا؛ غُفِرَ له ما تقدَّمَ من ذنبِه" [صحيح البخاري].
أما عن علاماتها، فقال العديد إن ليلة القدر ترى بالعين وذلك من خلال رؤية علاماتها، ويشعر بها المؤمن في قلبه، ومن علامات ليلة القدر ظهور الشمس في صباح هذه الليلة دون شعاع؛ حيث قال صلى الله عليه وسلم: "صبِيحةَ ليلةِ القدْرِ تَطلُعُ الشَّمسُ لا شُعاعَ لها؛ كأنَّها طِسْتٌ حتى تَرْتَفِعَ" [صحيح]، وذلك لكثرة حركة الملائكة فيها، فتحجب ضوء الشمس إلى الأرض، كما يظهر القمر فيها مثل شق جفنة، والشق هو نصف الشيء، والجفنة هي القصعة، كما يكون جو ليلة القدر معتدلا لا حارا ولا باردا ولا يرمى في هذه الليلة نجم، فلا ترى الشهب فيها تنزل على الشياطين.