المسلمون حول العالم.. تضرع لله وصلاة في ليلة القدر
مع اقتراب نهاية شهر رمضان المبارك، يحرص المسلمون في كل بقاع الأرض على تحري ليلة القدر، في الليالي الوترية من العشر الأواخر
مع اقتراب نهاية شهر رمضان المبارك، يحرص المسلمون في كل بقاع الأرض على تحري ليلة القدر في الليالي الوترية.
وأمس الأربعاء أدى مئات الملايين من المسلمين حول العالم صلاتي القيام والتراويح عقب صلاة العشاء، وتضرعوا لله آملين أن تكون هي ليلة القدر المُباركة.
ليلة القدر، والتي يتحراها المسلمون في ليالي وتر العشر الأواخر من شهر رمضان، شهدت ابتهال المسلمين إلى الله خلال صلاة التراويح والقيام، وسط دموعهم، داعين الله بين الركعات وفي السجود، لعلها تكون ساعة استجابة.
الحرمين الشريفين
وفي المسجد الحرام بمكة المكرمة، ووسط أجواء النفحات الربانية وفي أكثر بقاع الأرض طهارة، تجمع نحو مليونين ونصف المليون مسلم من كل حدب وصوب في العالم لإحياء ليلة القدر المُباركة.
المسلمون المتوافدون من دول عربية وأجنبية، أدوا وقتهم من صلاة التراويح حتى فجر الخميس ما بين الصلاة والدعاء والاستغفار، سائلين المولي عز وجل أن يتغمدهم وذويهم والمسلمين برحمته الجمة الواسعة وأن يجعلهم من المقبولين في تلك الليلة.
ولم يختلف المشهد في ثاني الحرمين الشريفين (المسجد النبوي بالمدينة المنورة) كثيرا؛ حيث توافد قرابة مليون مُصَلٍّ لأداء صلاتي العشاء والتراويح ولإحياء ليلة نزول القرآن علي النبي العدنان.
القاهرة المحروسة
وفي مصر، اصطف مئات الآلاف من المصلين في العاصمة القاهرة وعدة محافظات لأداء صلاتي القيام والتراويح، أملا أن تكون ليلة الأمس هي ليلة القدر، وقضوا أيامهم بين قراءة القرآن والدعاء في المساجد والزوايا.
وفي أجواء روحانية، كان مسجد عمرو بن العاص بمصر القديمة، هو وجهة آلاف المسلمين، لاسيما أنه الأبرز في مشهد الدعاء في ليلة القدر، لتعلو به أصوات الضارعين والمبتهلين، بمشاركة ذويهم من النساء والأطفال، طمعًا في اغتنام الثواب.
وامتلأت الساحة الخارجية للمسجد بالمصلين، فيما افترشت النساء ساحات خارجية في المسجد على غرار الرجال، بعد أن عَجَّ المسجد بالمصليين، الذين ارتفعت أصواتهم بدعاء ورد في السُنَة، على لسان النبي محمد صلى الله وسلم، وهو "اللهم إنك عفو تحب العفو فأعفو عنًا".
ما زاد من حماسة المصلين العبارة التي رددها المبتهلون قبل الصلاة، وهي "أكثروا من الدعاء فإنها الأقرب لليلة القدر"، في إشارة إلى ليلة 27 رمضان.
أولي القبلتين
وفي المسجد الأقصى، ورغم الحواجز العسكرية والإجراءات الإسرائيلية المُشددة، توجه الآلاف من المسلمين الفلسطينيين إلى أولي القبلتين وثالث الحرمين متضرعين إلي الله أن يَمُن عليهم من فضله ورحمته وغفرانه.
ومن صلاة التراويح حتى ساعات السَحر، أحيا قرابة 300 ألف مُصل ليلة القدر في أجواء روحانية إيمانية في باحات المسجد الأقصى العَطِرة، متوجهين إلي الله بالدعاء والاستغفار، طامعين في نيل ثواب تلك الليلة التي هي خير من ألف شهر.
ولعظم أجر الصلاة في المسجد الأقصى ولجزيل النفحات الربانية التي تتنزل على عباده في شهر رمضان الكريم، مكث واعتكف ما يقارب الـ 20 ألفاً من المصلين في المسجد؛ أغلبهم بدأ الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان.
واعتبر مدير المسجد الأقصى الشيخ عمر الكسواني أن الجموع الغفيرة التي تحدت العقبات الإسرائيلية وقدمَت إلى المسجد، وجهت رسالة لسلطة الاحتلال مفادها تمسك الفلسطينيين بالأقصى، الذي هو جزء من عقيدة كل مسلم في أنحاء العالم، وذلك رغم الإجراءات الإسرائيلية التي منعت الرجال ممن هم دون الأربعين من شرف الصلاة في ذلك المكان المُقدس وفي تلك الأيام الربانية.