بنك وادي السيليكون.. رحلة بحث المودعين عن أموالهم غير المؤمنة

تظهر منصات اطلعت عليها "العين الإخبارية" أن بعض أصحاب الودائع قد عرضوا ودائعهم مقابل ما بين 70 و75 سنتا على الدولار.

يسعى المودعون غير المؤمن عليهم في "بنك وادي السيليكون" إلى بيع الأصول بأي ثمن، في محاولة للحصول على أموالهم، قبل الدخول المحتمل في معارك قضائية.

إذ يواجه العملاء الذين لديهم حسابات تزيد عن 250 ألف دولار انتظارا قلقا، لمعرفة ما إذا كان بإمكانهم استرداد الأموال خلال الأسابيع القليلة المقبلة، أو الإنجرار خلف دعاوى قضائية قد تمتد لسنوات.

• إفلاس بنك "وادي السليكون".. كابوس محتمل يثير الذعر في مصارف العالم
• أكبر إفلاسات البنوك في تاريخ أمريكا.. "SVB" يقلب الأوجاع

وسيتم إعادة فتح بنك وادي السيليكون يوم غد الإثنين للمودعين المؤمن عليهم، بموجب البنك الوطني للتأمين على الودائع المنشأ حديثًا في سانتا كلارا، وسيحصلون على سقف 250 ألف دولار.

أما المودعون غير المؤمن عليهم فقد بدأوا فعليا الترويج لبيع أموالهم على تويتر وفيسبوك وLinkedIn، في محاولة لإيجاد مشترين لها بأسعار متدنية، لكنها تمنحهم بعض الأموال التي قد تمتد سنوات للحصول عليها.

يحاول البعض البيع بخصومات كبيرة لجمع الأموال، إذ تسعير ودائع SVB غير المؤمن عليها بسعر يتراوح بين 55 و65 سنتًا للدولار، وفقًا لـCherokee Acquisition، وهي منصة تداول مطالبات في قضايا الإفلاس.

كذلك، تظهر منصات اطلعت عليها "العين الإخبارية" أن بعض أصحاب الودائع قد عرضوا ودائعهم مقابل ما بين 70 و75 سنتا على الدولار.

ولجأ مؤسسو الشركات الناشئة إلى بيع الودائع غير المؤمن عليها لأنهم يحتاجون إلى دفع رواتب الموظفين في وقت مبكر من الأسبوع المقبل، بسعر 90 سنتا لكل دولار واحد.

وبعد أقل من 24 ساعة من انهيار البنك، تلقى المؤسسون رسائل بريد إلكتروني باردة من مستثمرين يعرضون شراء ودائعهم، وفقا للرسائل التي اطلعت عليها Financial Times.

اتصل صندوق Fulcrum Capital، وهو صندوق خاص بمواقف خاصة ومقره أوستن، بشركات ناشئة أمس السبت، يعرض دفع نسبة غير محددة من إجمالي الودائع التي يحتفظون بها في SVB و"أخذ مخاطر الاسترداد".

وفي تغريدة لها على تويتر، حثت شيلا بير، التي قادت مؤسسة التأمين الفيدرالية خلال الأزمة المالية لعام 2008، المودعين غير المؤمن عليهم، على عدم "البيع على عجل".

وكتبت على صفحتها الرسمية: "المبالغ المستردة يمكن أن تكون كبيرة، حتى لو لم تكن كافية تماما لسداد غير المؤمن عليهم.. لذلك أعتقد أنه سيكون من السابق لأوانه أن يبيع غير المؤمن عليه بخصم حاد".

عانى SVB بالفعل من تدافع بنكي يوم الخميس، عندما بدأ حاملو الودائع عمليات سحب بلغ مجموعها في النهاية 42 مليار دولار، أي ما يقرب من ربع الودائع البالغة 173.1 مليار دولار التي كانت لدى SVB في نهاية عام 2022.

ويسمى هذا الأمر مصرفيا "Bank Run" وهي قيام المودعين بالإسراع إلى أي جهاز صراف آلي أو فرع للبنك، بهدف سحب أمواله قبل حدوث تطورات سلبية.

الغالبية العظمى من ودائع SVB غير مؤمنة، ويرجع ذلك جزئيا إلى أن قاعدة عملائها يهيمن عليها عملاء كبار مثل شركات رأس المال الاستثماري والشركات الناشئة التي يدعمونها. 

في نهاية العام الماضي، ما يقرب من 96% من الودائع لم تكن مشمولة بوثيقة تأمين FDIC التي تضمن ودائع تصل إلى 250000 دولار، بينما في بنك أوف أمريكا كان هذا الرقم حوالي 38%.

عادة ما ينظر المنظمون إلى المودعين غير المؤمن عليهم على أنهم "متقلبون" وأكثر عرضة للانسحاب بسرعة عند أول علامة على الإجهاد، مقارنة بالعملاء أصحاب رأس المال المؤمن.

تراقب وزارة الخزانة والاحتياطي الفيدرالي والمنظمون الآخرون عن كثب التداعيات من SVB وأي علامات على امتدادها إلى القطاع المصرفي الأوسع.

في تقرير نصف سنوي نُشر هذا الشهر، أفاد البنك المركزي الأمريكي بأن البنوك الكبيرة "ما تزال لديها سيولة كافية لمواجهة التدفقات الشديدة للودائع الخارجة". 

وبالنسبة للودائع غير المؤمنة، قالت مؤسسة التأمين الفيدرالية (FDIC) إنها ستدفع لهم "أرباحا مسبقة" خلال الأسبوع والتي ستكون نسبة مئوية من ودائعهم.

في مكالمة جماعية تم ترتيبها على عجل مساء الجمعة للعملاء، قال المحامون في Cooley، وهي شركة في وادي السيليكون، إن فرز استرداد الودائع عادة ما يستغرق من FDIC من ستة إلى 12 شهرا.

ومع ذلك، نظرا لتعقيد حالة SVB، فإن هذا القرار قد يستغرق وقتا أطول، وتكهنوا بأن FDIC استولت على SVB في منتصف يوم الجمعة، وليس في نهاية اليوم التقليدية، ربما يكون قد خفف من الضرر لأصحاب الحسابات غير المؤمن عليهم.