«وادي السيليكون» يصيغ استراتيجية «البنتاغون» في الحروب المستقبلية

مع التغير الكبير بساحات القتال، يتعين على الجيوش التكيف بسرعة من خلال الاستفادة من العلاقة بين التكنولوجيا والقوات العسكرية.
في هذا السياق، أكّد مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) أن ساحات المعارك الحديثة تتغيّر بسرعة، وأن السر لضمان مواكبة الأسلحة والقدرات للتهديدات والتحديات الجديدة هو وضع شركات التكنولوجيا في الخطوط الأمامية مع القوات.
وقال إن هذا نموذج من نوع "وادي السيليكون".
ودائمًا ما دارت مناقشات المسؤولين العسكريين الأمريكيين، والقادة في واشنطن، حول الحاجة إلى إعادة صياغة سريعة للمعارك المستقبلية، مع الإشارة إلى أمثلة من حرب أوكرانيا، حيث بنت دولة ضعيفة دفاعيًّا ترسانة أسلحة بميزانية قتالية محدودة، وحافظت على مكانتها في سباق التسلح التكنولوجي ضد روسيا الأكبر حجمًا.
وأظهرت الدروس المستفادة من حرب أوكرانيا مدى سرعة دخول بعض الأسلحة، مثل أنواع مختلفة من المسيّرات إلى المعركة، ثم إحباطها بواسطة الحرب الإلكترونية، مثل تشويش الإشارات وغيرها من التدابير المضادة، وفقًا لما ذكره موقع "بيزنس إنسايدر" الأمريكي.
وقال الموقع إنّه عندما يواجه الجنود مشكلة، فبإمكانهم نقل مخاوفهم وتجاربهم إلى شركاء الصناعة، الذين يجب أن يتفاعلوا بسرعة لتقديم حلول جديدة خلال مدة لا تتجاوز أسابيع.
مقترح جديد
وفي فعالية لمعهد "هدسون" حول بناء أسلحة قابلة للتكيّف، قال ترينت إمينيكر، مدير برنامج وحدة الابتكار الدفاعي، إن الأنظمة غير المأهولة غيّرت أساليب الحرب بشكل كبير منذ ظهور الرشاشات خلال الحرب العالمية الأولى، مشيرًا إلى أن حرب أوكرانيا تُظهر تكيفًا متكررًا ومستمرًّا في التكنولوجيا والتكتيكات.
واقترح إمينيكر نهجًا غير تقليدي للتعاقد الحكومي مع شركات الدفاع، مع منح المزيد من الثقة لقطاع الدفاع، والعمل الدؤوب والمتواصل على تكييف الأنظمة.
وقال: "ما نراه هو النموذج الناجح، وهو أن الشركات وفرقها الهندسية مُدمجة مباشرةً مع المقاتل في الخطوط الأمامية، وفي العمليات، وفي القتال"، وبالتالي "يأخذون الملاحظات ويعيدونها بسرعة إلى فريق الهندسة الأكبر، ثم يتم تقديم الحل إلى المقاتل".
وأوضح إمينيكر أن هذا الحل "قد لا يكون مثاليًّا، لكنه سيكون أفضل، وإن لم يكن كذلك، تُعاد المحاولة مجددًا حتى يتم الوصول إلى الهدف".
وأضاف: "نموذج وادي السيليكون يعمل على تطوير البرمجيات".
ويُعدّ هذا النموذج تحوّلًا في التفكير التقليدي وفي طريقة عمل شركات مقاولات الدفاع مع الجيش الأمريكي، ويختلف عمّا كان يحدث سابقًا عندما كان الأمر يستغرق سنوات لاختبار أنظمة أسلحة معقدة ومتطوّرة قبل تسليمها إلى القوات.
وتتبنّى العديد من شركات الدفاع الأصغر والأحدث هذه المفاهيم، لا سيما في مجالي الأنظمة غير المأهولة والذكاء الاصطناعي، حيث يُدرك قادة الجيش الأمريكي وصناعة الدفاع أن الحروب المستقبلية المحتملة ضد خصوم مثل الصين ستتطلّب أسلحة رخيصة وسهلة الصنع، وفقًا للمصدر ذاته.
aXA6IDMuMTQ0LjEwMy4yMDUg جزيرة ام اند امز