"15 دقيقة لإنقاذ العالم".. محاكاة أمريكية مرعبة لـ"أزمة نووية"
أعد محرر الشؤون العالمية بصحيفة "الجارديان" البريطانية، جوليان بورغر، تقريرًا تحدث فيه عن تجربة محاكاة نووية خاضها تشبه ما سيفعله الرئيس الأمريكي حال وقوع أزمة نووية.
وقال بورغر، خلال تقريره المنشور بالصحيفة إن "البسكويت النووي"، هو عبارة عن محاكاة، يتيح للمسؤولين الأمريكيين تجربة محاكاة لهجوم صاروخي ومعرفة العواقب المدمرة لاختياراتهم.
وبدأ محرر "الجارديان" الحديث عن تجربته بالقول: "أصبح واضحا أن الأمور انحرفت عن مسارها بشكل رهيب في هذا اليوم، تحديدا عندما رأيت أن الخيار الأكثر اعتدالا المطروح أمامي يتضمن قتل ما لا يقل عن خمسة ملايين شخص".
وتابع: "قد أقتل ما يصل إلى 45 مليونا إذا اخترت البدائل الأكثر شمولًا الموضحة في ثلاث أوراق، لكن كان من الصعب التركيز على التفاصيل، لأن هناك أناسا يصرخون علي من خلال سماعات الأذن وعبر الشاشات أمامي".
وأوضح بورغر أنه كان يخوض تجربة تحاكي ما سيتعين على الرئيس الأمريكي فعله حال وقوع أزمة نووية: اتخاذ قرار سينهي حياة الملايين وربما الحياة على الكوكب، بمعلومات غير كاملة وخلال أقل من 15 دقيقة.
"واقع افتراضي"
في العالم الحقيقي، كان بورغر موجودا داخل غرفة اجتماعات بفندق في واشنطن، لكن مع ارتدائه نظارات الواقع الافتراضي.
وكان يجلس خلف مكتب الرئيس بالمكتب البيضاوي، والتلفاز يعرض تقريرًا عن تحركات القوات الروسية، لكن بدون صوت، وكان أحدهم يخبره أن مستشار الأمن القومي تأخر عن اجتماعهم.
وحاول بورغر تحويل تركيزه إلى الأخبار لكن بعد ثوان انطلقت صافرة الإنذار وظهر رجل أصلع يرتدي زيا ونظارات سوداء من الباب الموجود على يساره، بحسب بورغر من حديثه عما دار بالمحاكاة.
وجاءه صوت امرأة يقول: "سيدي الرئيس، لدينا حالة طوارئ وطنية. رجاء اتبع الضابط العسكري على الفور"، ثم قاده الضابط إلى مصعد مكسو بالخشب مخفي خلف جدار، وبدأوا النزول.
وقال بورغر إن محاكاة الواقع الافتراضي طورها فريق من جامعتي برينستون الأمريكية وهامبورغ الألمانية، بناء على بحث مكثف، يتضمن مقابلات مع مسؤولين سابقين، بشأن ما سيحدث حال تعرضت الولايات المتحدة لهجوم نووي، أو اعتقدت أنها تتعرض له.
وأطلق الفريق اسم "Nuclear Biscuit" أو "البسكويت النووي" على المشروع، نسبة إلى البطاقة الصغيرة التي تحمل رموز الإطلاق الخاصة بالرئيس.
وعلى مدار الأيام القليلة الماضية، قام بتجربتها خبراء أسلحة نووية في واشنطن ومسؤولون سابقون.
وقال ريتشارد بيرت، الذي كان كبير المفاوضين الأمريكيين بمفاوضات الحد من الأسلحة لدى الاتحاد السوفيتي: "تدخل تلك المحاكاة وتخرج شخصا مختلفا".
وأضاف بورغر: "يمكنني أن أفهم ما يعنيه، بما أنني خضت الـ15 دقيقة المرعبة كاملة".
وتابع: "خرجت من المصعد مع مساعدي العسكري إلى غرفة العمليات تحت الأرض، ولم أكن محاطا بالمستشارين. وفي الواقع، من غير المرجح أن يكونوا حاضرين فورًا عندما ينطلق الإنذار. وفي هذه المناسبة كان مستشاري للأمن القومي لا يزال عالقا في الزحام المروري والمساعد العسكري مدرب على عدم قول أي شيء. وظيفته حمل حقيبة "كرة القدم النووية"، التي تحوي الخطط و(بطاقة) البسكويت."
بمجرد جلوسه، بدأت سماعات الرأس تخبره بالوضع، ورصدت مستشعرات الإنذار المبكر إطلاق 299 صاروخا في روسيا يعتقد، بثقة تامة، أنها متجهة للبر الأمريكي وغالبا صوامع الصواريخ الباليستية العابرة للقارات في الشمال الغربي.
وبينما كان صوت يخبر بورغر بأن ما يقدر بـ2 مليون أمريكي سيقتلون، قال له آخر -هذه المرة ضابط بالخدمة السرية- إن المروحيات في طريقها لإجلائه.
وكان يواجه بورغر صعوبة في فهم كل التفاصيل بسبب صوت صافرة الإنذار، واستغرق بضع دقائق قبل أن يدرك أنه القائد الأعلى ويمكنه التوجيه بإيقافها.
وظهر جنرال من القيادة الاستراتيجية على واحدة من الشاشات أمامه وأخبره أنه ليس أمامه وقت كبير لاتخاذ قرار ومراقبة الساعة الرقمية الموجودة على طاولة المؤتمر، التي قالت إن أمامه 12 دقيقة و44 ثانية.
وقال الجنرال بصوت يشير إلى أنه خذل الأمة بالفعل: "إن لم تتخذ قرارًا قبل أن تدق ساعة الصفر، سنفقد مجموعة الصواريخ الباليستية العابرة للقارات بأكملها".
وفتح المساعد العسكري الصامت حقيبة كرة القدم ووضع أمام بورغر ثلاث خيارات للرد، لكنه أمر بتوجيه هجوم على الترسانة الروسية المتبقية بعد وصول الصواريخ الأولى وتأكيد أنهم يتعرضون لهجوم حقيقي.
وحال وفاته في ذلك الوقت، تمت توصيته بتفويض سلطة الإطلاق لنائب الرئيس.
وظل ما يحدث لاحقا غامضا عن عمد، بينما تنتهي المحاكاة بعرض المساعد العسكري الأكواد اللازمة لإصدار أوامر الإطلاق.
aXA6IDE4LjExOS4xMDUuMTU1IA== جزيرة ام اند امز