بالصور.. "العين الإخبارية" تزور بانوراما أكتوبر في ذكرى تحرير سيناء
بانوراما أكتوبر توثق حروب مصر في العصر الحديث وتاريخها العسكري على مر العصور عبر تقنيتي الـ3D والـ7D أو الهولوجرام
37 عاماً تمر، الخميس، على ذكرى انسحاب آخر جندي إسرائيلي من مصر، ليكون 25 أبريل/نيسان ذكرى تحرير سيناء، الذي استردت فيه أرضها وفقاً لمعاهدة كامب ديفيد، عدا منطقة طابا التي استردها الرئيس المصري الأسبق محمد حسني مبارك بعد ذلك عن طريق التحكيم الدولي.
وفي ذكرى التحرير هذا العام قررت القوات المسلحة المصرية إحياءها بأحدث التقنيات داخل بانوراما أكتوبر.
وتوثق بانوراما أكتوبر لحروب مصر في العصر الحديث وتاريخها العسكري على مر العصور عبر تقنيتي الـ3D والـ7D أو الهولوجرام، بعد أن أعيد افتتاحها مجددا، والتي أغلقت أبوابها أمام الجمهور قبل عام لأعمال التطوير.
- عيد تحرير طابا.. 30 عاما على استعادة مصر آخر شبر من سيناء
- باالفيديو.. بطل ملحمة "إيلات" يروي لـ"بوابة العين" تفاصيل جديدة
البانوراما التي شَيّد مبناها عام 1983 لتخليد ذكرى نصر أكتوبر الذي سجلته مصر في السادس من أكتوبر عام 1973، وبطولات الجيش المصري في هذه الحرب المجيدة، ما إن تدخل من بابها الرئيسي حتى تشاهد أسلحة مصر المنتصرة في الحرب على الجهة اليمنى وأسلحة العدو المقهورة وقطع منها على الجهة اليسرى، كلاهما في استقبال الزائر، وما إن تدخل مبنى البانوراما تجد نفسك في البهو الرئيسي بكل ما فيه من تقنيات لم تكن موجودة في وقت سابق.
وأول ما تلحظه هو الفنان المصري تامر فرج يقف بتقنية الهولوجرام مرحباً بالزائرين وشارحاً لهم تاريخ هذا الصرح الذي يخلّد البطولات العسكرية للمصريين، ومع مواصلة السير تلحظ عدداً من الجداريات تحكي كل منها عن حقبة تاريخية عسكرية، وأسفل الجدارية شاشة عرض مسطحة تروي تفاصيل هذه المرحلة.
القاعات الرئيسية
"الصمود والتحدي" واحدة من أهم هذه القاعات، مزودة بشاشة عرض سينمائي تمَّ تخصيصها لعرض فيلم ثلاثي الأبعاد، ما إن يرتدي الزائر النظارات المخصصة لهذا الغرض إلا وينتقل بتقنية الـ3D إلى الفترة الزمنية ما بين 1967 وحتى 1973 ليعاين بنفسه جميع تفاصيل هذه المرحلة، التي سجلت حرب مصر الحديثة الأعظم من الاستنزاف وحتى النصر بقيادة الرئيس الراحل محمد أنور السادات.
أما "قاعة الشهداء"، فهي إحدى القاعات المستحدثة، وتستعرض تاريخ الشهداء المصريين الأبطال الذين وقعوا في الحروب منذ الحرب العالمية الثانية مرورا بالاستنزاف ونصر أكتوبر وحتى معارك الإرهاب التي تحارب فيها مصر بكل قوة، وعبر الشاشات التفاعلية، وبواسطة النقر يستطيع الزائر معرفة كل التفاصيل التي تخص أي شهيد من مولده وحتى واقعة استشهاده.
70 سلمة، تصعد بك إلى القاعة الأم أو القاعة البانورامية، لتسافر في رحلة مدتها 10 دقائق وأنت تجلس على مقعدك بالمسرح الدوار، تشاهد خلالها كل تفاصيل ملحمة النصر والعبور والهزيمة التي لحقت بالعدو الإسرائيلي وأعلامه الملقاة بأرض المعركة.
أبطال التحرير في البانوراما المُحدّثة
ويقول اللواء عاصم شمس الدين عبدالحافظ، أحد أبطال نصر أكتوبر وتحرير سيناء، إن أحد أهم القطع التي تضمها البانوراما تلك المعدات الخاصة بالعدو الإسرائيلي.
ويوضح لـ"العين الإخبارية" أن هذا المشهد في ساحة البانوراما الخارجية يتحدث عن السيطرة الكاملة لمصر على العدو أثناء تحرير سيناء، فعندما تجلب أسلحة العدو وبعض معداته سليمة يعني هذا أنك سيطرت عليه سيطرة كاملة وبشجاعة فائقة.
ويضيف: هذه الأسلحة يتم صيانتها باستمرار لتكون شاهدة على مر الزمان على الشجاعة المصرية وجبن المُحتل، فهي ذكرى جميلة توثق النصر وتحكي عنه بدون أن تنطق بحرف واحد.
اللواء محمد الألفي، المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية وأحد أبطال التحرير، يقول إن البانوراما بكل ما تشتمل عليه هي تذكار تاريخي تحكي تاريخ الأجداد للأحفاد والأجيال القادمة.
وعن أسباب تأثر أبطال التحرير حتى هذه اللحظة عند استعادتهم ذكريات الحرب يقول الألفي لـ"العين الإخبارية": "عندما تعيش حدثاً مهماً وخطيراً تشعر حينها بأن مسؤولية ضخمة تقع عليك والطموحات معلقة بك وبالقوات كلها، آنذاك يتضاعف الشعور بالمسؤولية الجسيمة، فضلاً عن أنه كانت هناك صعوبة شديدة جدا في تنفيذ تلك المهمة وكثيرون لا يدركون حجمها، وأخيرا نتأثر رغم مرور كل هذه السنوات لأننا شعرنا حينها بمعنى الكرامة وأن تحارب لاستردادها، فقد عانينا جداً من وجود هذا العدو أمامنا على مسافة قريبة جدا لم تتعدى عرض قناة السويس 200 متر، كان يعاملنا بمنتهى القسوة خاصة النفسية والمعنوية، وكان يتلفظ من الألفاظ والكلمات ما تعايرنا وتنتقص منا، وهذا عيب شديد بالنسبة لنا، كذلك نتأثر لأننا بالإضافة إلى ذلك كله نتذكر الرفقاء الذين استشهدوا أو جُرحوا أو توفوا مع الزمن".
أما اللواء بحري أحمد محمد الصادق، مدير الكلية البحرية الأسبق، وأحد أبطال التحرير أيضا فيقول "تجرعنا مرارة الهزيمة ثم حلاوة النصر في 1973، جيش مصر استرجع سيناء بدم الشهداء، وكلنا أقسمنا ألا نترك سلاحنا قط حتى نذوق الموت وقد كان".
وأضاف لـ"العين الإخبارية" "كل ما نشاهده اليوم في بانوراما أكتوبر وراءه دم، وقوات حملت السلاح لأجل أن تبقى مصر ولا تنكسر، ولا بد للعالم أن يفهم ذلك، وأن يفهم المصريون أن وراءهم جيشا يحميهم، وكما لم نترك العدو قبل ذلك فالجندي المصري العنيد في الحق جدا لن يترك مصر للإرهاب ولن يترك ترابها الغالي ليدنسه الأشرار، فهو إلى زوال".
الثورات الحديثة والإبهار الليلي
التطوير لم يطل الأجزاء القديمة فحسب، إذ أنشئ مبنى جديد يحمل اسم "جيش وشعب" يوثق لأحداث ثورتي 25 يناير و30 يونيو، ويضم حكايات لعرض الدبابات والطائرات بسعة 23 كرسياً متحركاً.
أما العرض الليلي، فهو إبهار جديد يضاف إلى بانوراما أكتوبر بعد تطويرها، إذ تمَّ تطوير الجسم الخارجي للبانوراما لعرض أفلام ثلاثية الأبعاد بنظام العرض المرئي المعماري، إضافة إلى عرض الليزر على جسم البانوراما الذي يقدِّم صورة مبهرة تحقق التشويق والإثارة للمشاهد.
aXA6IDMuMTQ1LjYyLjM2IA== جزيرة ام اند امز