مصر والسعودية.. شراكة في محاربة الإرهاب بسلاح التنمية
تعاون مشترك بين مصر والسعودية، كان أحد أهم الأسلحة التي استُخدمت لدحر الإرهاب في سيناء على مدار السنوات الأربع الماضية
لعل أكثر ما يميز العلاقات بين مصر والسعودية الشراكة المتينة في مواجهة الإرهاب بسلاح التنمية.
فتعاون مصر والسعودية كان أحد أهم الأسلحة التي استُخدمت لدحر الإرهاب في سيناء، على مدار السنوات الأربع الماضية، والتي بدأت بتولي الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي زمام حكم بلاده وإعلان المملكة ودول الخليج دعمها له ولخطته بشكل عام ومجابهة الإرهاب بشكلٍ خاص.
- محمد بن سلمان.. أول ولي عهد سعودي يزور الكاتدرائية المصرية
- الرئاسة المصرية لـ"العين الإخبارية": زيارة محمد بن سلمان "إضافة" للعلاقات
وتمثلت الشراكة في شقين عسكري واقتصادي، كليهما يكمل الآخر، وقد شاركت المملكة العربية السعودية في كليهما بطريق أو بآخر لإحلال التنمية في سيناء محل الإرهاب، وهو العمل النبيل الذي ما زال مستمرًا حتى الآن، والذي ظهرت بشائره بانحسار الإرهاب في سيناء على الجانب المصري، وانحساره كذلك في منطقة الخليج بتعاون مصري أبرز أشكاله المشاركة في التحالف العربي لمحاربة الإرهاب.
بوابة "العين الإخبارية" ترصد أشكال التعاون، التي اتسمت بها العلاقات بين البلدين، في ضوء الزيارة التاريخية التي يجريها الأمير محمد بن سلمان، إلى القاهرة والتي بدأت اليوم، الأحد وتستمر 3 أيام.
جسر الملك سلمان
اللواء أركان حرب ناجي شهود، المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية، يقول إن جسر الملك سلمان المُقدر له الربط بريًا بين المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية، سيمثل شريان حياة جديدا يربط بين مصر ومنطقة الخليج بأكملها.
وأضاف شهود، في تصريح خاص لـ"العين الإخبارية"، أنه سيكون الضربة الأقوى لمساعي تقسيم المنطقة العربية، فبينما أصحاب المخطط ماضون في تنفيذ هدفهم تأتي كل من مصر والسعودية بحلول غير تقليدية لربط العرب رغم أنف كل المخططات.
ويضيف المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية، أن تنفيذ هذا المشروع الذي طال الحديث عنه والذي بات الجميع ينتظر تحقيقه، يلمم جراح المنطقة العربية جرّاء محاولات التقسيم التي حاولت النيل منها بكل الطرق، فضلًا عن أنه سيخدم مصالح البلدين بشكل خاص وباقي دول المنطقة العربية بشكل عام.
وأوضح شهود، أنه سيمثل نقلة كبيرة في التبادل التجاري بين البلدين، ويُسهل سياحة الحج والعمرة بشكل كبير، ويصنع همزة وصل عربية في زمن انقطعت فيه كل همزات الوصل.
من جانبه، يقول اللواء أركان الحرب ياسر عبدالعزيز، المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية، إن الجسر سيمثل نقلة تجارية وثقافية وسياحية كبيرة بالمنطقة العربية تقودها كل من مصر والسعودية، وسيربط بين المشرق العربي الممثل في منطقة الخليج، والمغرب العربي الممثل في الشمال الإفريقي، إلا أنه سيسهم بشكل أساسي في حجم التجارة البينية بين البلدين الرئيسين الممثلين في المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر.
استخبارات ومعلومات
وفي تصريح خاص لـ "العين الإخبارية" يوضح أن التعاون المشترك بين البلدين ساهم بصورة كبيرة في دحر الإرهاب الممثل في عناصر داعش في سيناء أو الإرهاب الممثل في الحوثيين، جنوب المملكة، لذلك تعد المملكة مساهمًا في الحرب على الإرهاب داخل سيناء بالتعاون الاستخباراتي مع مصر من جانب والتعاون في أشكال التنمية من جانب آخر، وأبرز أشكاله جسر الملك سلمان الذي سيتم الإعلان عنه بمجرد إنجاز الشق الأكبر من المشروع.
اللواء أركان الحرب طلعت موسى، المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية وأستاذ الاستراتيجية والأمن القومي، يقول إن المملكة العربية السعودية شريك أساسي في التنمية الاقتصادية التي تجري أحداثها اليوم في سيناء بالتزامن مع الحرب على الإرهاب فيها، وهو الشق الرئيسي الثاني لمكافحة الإرهاب فيها.
175 مليار دولار
ويوضح موسى، في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية"، أن تكلفة تنمية سيناء وفقًا لما ذكره الرئيس عبد الفتاح السيسي، مؤخرًا تصل إلى 275 مليار دولار، منها 175 مليار دولار تسهم بجزء منها المملكة العربية السعودية والإمارات والكويت، في شكل مشروعات للتنمية يجري تنفيذها حاليًا، وتتولى الحكومة المصرية والقوات المسلحة والشعب باقي نفقات التنمية.
وفيما يتعلق بمكافحة الإرهاب أيضًا يقول موسى إن الدولتين مصر والسعودية لهما موقف موحد ومعهما الإمارات والبحرين وهم دول الرباعي الداعي لمكافحة الإرهاب، ولهم موقف واحد من الدول الداعمة للإرهاب، وتجلى بوضوح في مقاطعة "قطر" المتورطة تمامًا في ملف دعم الإرهاب وتمويله وتوفير الغطاء السياسي له، والمقاطعة التي نفذوها ساهمت كثيرًا في انحسار الإرهاب سواء في سيناء أوفي السعودية، فضلًا عن التعاون في مجال تبادل المعلومات وتبادل المجرمين المطلوبين في هذا الإطار.
كما تتوحد مواقف البلدين ضد إيران التي تدعم فصائل من الإرهاب سواء في اليمن أو العراق أو سوريا.