سيناء في ذكرى 10 رمضان.. عبور جديد فوق حمم الإرهاب

لسنوات ظلت شمال سيناء بقعة خطرة في أرض مصر، بعد أن تمكنت تنظيمات إرهابية من مد شبكة جهنمية بين دروبها الوعرة.
لكن في ذكرى انتصار الجيش المصري في أرض الفيروز في العاشر من رمضان عام 1973، تبدو الصورة اليوم مختلفة عما كانت عليه خلال السنوات الثماني الماضية
"لقد عبرنا بمصر وسيناء إلى مرحلة جديدة في تاريخ مصر، وتحولت الحياة من ظلام إلى نور ومن جحيم إلى جنة، الكلمات وصف بها أهالي شمالي سيناء الوضع الحالي، بعد 8 سنوات من جهود للقوات المسلحة والشرطة المدنية لدحر الإرهاب راح ضحيته المئات.
جاء ذلك في لقاءات لممثلي مختلف وسائل الإعلام المصرية والعربية والأجنبية العالمية ووكالة أنباء الشرق الأوسط إلى شمال سيناء، خلال زيارتهم التفقدية لمختلف مدن وقرى المحافظة، بعدما نجحت جهود قوات مكافحة الإرهاب من القوات المسلحة والشرطة المدنية في دحره.
ووفقا لما ذكرته وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية، قام ممثلو وسائل الإعلام، على مدار يومين، بالتنقل والتحرك من خلال مجموعتين كبيرتين، داخل مختلف قرى ومدن وتجمعات شمال سيناء ومن العريش وحتى منطقة رفح، مرورًا بمدن الشيخ زويد وبئر العبد وعلى الشريط الساحلي.
عودة الحياة لطبيعتها
ورصد الوفد الإعلامي استئناف حياة المواطنين "شمالي سيناء" لكافة أنشطتهم سواء التعليمية أو التجارية وممارسة أعمالهم من دون أية قيود عانوا منها على مدى 8 سنوات من العمليات الإرهابية من جانب العناصر التكفيرية، حيث أجبرت تلك العناصر، المواطنين هناك، على ترك منازلهم وأعمالهم، حتى توقفت حياتهم.
وأكد أهالي شمال سيناء أن ما تشهده مدن وقرى المحافظة من تحركات نحو التنمية من كافة أجهزة الدولة بغرض عودة الحياة لطبيعتها، بتوفير خدمات عاجلة وحصر الاحتياجات المطلوبة خلال المرحلة المقبلة، يؤكد حرص الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي والقيادة العامة للقوات المسلحة لتحقيق التنمية الشاملة والحقيقية داخل شمال سيناء.
أمن وأمان
وقال الشيخ موسى أبوالعراج أحد وجهاء قرية "أبوالعراج" إن أسماء قرى شهدت على مدى نحو 8 سنوات من مواجهات للقوات المسلحة والشرطة المدنية للتكفيريين، باتت مجرد ذكرى للجميع.
بدوره، أوضح الشيخ إبراهيم أبوعليان بقرية "الظهير" أن الأمن والأمان قد عادا إلى أراضينا، مؤكدا أن مخطط تقسيم مصر قد فشل على أرض سيناء.
ومن جانبه، وجه الشيخ محمد حسن مسعود "من مشايخ السواركة" رسالة إلى الشباب، مطالبا إياهم بألا يترك نفسه للفكر الضال، لأنه السبب الرئيسي لأي تدمير وتخريب وهدم.
فيما أشاد الشيخ عبدالرحمن يوسف "أبوعيطة" بإرداة وعزيمة الرئيس السيسي حتى تم القضاء على "العذاب والإرهاب"، وقال "انتصرنا على العذاب والإرهاب بعد ترك منازلنا حتى عدنا إليها".
وأكد اللواء محمد عبدالفضيل شوشة محافظ شمال سيناء على التوجيهات الدائمة بالاهتمام بأبناء سيناء خاصة محافظة شمال سيناء، وتلبية الاحتياجات الأساسية لهم.
"الحياة تدب من جديد"
كما رصد ممثلو وسائل الإعلام "عودة الحياة إلى كامل طبيعتها بقرى مدينة الشيخ زويد، بعدما كانت أرضا للأشباح".
وأشار محافظ شمال سيناء إلى عودة المواطنين إلى قرى الشيخ زويد الذين تركوها، مؤكدا أنه أعطى توجيهاته للجهاز التنفيذي بتقديم كافة الخدمات للمواطنين والتيسير عليهم، معلنا عن دعم المزارعين بشتلات الزيتون والمعدات الزراعية بالتنسيق مع وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي.
كما أكد استمرار صرف التعويضات الخاصة بالمواطنين سواء للمباني أو المزروعات بعد زيارة نسبة التعويض 50%.
سلة غذاء مصر
وأبرز تقرير وكالة أنباء الشرق الأوسط أن محافظة شمال سيناء تسعى لجعل "أرض الفيروز" سلة الغذاء في مصر، من خلال زيادة رقعة الأراضي الزراعية وتحقيق التنمية كهدف استراتيجي.
وأشار التقرير إلى بدء المشروع القومي لتنمية سيناء عام 1994 وتوصيل مياه النيل إلى سيناء عبر ترعة السلام التي تضيف مساحة 400 ألف فدان إلى الرقعة الزراعية، منها 125 ألف فدان بالمحافظات المجاورة و275 ألف فدان داخل شمال سيناء.
"الطريق من العريش إلى رفح"
ووصل الوفد الإعلامي إلى مدينة رفح عبر طريق العريش-رفح، وهو الطريق الذي كان مفخخا بمعدل كل متر، وذهب ضحيته على أيدي "التكفيريين" مئات الضحايا، حتى تم تغيير حركة تنقل أفراد الجيش والشرطة، عبر البحر بواسطة لنشات بحرية، والنزول منها في رفح، ثم العودة بحرا إلى العريش.
وتضم مدينة رفح 11 قرية، باتت جميعها آمنة، وأكد رئيس المدينة مصطفى محمد مصطفى أنه تم الانتهاء من المرحلة الأولى بالمدينة السكنية الجديدة، بتمويل من وزارة الإسكان، وتنفيذ الهيئة الهندسية للقوات المسلحة.
وأنهى الوفد الإعلامي رحلته عائدًا إلى القاهرة بعد يومين.
ويحتفل المصريون، الإثنين، بذكرى انتصارات العاشر من رمضان، الذي وافق السادس من أكتوبر عام 1973، حينما نجحت القوات المصرية في عبور قناة السويس وهزيمة الجيش الإسرائيلي في آخر معركة بين الجانبين قبل توقيع معاهدة السلام بينهما.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuNyA= جزيرة ام اند امز