في سنغافورة.. «العقارات» تطوي تاريخ 181 عاما من سباقات الخيل
انتهت أكثر من 180 عامًا من سباقات الخيل في سنغافورة مطلع هذا الأسبوع، حيث استضاف نادي سنغافورة للخيل، سباقه الأخير قبل إعادة مضماره إلى الحكومة لتوفير الأرض لمنازل جديدة.
الحدث الأخير من نوعه، شهد حضورا كبيرا لكبار الشخصيات المتحمسين والشخصيات الاجتماعية والمغتربين الذين حرصوا على أن يشهدوا نهاية سباقات الخيل في سنغافورة، بينما استضافت الملاعب وقاعات الرهان أدناه المراهنين من الجيل الأكبر سنًا.
وبحسب بلومبرغ، السباق يعتبر آخر بطولة من بطولات كأس سنغافورة الذهبية الكبرى على الإطلاق لسباقات الخيول، نظرا لحاجة الحكومة السنغافورية للتوسع في منشآت المنازل في هذه المنطقة.
وأعرب الفائز، الفارس الجنوب أفريقي موزي يني، عن شعور بالخسارة لنهاية عهد سباقات الخيول الذي استمر في سنغافورة لما يصل لـ181 عاما من الاستمرارية، وهو الإحساس الذي شاركه الكثيرون في ذلك اليوم.
وقال موزي بني في مقابلة بعد السباق: "أود أن تنظر الحكومة في الأمر".
ومن المقرر هدم الموقع الذي تبلغ مساحته أكثر من 120 هكتارًا (300 فدان) لبناء منازل عامة وخاصة جديدة حيث تحاول سنغافورة، التي يقل حجمها عن مدينة نيويورك، استيعاب عدد سكان متزايد تجاوز ستة ملايين هذا العام.
وقالت الحكومة إن هذا الإجراء ضروري لضمان وجود مساحة كافية للأجيال القادمة، وبعد بعض أعمال التحضير، يجب أن يكون الموقع جاهزا بحلول أوائل عام 2027.
في الوقت نفسه، تسبب قرار إنهاء سباق الخيل في المدينة في صدمة عبر مجتمع ركوب الخيل والتدريب عندما تم الإعلان عنه للمرة الأولى العام الماضي مع تحديد تسليم أراضي السباقات للحكومة السنغافورية هذا العام.
رغم ذلك، أشارت وكالة "بلومبرغ"، إلى أن رياضة سباقات الخيل في سنغافورة كانت تعاني من حالة انحدار بالفعل.
حيث انخفض عدد المتفرجين من متوسط يوم السباق البالغ 11000 في عام 2010 إلى حوالي 6000 في عام 2019، قبل أن يقلل كوفيد الحضور بأكثر من النصف، وفي اليوم الختامي للسباقات مطلع الأسبوع الجاري، حضر حوالي 10000 شخص – ما يعادل ثلث سعة الملعب.
أيضا مما تسبب في تراجع شعبية رياضة سباق الخيل في سنغافورة، هجرة المواطنين الأصغر سنًا إلى رياضات وهوايات أخرى، حيث تهيمن سباقات الفورمولا 1 السنوية على المدينة الآن، والتي اجتذبت في سبتمبر/أيلول الماضي ما يقرب من 270 ألف شخص لحضور سباق فورمولا 1 الذي استمر ثلاثة أيام وما صحبه من حفلات موسيقية.
وكان سباق الخيل في الجزيرة دائمًا مضطرًا إلى التعامل مع أزمة احتياج الدولة إلى الأرض.
وسبق أن أقام نادي سنغافورة الرياضي، الذي أسسه التاجر الاسكتلندي ويليام هنري ماكليود ريد، أول مسابقة له لسباقات الخيل في طريق فارير، شمال وسط المدينة، في عام 1843، عندما كانت البلاد مستعمرة بريطانية.
وكان الحدث بمثابة مناسبة كبرى لدرجة أنه تم إعلانه عطلة عامة.
وفي عام 1911، انطلقت أول رحلة طيران من سنغافورة، بقيادة الطيار البلجيكي جوزيف كريستيانز، من المضمار، باعتباره في ذلك الوقت أحد المناطق القليلة المتاحة من الأراضي المفتوحة المسطحة التي سمحت بالإقلاع.
وبحسب "بلومبرغ"، فإن سباق الخيل ليس الرياضة الوحيدة التي استسلمت للتوسع العمراني في سنغافورة مؤخرا، فقد أغلق آخر ملعب جولف عام مكون من 18 حفرة في وقت سابق من هذا العام لإعادة التطوير واتمام مشاريع عقارية بهدف التوسع.
aXA6IDMuMTQ0LjEwMC4yNTIg جزيرة ام اند امز