السيسي: أنجزنا 11 ألف مشروع بمعدل 3 مشروعات باليوم الواحد
قال السيسي مخاطبا المصريين: أجد أنه من الواجب عليَّ أن أتقدم إليكم بكشف حساب عن فترتي الرئاسية في كل مجالات العمل الوطني.
أعلن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أن البلاد في عهده استطاعت في أقل من 4 سنوات أن تنجز ما يقرب من 11 ألف مشروع، بمعدل 3 مشروعات في اليوم الواحد.
وأضاف السيسي في مؤتمر "حكاية وطن" الذي انطلقت فعالياته، الأربعاء، بالقاهرة، ويستمر 3 أيام لسرد إنجازات الرئيس المصري خلال فترته الرئاسية الأولى، أن ما تحقق من مشروعات هو رقم قياسي غير مسبوق لأي دولة ناهضة، وبلغت تكلفة هذه المشروعات نحو 2 تريليون جنيه.
وقال السيسي مخاطبا المصريين: أجد أنه من الواجب علي أن أتقدم إليكم بكشف حساب عن فترتي الرئاسية في كل مجالات العمل الوطني، من خلال جلسات للنقاش والحوار، وتبادل الرؤى، يتسم بالشفافية والمصارحة.. نستعرض خلالها التفاصيل والبيانات في إطار عرض للأرقام والحقائق المجردة، وتحليلها على أساس علمي وفنـي.
وتابع: سنروي معا "حكاية وطن".. ما بين الرؤية والإنجاز.. كيف كنا؟!.. كيف أصبحنا؟! وستكون الرواية رواية الصدق وحده، ولا شيء سواه.
واستطرد: أقول لكم الحق.. إن ما أنجزته الأمة المصرية العريقة على مدار الفترة السابقة.. إنما هو ثمرة لحلم صاغه هذا الشعب العظيم بعزيمة وتحدٍّ.. منذ أن قرر أن يثور على من حاول سلب آماله وتطلعاته.. واختطاف وطنه وسرقة هويته.. فكانت "حكاية الوطن" هي إرادة وإصرار أمة.
وحرص الرئيس السيسي خلال كلمته، وخصوصا فيما يتعلق بالشق الاقتصادي، على توضيح أنه يتم العمل على إنشاء شبكة نقل وتحكم في الكهرباء تصل تكلفتها إلى 70 مليار جنيه، وأشار إلى أنه في ظل حجم المشروعات الذي تحقق قد يرى البعض أنه أمر مستحيل، وقد أكد أن هناك الكثير لم يروه بعد، مشيرا على سبيل المثال إلى أنه في 2018/6/30 سيكون هناك حوالي 220 ألف فدان جديد سيتم زراعتها، وفي نهاية 2018 ستصل إلى مليون فدان، وذلك بخلاف 1,5 مليون فدان، و40 ألف فدان مزارع سمكية، و100 ألف صوبة.
وحول مشروع توسعة مجرى قناة السويس أكد السيسي أنه: إذا أردنا تنفيذ هذا المشروع الآن لتكلف ضعفي أو ثلاثة أضعاف قيمته، مؤكداً أن هذا المشروع تم بتوفيق من الله سبحانه وتعالى ومساهمة المصريين.
وأشار الرئيس المصري إلى أنه يتم الاقتراض وتحمل فوائد خدمة الدين ودفع الفوائد التي تضاعف من قيمة القروض، وذلك لسد الاحتياجات الضرورية ودفع المرتبات، وإذا استمرت الأرقام في التضاعف فلا يوجد مفر من العمل والصبر والتحمل.
كما أكد أنه يعتبر أن محاولة إبقاء الأمور على ما هي عليه دون إصلاح كمحاولة لكسب شعبية، هو أمر يعد بمثابة الخيانة.
وشدد على أن قرار مصر مستقل بنسبة مئة بالمئة بسبب المصريين، فلا أحد يستطيع الضغط على مصر ويؤثر على مكانتها طالما كان المصريون متحدين.
وفيما يلي نص كلمة السيسي فيما يتعلق بكشف حسابه عن الجانب الاقتصادي:
قال السيسي: منذ أن بدأنا مسيرة العمل الوطني معا منذ الثامن من يونيو عام 2014 .. كانت الرؤية واضحة في ذهني.. ومستمدة من آمال وتطلعات هذا الشعب الكريم.. وكان اختياري واضحا حيث قررت أن أقتحم المشكلات.. وأواجه التحديات.. في مسارات متوازية.. من أجل إيجاد حلول حقيقية.. لا ترتكز إلى الحلول الوقتية التي تؤدي إلى مزيد من التفاقم بعد حين، وقد كانت فلسفة مسار العمل الوطني في هذه الرؤية.. قائمة على أهداف أربعة، هي:
أولا: توفير فرص عمل لملايين الشباب المصري.. لتقليل نسب البطالة.. واستيعاب حجم التدفق الهائل على سوق العمل.. ولاسيما من العمالة المصرية العائدة من مناطق الأزمات فى البلدان العربية .. وذلك من خلال إطلاق حزمة من المشروعات العملاقة ذات الطابع القومي .. وكان في مقدمة ما حرصنا عليه في هذه المشروعات .. هو الاعتماد على الخامات والأيادي المصرية .. والشركات الوطنية.
ثانيـا: تقديم مصر بصورة جديدة إلى العالم .. كساحة عمل وبناء في كافة المجالات .. وسط منطقة تموج بالاضطرابات والخراب والدمار .. حتى تعود إلى مصر مكانتها الإقليمية والدولية التي تليق بها ..وهو الأمر الذي تحقق بالفعل.
ثالثـا: إنشاء قاعدة صلبة للبناء الصناعي؛ من أجل تحويل مصر إلى مركز صناعي دولي متقدم .. من خلال تشييد البنية الأساسية اللازمة لإنشاء هذا المركز .. عبر إقامة شبكة طرق هائلة .. وأنفاق تربط الضفة الشرقية والغربية لقناة السويس .. وإنشاء محطات توليد للطاقة الكهربائية .. ومحطات مياه الشرب والصرف الصحي.. ومطارات حديثة .. وموانئ متطورة .. ومناطق صناعية متخصصة .. مما يمهد الطريق لجذب الاستثمارات الخارجية .. وبما يحقق تحسين مستوى الخدمات المقدمة للمواطن.
رابعـا: تحصين الدولة المصرية في مواجهة التحديات والتهديدات والمخاطر .. وتعزيز عناصر القوى الشاملة للدولة .. ولاسيما القدرات العسكرية؛ من أجل الحفاظ على الأمن القومي .. وحدود الدولة .. وتأمين السلام .. والدفاع عن مقدرات هذا الوطن ومكتسباته وثرواته.
وتابع السيسي: على مدار فترة مسئوليتي حققنا طفرة غير مسبوقة في مؤشرات التنمية الاقتصادية ... أوجزهـا فيمـا يلي:
أولا: ارتفاع الاحتياطي النقدي إلى حوالي 37 مليار دولار .. بعد أن كان 16 مليار دولار في 2014.
ثانيـا: انخفاض ميزان العجز التجاري في العامين السابقين .. بمقدار 20 مليار دولار .. منها 4 مليارات دولار زيادة في الصادرات المصرية للخارج .. بالإضافة إلى انخفاض الواردات بمبلغ 16 مليار دولار.
ثالثـا: كما انخفضت معدلات البطالة من 13.4% إلى 11.9% ويأتي ذلك في ضوء توفير فرص عمل كثيفة في المشروعات القومية الكبرى وبما يصل إلى 3.5 مليون عامل.
رابعـا: انخفاض معدلات التضخم من 35% إلى 22% خلال الشهر الحالي .. ونستهدف الوصول بها إلى نسبة 13%
خامسـا: تراجع عجز الموازنة العامة كنسبة للناتج المحلي الإجمالي .. من 16.7% عام 2013 .. إلى 10.9% عام 2017.
سادسـا: ارتفع تدفق الاستثمارات الأجنبية المباشرة بنسبة 14% في العام المالي 2017/2016.
وحسب البيان الذي قدمه السيسي للشعب المصري: فقد بلغ إجمالي حجم استثمارات مشروعات التنمية منذ منتصف 2014 نحو 400 مليار جنيه تقريبا.. في مشروعات الإسكان والتشييد ومياه الشرب والصرف الصحي والتنمية العمرانية.
وتابع: إنه للقضاء على ظاهرة العشوائيات والمناطق غير الآمنة وتوفير المسكن الملائم للمصريين .. شرعت الدولة في تنفيذ خطة متكاملة للإسكان الاجتماعي.. تستهدف فئات الشباب .. وكذلك القضاء على العشوائيات .. حيث تم بناء 25 ألف وحدة سكنية.. لتوفير مسكن ملائم لقاطني المناطق العشوائية والخطرة.. كما تم تنفيذ 245 ألف وحدة إسكان اجتماعي للمواطنين .. بتكلفة إجمالية بلغت 32 مليار جنيه.. وجار تنفيذ 355 ألف وحدة بتكلفة 71 مليار جنيه.
وقال: لتعظيم أحوال الدولة.. وتحسين البنية التحتية والاستثمارية.. وتسيير حركة نقل المواطنين والبضائع.. تم تحقيق نهضة ضخمة في مجال تطوير شبكة الطرق القومية.. حيث بلغ ما تم إنشاؤه وتطويره من طرق.. حوالي 7000 كم بتكلفة إجمالية تخطت الـ85 مليار جنيه.
وأوضح: على مسار موازٍ.. كانت مواجهة أزمة انقطاع الكهرباء منذ يوليو 2014 .. وسد العجز المزمن في توليد القوة الكهربية .. في مقدمة أولويات الدولة .. حيث تم إضافة قدرات كهربية بلغت 25 ألف ميجاوات من الطاقة التقليدية والمتجددة حتى يونيو 2018.. تكافئ حوالي 12 ضعف قدرة السد العالي.
وقال كذلك: لتوفير احتياجات الدولة من الوقود.. سواء لاستخدام المصريين أو للاستخدامات الصناعية والاستثمارية .. فقد تم تنفيذ خطة طموحة لتطوير قطاع البترول .. من خلال توقيع 62 اتفاقية بحث واستكشاف .. حيث تضاعفت الاحتياطيات المضافة من اكتشافات الغاز الطبيعي 8 أضعاف عن مثيلاتها.. خلال الفترة من 2010 إلى 2014 .. لتصل إلى 36.8 تريليون قدم مربع.. وتم تنفيذ مشروعات لتنمية حقول الغاز الطبيعي.. بإجمالي استثمارات بلغ 12.6 مليار دولار.. ليصل إنتاجها إلى 5 ملايين قدم مربع في اليوم.. بزيادة قدرها 130% عن الفترة من 2010 إلى 2014.
واستطرد الرئيس المصري قائلا: لم يشغلنا الحاضر وتحدياته عن العمل في إطار رؤية بناء المستقبل وصياغته.. بما يمهد الطريق من أجل حياة أفضل للأبناء والأحفاد.
واسترسل: لقد استشرفنا متطلبات الغد بالموائمة مع ضرورات اليوم .. وكانت رؤية مصر 2030 هي الرؤية الوطنية التي تشمل كل مجالات العمل الوطني، وانطلقنا في تنفيذها بعزم وإصرار.. ليأتي الجيل التالي الذي سيحمل مسئولية البلاد.. ويستكمل خطواتها ومراحلها.. ويرفع بناء مصرنا الجديدة.
وحسب ما أعلنه السيسي: فقد ارتكزت هذا الرؤية على زيادة الرقعة العمرانية على أرض مصر.. لمواجهة الزيادة السكانية المتنامية والتي تمثل تحديا كبيرا، فقد بلغ تعداد المصريين الآن ما يفوق 100 مليون نسمة .. ومن المقدر أن يصل هذا الرقم إلى 150 مليون نسمة فى عام 2030 .. ولذلك فقد كان من الحتمي أن نبدأ على الفور في بناء عدد من المدن الجديدة المتطورة تواكب متطلبات الحياة والتقدم في عصر جديد.
وأوضح: انطلقنا وفق خطة مدروسة ومرسومة نقيم العاصمة الجديدة و13 مدينة أخرى في شمال الدلتا وشرق القناة بسيناء والساحل الشمالي،. وفي صعيد مصر، توفير المسكن اللائق، وفرص العمل الواسعة، والمرافق والخدمات المتطورة لعشرات الملايين من المصريين، خلال السنوات المقبلة.
وعن توازي مشروعات الإسكان مع الزراعة قال السيسي: جنبا إلى جنب مع بناء المدن الجديدة، شرعنا في إقامة مشروع عملاق هو استصلاح وزراعة مليون ونصف المليون فدان.. في إطار خطة طموحة تستهدف استصلاح 4 ملايين فدان، وهو ما يعادل قرابة نصف مساحة الرقعة الزراعية التي امتدت على أرض مصر منذ عمق التاريخ، إضافة إلى مشروع آخر لإنشاء 100 ألف صوبة زراعية تعادل في إنتاجها مليون فدان.
وتابع: مع كل ذلك .. شرعنا في إقامة مشروعات كبرى للاستزراع السمكي بشمال الدلتا وشرق القناة بجانب مشروعات ضخمة لمزارع الإنتاج الحيواني والداجني، غايتنا من كل ذلك .. هي توفير الاحتياجات الغذائية للمصريين والقادمين الجدد من المواليد .. في بلد يعتمد على الاستيراد في جانب كبير من غذائه .. كذلك زيادة المعروض من المحاصيل والخضر والفاكهة واللحوم والأسماك ..للحد من أسعارها بل تخفيضها .. بجانب توفير الملايين من فرص العمل في التجمعات الزراعية والصناعية التي نقيمها حول مشروعات الاستصلاح والاستزراع السمكي والثروة الحيوانية.
وقال السيسي: ف الوقت ذاته، أولينا اهتماما كبيرا بالمشروعات الصغيرة والمتوسطة .. وقطعنا خطوات واسعة في إنشاء مدن صناعية متخصصة .. كمدينة الجلود بالروبيكي .. ومدينة الأثاث بدمياط وغيرهما، كما خصصنا 200 مليار جنيه قروضا ميسرة للشباب من البنوك بفائدة مخفضة لا تتجاوز 5% .. لتوفير التمويل اللازم لهم لإنشاء مشروعات صغيرة منتجة.. تفتح لهم مصادر الرزق.. وتوفر لغيرهم فرص عمل واسعة.
وقال الرئيس المصري في كشف حسابه: لقد أنجزنا خلال أقل من 4 سنوات.. ونكاد ننتهي .. من إنشاء ما يقرب من 11 ألف مشروع على أرض مصر .. بمعدل 3 مشروعات في اليوم الواحد .. وهو رقم قياسي غير مسبوق لأي دولة ناهضة .. وتبلغ تكلفة هذه المشروعات نحو 2 تريليون جنيه .. وكان لهذه المشروعات الأثر الأكبر في اختفاء ظاهرة قوارب الموت.. التي كانت تحصد حياة المئات من زهرة شبابنا غرقا .. في رحلات الهجرة غير الشرعية عبر البحر المتوسط.
وتابع: لقد كانت باكورة هذه المشروعات القومية .. وفي القلب منها مشروع ازدواج قناة السويس وأنفاقها الأربعة الجديدة.. الذي أبهر العالم مرتين:
الأولى: حين احتشد المصريون في 8 أيام .. يكتتبون بمبلغ 64 مليار جنيه .. لهذا المشروع العملاق.
والثانية: حين استطاع أبناء الشعب المصري بسواعدهم الفتية الانتهاء من شق القناة الجديدة. وافتتاحها لخدمة الملاحة الدولية، خلال 12 شهرا فقط، وهو زمن قياسي غير مسبوق يستعصي على غير المصريين.
وشدد الرئيس المصري على أنه: كان هذا الإنجاز هو الأساس لمشروع آخر عملاق بتدشين محور تنمية إقليم القناة.. الذي يعد الأكبر من نوعه في الشرق الأوسط .. للصناعات المتطورة والخدمات اللوجيستية .. ويشكل استثمارا هائلا لعبقرية الموقع والمكان .. وقدرات البشر .. في ارتياد آفاق التقدم المنشود لهذا البلد.