مصر والعراق.. تطلعات لعهد جديد خلال لقاء السيسي وعبدالمهدي بالقاهرة
أول زيارة خارجية لرئيس الوزراء العراقي
الرئيس المصري ورئيس الوزراء العراقي بحثا تطوير علاقات الشراكة، وتوسيع التعاون الاقتصادي، وتوحيد الجهود ضد الإرهاب
أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ورئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي أهمية العلاقات بين البلدين، والرغبة المشتركة في إرساء دعائم عهد جديد للتعاون الثنائي وتعزيز العلاقات، وتوحيد الجهود ضد الإرهاب.
جاء ذلك خلال اللقاء الذي جمعهما، السبت، في قصر الاتحادية بالقاهرة، حيث جرى بحث تطوير علاقات الشراكة، وتوسيع التعاون الاقتصادي، وزيادة التبادل التجاري، وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، وتوحيد الجهود ضد الإرهاب الذي يمثل عدوا مشتركا.
وصرح السفير بسام راضي المتحدث باسم الرئاسة المصرية بأنه تم عقد جلسة مباحثات ثنائية أعقبها جلسة موسعة ضمت وفدي البلدين.
وأضاف أن السيسي حرص في بداية المباحثات على الترحيب برئيس الوزراء العراقي، موجهاً التعازي للعراق حكومة وشعباً في ضحايا حادث عبارة نهر دجلة بالموصل، ومؤكداً تضامن الشعب المصري مع شعب العراق في مصابه الأليم.
وذكر راضي أن السيسي أعرب خلال المباحثات عن التقدير لاختيار رئيس الوزراء العراقي أن تكون مصر أولى زياراته الخارجية، بما يؤكد المكانة الكبيرة لمصر لدى الجانب العراقي، مؤكداً دعم مصر الحكومة العراقية الجديدة والأهمية التي توليها لعلاقاتها مع العراق، والحرص على تطويرها في مختلف المجالات.
من جانبه، أعرب رئيس الوزراء العراقي عن تقدير الشعب العراقي لمواقف مصر قيادة وشعباً الداعمة لبلاده، وما تمثله مصر من ركيزة أساسية في المنطقة، مثمنا العلاقات التاريخية التي طالما جمعت بين البلدين والشعبين.
كما أكد رئيس الوزراء العراقي حرص بلاده على دفع العلاقات بين مصر والعراق في مختلف المجالات وتعزيز وتكثيف التعاون والتنسيق على المستويات كافة بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين.
وقال راضي إن السيسي أكد موقف مصر الثابت من العراق والداعم لوحدته واستقراره وسلامة أراضيه وعدم التدخل في شؤونه الداخلية.
وأشار إلى أن السيسي وجه التهنئة على الانتصارات التي حققتها القيادة والجيش العراقي لطرد التنظيمات الإرهابية، ونجاح العمليات العسكرية في استئصال تلك التنظيمات من مراكز نفوذها في المحافظات العراقية، بما يمهد الطريق لاستقرار العراق وعودته للقيام بدوره الفاعل في محيطه العربي، ليكون أحد عوامل الاستقرار والأمن والنمو الاقتصادي في المنطقة، وبما يسهم في تعزيز التكاتف والتضامن بين الدول العربية، في ظل الأزمات الإقليمية التي تواجه الأمة في الوقت الراهن.
وعلى صعيد العلاقات الثنائية بين البلدين، تم التباحث حول سبل تعزيز أوجه التعاون المشترك خاصة في المجالات الاقتصادية والتجارية، واستثمار الإمكانيات المتوفرة لدى البلدين في هذا الإطار، وكذلك في إطار التعاون مع سائر الأشقاء من الدول العربية، خاصة في ضوء القمة الثلاثية المقرر عقدها غداً بالقاهرة مع الملك عبدالله الثاني بن الحسين ملك الأردن.
كما تم خلال المباحثات استعراض التجربة المصرية في مجالات تطوير البنية التحتية، إذ أعرب السيسي عن استعداد مصر لنقل تجربتها للعراق بما يسهم في عملية إعادة إعمار المناطق التي تضررت بها، فضلا عن الاستعداد لعقد برامج ودورات تدريبية للكوادر العراقية في مختلف المجالات وفقاً لاحتياجاته.
وتطرقت المباحثات إلى سبل تعزيز التعاون في المجال الأمني ومكافحة الإرهاب، لدرء خطر انتقال العناصر الإرهابية من المقاتلين الأجانب إلى مناطق أخري بدول المنطقة.
كما تم التوافق على سرعة الانتهاء من التحضير لعقد الاجتماع الأول اللجنة المشتركة العليا برئاسة رئيسي وزراء البلدين قريباً بما يساهم في دفع التعاون المشترك بين الجانبين.
ولفت راضى إلى أن اللقاء تطرق إلى عدد من الموضوعات الإقليمية حيث توافقت رؤى الجانبين حول أهمية تعزيز العمل العربي المشترك لمواجهة التحديات الإقليمية والتهديدات المشتركة، والتوصل إلى تسويات سياسية للأزمات المختلفة التي تشهدها المنطقة، والحفاظ على المؤسسات الوطنية بالدول التي تشهد هذه الأزمات، وصون سيادتها ووحدة أراضيها.