خبراء لـ"العين الإخبارية": السيسي قطع الطريق أمام عودة الإخوان
القيادي السابق بالإخوان إبراهيم ربيع يقول إن حديث السيسي جاء في سياق قرار استراتيجي للدولة المصرية بإنهاء وجود تنظيم الإخوان.
أكد خبراء استطلعت "العين الإخبارية" آراءهم إن الحوار الأخير للرئيس المصري عبدالفتاح السيسي مع جريدة "الشاهد" الكويتية -الذي أظهر فيه جدية صارمة في التعامل مع جماعة الإخوان الإرهابية، وتأكيداته بأن "دورهم انتهى تماما"- قطع الطريق أمام التنظيم الإرهابي في العودة للمشهد السياسي مرة أخرى.
ويرى الخبراء أن السيسي قطع أوهام جماعة الإخوان في المصالحة أو العودة مرة أخرى للسلطة، والتي ترددها أبواق الإخوان لتطفو على السطح بين الحين والآخر، كما أنه أبدى في تصريحاته اهتماما كبيرا بالعلاقات المصرية الخليجية المتميزة، وتعويله على هذا التحالف في حماية الأمن القومي العربي ككل.
ودعا الرئيس المصري في الحوار الذي نشر، الجمعة الماضي، إلى ضرورة تكاتف الجهود والتعاون بين الدول العربية لحماية الأمن القومي من الأخطار التي تواجهها الأمة.
وأكد السيسي أن ما يسمى الربيع العربي جاء بسبب "واقع خاطئ بمعالجة خاطئة"، مشيرا إلى أن "تلك الفوضى الخلاقة خلفت الدمار".
كما ثمن الرئيس المصري في حواره مع "الشاهد" دور الكويت في وقوفها ومساندتها لمصر، مؤكدا تميز العلاقات بين البلدين.
تحالف عربي قوي
وقالت هدى رؤوف، الخبيرة في العلاقات الدولية، إن الرئيس المصري يعتبر الدائرة العربية من أهم دوائر السياسة الخارجية المصرية، وإن الأمن المصري جزء من الأمن القومي العربي، مؤكدة أن تصريحاته المتكررة بأن "الأمن الخليجي جزء من أمن مصر، وأنه خط أحمر" هو جزء من استراتجيته ورؤيته للأمن المصري.
ونوهت رؤوف إلى أن مصر ترفض في هذا الإطار أي تدخل في الشؤون الخليجية، كما أن الدول العربية تدرك أهمية مصر واستقرارها، لذا ساندت تلك الدول الدولة المصرية بشدة منذ ثورة 30 يونيو/حزيران 2013.
وأشارت الخبيرة في الشؤون الإقليمية إلى أن مصر أيضا أكدت مساندة الدول العربية في مواجهة أي تهديدات، ولذلك نجد في الوقت الراهن أن هناك دولا خليجية لديها علاقات مع مصر أشبه بالتحالف، كالعلاقات مع دولة الإمارات العربية المتحدة والممملكة العربية السعودية.
وقالت إن ذلك "يعكس التناغم والتعاون بين تلك الدول في مواجهة أي تهديدات تضر بالأمن العربي مثل الموقف من قطر، جراء تدخلها السافر في شؤون الدول الأخرى ودعم جماعة الإخوان الإرهابية على حساب النظم السياسية القائمة".
نهاية الإخوان
وحول تصريحاته حول تنظيم الإخوان، والتي أكد فيها أن "دور الجماعة في مصر انتهى تماما، وأن الشعب المصري لن يقبل بعودة الإخوان إلى السلطة، لأن فكرهم غير قابل للحياة ويتصادم معها".
قال إبراهيم ربيع، القيادي السابق بالإخوان، إن حديث الرئيس المصري بدا أكثر وضوحا، وجاء في سياق قرار استراتيجي للدولة المصرية بإنهاء تنظيم الإخوان من مصر والإقليم بل العالم ككل.
وأكد ربيع أنه "عندما وقفت إدارة مصر في الثالث من يوليو/تموز 2013 لتعطي إشارة البدء بإنهاء وجود تنظيم الإخوان بمصر كان هذا جزء من قرار استراتيجي بإنهاء أي كيان مواز يبدد الهوية الوطنية ويمزق الانتماء الوطني في مصر، ثم في الإقليم ثم في العالم تباعا، باعتبار أن تنظيم الإخوان السري هو السرداب الذي يتم فيه تصنيع كل التنظيمات الوظيفية الإرهابية".
وأوضح الخبير في شؤون الحركات الإسلامية أن الأجهزة الأمنية والدبلوماسية المعنية في مصر قامت بعدد من التحركات المعلنة وغير المعلنة لمتابعة هذا القرار الاستراتيجي، وتقديم مبرراته لكل دول الإقليم، وتقديم الوثائق الدالة التي تثبت خطورة هذا التنظيم على تماسك الدولة الوطنية والسلام العالمي، مشيرا إلى أن هذا التحرك كان بمثابة زلزال ضرب التنظيم فأصابه بالتصدع.
وتابع "تنظيم الإخوان يدرك رفض الشارع وجوده سياسيا واجتماعيا وثقافيا، ويدرك أيضا أنه يتم بناء الوعي الجمعي لإنهاء التنظيم في كل ما سبق، لكنه يعمل على محاولة الاختراق بين الحين والآخر عبر دعوات تتحدث عن مصالحة من هنا وهناك".
وسبق أن أكد الرئيس السيسي أن "أي مصالحة مع الإخوان لا يمكن أن تتم إلا بقرار من الشعب وليس بقرار من الرئيس".
وكانت الحكومة المصرية صنفت تنظيم الإخوان في ديسمبر/كانون الأول 2013، كـ"جماعة إرهابية"، وصدر حكم بحظر جميع أنشطتها.
ويخضع المئات من قادة الجماعة وأنصارها حاليا، وعلى رأسهم الرئيس المعزول محمد مرسي ومرشد الجماعة محمد بديع ونائبه خيرت الشاطر لمحاكمات في قضايا تتعلق معظمها بالتحريض على العنف والتخابر، فيما فر آخرون إلى تركيا وقطر.