السيسي يهزم أردوغان في إسطنبول
أردوغان بات أمام واقع لا يمكن إنكاره، متمثل في رفض الشعب التركي له ولنظامه بالكامل، لينهزم أمام السيسي داخل عقر داره.
حاول الرئيس التركي رجب طيب أردوغان استغلال واقعة وفاة الرئيس المصري المعزول محمد مرسي لصالح حزبه، لا سيما بعد أن تزامنت مع قرب إعادة انتخابات بلدية إسطنبول، غير أن السحر انقلب على الساحر وخسرها مرشح أردوغان للمرة الثانية.
وخلال صلاة الغائب على الرئيس المعزول محمد مرسي، خاطب أردوغان الأتراك، بالقول: "لا تنسوا أن في هذا البلد أيضا أشباه (الرئيس المصري عبدالفتاح) السيسي، لذلك نحن مجبرون على أن نكون حذرين"، في إشارة إلى مرشح المعارضة أكرم إمام أوغلو.
غير أن تلك الطرق الملتوية لا تنطلي على الأتراك، الذين صوتوا لصالح أكرم إمام أوغلو ضد بن علي يلدريم، مرشح أردوغان، ليهزم السيسي أردوغان في عقر دار الرئيس التركي.
واكتسبت المعركة أهمية بالغة خاصة وأن إسطنبول نفسها هي التي صنعت اسم أردوغان، قبل أن تقوده هي نفسها لبداية النهاية.
نتائج إعادة انتخابات بلدية إسطنبول والتي أظهرت إمام أوغلو على 53,69% من الأصوات مقابل 45,4% ليلدريم، كشفت عن انهيار شعبية أردوغان ونظامه.
وتشير لغة الأرقام إلى اتساع الهوة بين المرشحين لما يقرب من 9% لصالح إمام أوغلو، إذ حصل مرشح المعارضة على 4 ملايين و698 ألفًا و782 صوتًا، ما يعادل 54.3% من الأصوات، مقابل 3 ملايين، و921 ألفًا و201 صوت حصل عليها يلدريم، وتقدر نسبتها بـ45.9% من إجمالي الأصوات، أي أن إجمالي فارق الأصوات بين المرشحين بجولة الإعادة، بلغ 777.581 صوتًا.
جاء هذا بعدما كان هذا الفارق 21.462 صوتًا ما يعادل 25.0% فقط خلال الجولة الأولى، إذ حصل مرشح المعارضة على 4 ملايين و171 ألفًا، و118 صوتًا، ما يعادل 48.80%، بينما حصل يلدريم على 4 ملايين و149 ألفًا، و656 صوتًا، ما يعادل 48.55%.
ويبلغ عدد الأقضية في إسطنبول، 39 قضاءً، حصل إمام أوغلو على المركز الأول في 27 منها، مقابل 12 تفوق فيها يلدريم.
المفارقة في هذه الانتخابات جاء في تحول بعض المناطق التي كانت تعتبر معقلًا لحزب العدالة والتنمية، لصالح إمام أوغلو، وخير مثال على ذلك حي "الفاتح" وكذلك "أيوب سلطان" المعروفان بصبغتهما الإسلامية.
وحصل إمام أوغلو في حي "الفاتح" على 49.18% من أصوات الناخبين، مقابل 49.6% لصالح بن علي يلدريم، وفي حي "أيوب سلطان" حصل مرشح المعارضة على 53.91%، مقابل 45.22% لمرشح الحزب الحاكم.
من هنا، بات أردوغان أمام واقع لا يمكن إنكاره، متمثل في رفض الشعب التركي له ولنظامه بالكامل، نتيجة سياساته الاقتصادية الخاطئة، لينهزم أمام السيسي داخل تركيا.