من الجمالية للاتحادية.. السيسي "حكاية وطن" (بروفايل)
من قلب القاهرة الفاطمية، في حي الجمالية الشعبي، علا صوت مولود جديد، يُبشر أهل الكنانة باسمٍ سيُكتَب في تاريخ مصر الحديث.
كان ذلك المولود في إحدى بنايات شارع الخرنفش الواقع على جانبي شارع المعز لدين الله الفاطمي، هو عبدالفتاح سعيد حسين خليل السيسي، ابن حي الجمالية وسيد قصر الاتحادية.
إنه رئيس مصر، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وحامي حماها من السقوط في أتون الإرهاب والفاشية الإخوانية، ليحافظ على "أم الدنيا" ويعيد إصلاحها بمساندة ودعم شعبه.
من عبق التاريخ
نشأ الرئيس السيسي في عائلة متدينة ترجع أصولها لمحافظة المنوفية (دلتا مصر)، في حي الجمالية بالقاهرة، تتكون من الأب سعيد حسين خليل السيسي، والأم سعاد إبراهيم، اللذين ربيا 3 ذكور و5 إناث على التقوى والصلاح.
والجمالية هو نفس الحي المكتظ بالأزقة بين المساجد القديمة والقوافل التي كتب عنها الروائي الحائز على جائزة نوبل نجيب محفوظ في ثلاثية تاريخية: بين القصرين، وقصر الشوق، والسكرية.
وينتشر في شوارع الجمالية باعة العطور وأشجار النخيل النحاسية، وفي بعض الزوايا يعلق غبار التوابل في الهواء مثل الضباب.
داخل متجر "السيسي" الأب في الحي، عُلقت عبارة صاغها الوالد المعروف بـ"حسن"، "لا إله إلا الله".
كان والد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي من عائلة المصنعين التجار، وممن يعملون في شغل البازارات.
ويقول مدير المتجر حسين علي لصحيفة نيوزويك الأمريكية "عبدالفتاح مثل حسن تماما.. كان حسن جيدا جدا في إلهام كل من حوله.. عندما ينظر في عينيك، كان يعرف ما تريد قوله.. كان يعرف كيف يرسل رسائل عندما يتحدث، إذا كان يتحدث إلى طبيب، فهو يعرف كيف يتحدث معه، وإذا كان يتكلم مع عامل يعرف كيف يتكلم معه، فأخذ أولاده ذلك منه".
كان والد السيسي يحب القراءة عن التاريخ والقانون، وكان يحب الاستماع إلى الموسيقى القومية القوية. كان لديه 3 أبناء و5 بنات، وجميعهم تلقوا تعليما جامعيا.
كان حسن يحب الأعمال، يضيف مدير المتجر "فتبعه أحد أبنائه، الحسين، في ذلك، كان حسن يحب المحاماة، فأصبح ابنه أحمد قاضيا. وكان حسن مثل الجنرال: كل شيء دقيق، كل شيء في الوقت المحدد، كل شيء منظم... وهكذا أصبح ابنه جنرالا".
نشأته التعليمية والعسكرية
التحق عبدالفتاح السيسي بمدرسة البكري بسكة برجوان والتي تشمل أبناء الطبقة الوسطى والتجار الذين يعيشون في تلك المنطقة، وعام 1970 بدأ حياته العسكرية طالبا في المدرسة الثانوية الجوية، قبل أن يتخرج في الكلية الحربية عام 1977، ضابطا بسلاح المشاة.
وتدرج في المناصب العسكرية حتى وصل لمنصب قائد المنطقة الشمالية العسكرية، ثم مديرا لإدارة المخابرات الحربية والاستطلاع، وكان أصغر أعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية سنا.
في 1987 حصل على ماجستير من كلية القادة والأركان، وماجستير من كلية القادة والأركان البريطانية عام 1992 في التخصص نفسه.
عام 2012، وتحديدا يوم 12 أغسطس/آب، تمت ترقيته من رتبة لواء إلى فريق أول وتعيينه وزيرا للدفاع وقائدا عاما للقوات المسلحة، خلفا للمشير محمد حسين طنطاوي.
السيسي متزوج من انتصار أحمد عامر، ولديهما ثلاثة أبناء وابنة واحدة، هم: مصطفى ومحمود وحسين وآية. بحسب ما طالعته "العين الإخبارية" في موقع رئاسة الجمهورية.
الرجل القوي
عام 2013، وتحديدا يوم الثالث من يوليو/تموز، استيقظت مصر على وجه رجل قوي جديد لم يعد موضع شك. رجلٌ حمل راية تطهير بلاده من آفة إخوانية نخرت في جسدها على مدى عامين، حين أطاح بطغمة الإخوان من عرش الحكم.
كان ذلك الوجه هو عبدالفتاح السيسي، الذي لبّى نداء الملايين من أبناء الشعب المصري، ممن اهتزت بأقدامهم وحناجرهم ميادين مصر، تنادي الخلاص من الفاشية الإخوانية، فعزل محمد مرسي، وعطّل العمل بدستور 2012، وسلّم السلطة لرئيس المحكمة الدستورية العليا المستشار عدلي منصور، الذي قاد البلاد لفترة انتقالية دامت عاما.
أصبحت ملصقات الزعيم الفعلي لمصر الجنرال عبدالفتاح السيسي، منتشرة في كل مكان في شوارع القاهرة أكثر من الهدايا التذكارية لـ"أبوالهول".
في يناير/كانون الثاني عام 2014، قام الرئيس عدلي منصور بترقيته لرتبة مشير، وفي مارس/آذار من العام نفسه أعلن رسميا استقالته من القوات المسلحة وترشيح نفسه لانتخابات رئاسة الجمهورية، التي فاز بها بحصوله على 96.9% من الأصوات الصحيحة.
وفي 2018 أعلنت الهيئة الوطنية للانتخابات بمصر، انتخاب عبدالفتاح السيسى رئيسا للبلاد في ولاية ثانية.
واليوم، يجدد السيسي العهد والوعد مع المصريين بإعلانه عن ترشحه لسباق جديد نحو قصر الاتحادية، ليكتب "حكاية وطن" جديدة.
aXA6IDMuMTQ1LjMzLjIzMCA=
جزيرة ام اند امز