4 رسائل مزدوجة من السيسي في حواره مع "فايننشال تايمز"
خبير سياسي قال لـ"العين" إنها جاءت كاشفة وحاسمة أكثر من أي وقت مضى
أبرز الرسائل التي جاءت في حوار السيسي مع صحيفة "فايننشال تايمز"
بعث الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي 4 رسائل مزدوجة، للداخل والخارج، خلال حواره مع صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، أمس الثلاثاء، كانت أقرب إلى قراءة للواقع المصري الداخلي، بعد مرور أكثر من نصف ولايته في الحكم.
وخلال الحوار الصحفي، الذي نشرته الصحيفة البريطانية في صيغة مكتوبة، وجه فيه السيسي رسائله إلى الداخل والخارج بعد مرور 30 شهراً من فترة حكمه، متناولاً أكثر الملفات حساسية، والتي تتضمن تساؤلات بشأن دور الجيش في الحياة الاقتصادية، بالإضافة لملف المسجونين، والأوضاع الاقتصادية للبلاد.
وقال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، إنه "لمدة ٣٠ شهراً، بُذلت الكثير من المحاولات لإسقاط هذا البلد، ولكن ما أثار استغراب كثيرين أن المصريين أصبحوا أكثر مرونة، ووعياً ودعماً لبلدهم".
وعن هذا، يقول طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية لبوابة "العين" الإخبارية، إن الرئيس المصري أراد أن يبعث برسائل مزدوجة في خطابه، كأن يقول للداخل والخارج إن لديه رؤية لإدارة البلاد ولكن هناك مشاكل مرتبطة بالتحديات الداخلية، فربط بين فترة 30 شهراً وبقائه طوال هذه المدة في الحكم وبين محاولات البعض هدم الدولة.
ويضيف فهمي: السيسي أيضاً في حواره، كان يعول على المصريين في تحمل الأوضاع الاقتصادية الصعبة، وهو خطاب حمل مشاعر وعواطف، وكان موجهاً للداخل أكثر منه للخارج، فعندما ربط بين ترشحه لولاية ثانية، وبين قدرة المصريين على تحمل المشاق والتضحية كان يريد أن يوضح ما يطلبه من المصريين.
رسالة ثالثة مزدوجة وجهها السيسي، بشأن الشائعات المتعلقة بمكاسب المؤسسة العسكرية من اقتصاد البلاد، ليدحض به هذه الإشاعات بشكل قاطع، خاصة عندما أوضح الجيش يؤدي دوراً هو الإدارة والإشراف على عقود تقوم بتنفيذها شركات خاصة وعامة، لضمان الكفاءة والالتزام والتقيد بالمواعيد وعدم التسامح مع الفساد.
وخلال حوار السيسي، اعتبر الرئيس أن اتهام الجيش بمثل هذه الأمور أمر خطير جداً، موضحاً أن الاقتصاد العسكري يصل إلى ما بين ١.٥٪ لـ ٢٪ من الناتج المحلى الإجمالي لمصر.
وشدد السيسي على أن الأعمال التجارية التي يديرها الجيش هدفها ضمان الاكتفاء الذاتي لموظفي الجيش وتخفيف الأعباء على السوق وليس للتنافس مع القطاع الخاص.
وبحسب طارق فهمي، فإن رسالة السيسي المتعلقة بدور المؤسسة العسكرية في الاقتصاد كانت موجهة للغرب ولقطاع كبير من النخبة ورجال الأعمال الذين يتذمرون من الأوضاع الاقتصادية، فضلاً عن الفئة التي تصدق الإشاعات.
الرسالة الرابعة تتعلق بملف المسجونين، والتي أوضح فهمي أن السيسي أراد أن يفند الأمور والانتقادات التي يتداولها الخارج والداخل، في آن واحد ومن أبرزها هذا الملف، الذي يصل بصورة مغلوطة ليحسمه بعدم وجود عشرات الآلاف من السجناء، ولكن الاعداد تقتصر على عدة مئات.
وأثناء حوار السيسي، أوضح أن الأعداد تقتصر على عدة مئات، بينما تم الإفراج عن أكثر من ٨٠ شاباً مؤخراً، واصفًا أى حديث غير ذلك بالشيء السخيف، قبل أن يوضح "فى وضع صعب مثل وضعنا، قد تكون هناك بعض الأخطاء لا يتم تركها دون تصحيح وفى أقرب وقت ممكن".
وخلص أستاذ العلوم السياسي إلى أن رسائل السيسي الأربع حملت "مكاشفة وحسم أكثر من أي وقت مضى".