رسائل السيسي بقمة الحكومات.. "أشقاء" رغم المكائد وإعطاء الحق لأهله
بكلمات عميقة يغلفها أخوة وتعاون الأشقاء شكر الرئيس المصري دولة الإمارات على الدعم المتواصل لبلاده في مختلف الظروف والأوقات.
كلمات الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، على هامش حضوره قمة الحكومات المنعقدة في الإمارات، لم تخل من دلالات سياسية سعت لإخراس الألسنة التي حاولت النيل من علاقات مصر بأشقائها الخليجيين.
الكلمات تلقفها سياسيون وبرلمانيون ودبلوماسيون مصريون ليؤكدوا أن الدعم الإماراتي الكبير لمصر ليس مستغربا أو جديدا، وهو نتاج طبيعي لعلاقة الأشقاء خاصة عندما يواجه أحدهم أزمة.
وأضافوا في أحاديث منفصلة لــ" العين الإخبارية" أن تصريحات الرئيس المصري النابعة من القلب أراد بها إيصال رسائل مختلفة وإعطاء الحق لأهله وأن يسجل التاريخ دعم الأشقاء، وإفساد مخططات الإيقاع بين الأشقاء، حتى وإن وجدت بعض وجهات النظر المختلفة فإنها لا تفسد بين مصر وأشقائها قضية.
مصر في قلب الخليج
يرى أستاذ العلوم السياسية، الدكتور طارق فهمي، أن إشادة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي للمرة الثانية على التوالي على مدار أربعة أيام بدور دول الخليج خاصة السعودية والإمارات والبحرين والكويت، هي إشارة تقدير من مصر، قيادة وحكومة وشعبا، لهذا الدعم.ويضيف فهمي في حديث لــ" العين الإخبارية" أن ما أكد عليه الرئيس السيسي هي ثوابت العلاقات التاريخية العلاقات المصرية الخليجية بشكل عام والإماراتية المصرية بشكل خاص.
ولفت إلى أن الرئيس السيسي حرص على المشاركة بنفسه بمؤتمر الحكومات لتأكيد الحضور المصري في قلب خريطة الأحداث الخليجية وأبوظبي ودبي بشكل خاص.
وبين الخبير والأكاديمي المصري أن تحليل مضمون حديث الرئيس المصري يظهر اعترافاً وامتناناً كبيراً بما قدمته دول الخليج العربية لمصر، مشيرا إلى أنه ولأول مرة يقول الرئيس إنه "لولا دعم الخليج ما كانت مصر سوف تقوم مرة أخرى".
ويؤكد فهمي أن العلاقات المصرية الخليجية متماسكة، لافتا إلى أن وجود مصر بالخليج لا يرتبط كما أعلنها الرئيس السيسي مرارا بأن أمن الخليج من أمن مصر فقط، بل يتعدى ذلك إلى شراكة كاملة وإدراك بدورها وتقدير كبير من القاهرة لقادة مجلس التعاون الخليجي.
وأكمل أن الرئيس تحدث كأنه من منطقة الخليج، وقدم الجمهورية الجديدة في مصر كجزء أصيل في قلب التفاعلات الخليجية والدولية.
وأكد فهمي أن كلمة الرئيس السيسي حملت أيضا رسالة قوية عندما كشف أن أطرافا موجهة سواء كانت أقلاما أو غيرها كانوا يريدون شطب كلمة "أشقاء" لكن الرئيس اعترض كأنه يريد أن يرسي مبدأ أن الخلافات الفكرية والرؤى المختلفة يجب ألا تفهم في غير سياقها الصحيح.
دور الإمارات المحوري
السفير صلاح حليمة، نائب رئيس المجلس المصري للشؤون الأفريقية مساعد وزير الخارجية الأسبق، يرى أن حديث الرئيس السيسي يؤكد الدور المحوري الذي اضطلعت به دولة الإمارات الشقيقة في دعم الدول العربية وخاصة مصر في ظل الأوضاع الاقتصادية والسياسية الصعبة التي مرت بها مصر منذ 2011 وحتى الآن.ويضيف حليمة في حديث لـ" العين الإخبارية" أن هذا الدور محل تقدير وتثمين واحترام من جانب الشعب المصري وقيادته السياسية لهذا الموقف الأصيل والنبيل من الشقيقة الإمارات ويعكس ما بين البلدين من علاقات قوية وتنسيق وتشاور فيما يتعلق بالقضايا الإقليمية والدولية.
وأشار الخبير المصري إلى أن حديث الرئيس مبشر بمستقبل تتنامى فيه هذه العلاقات وتتعاظم في كافة المجالات سواء أمنية واقتصادية واجتماعية وثقافية، وينعكس في تبادل الزيارات على المستوى الرئاسي وعلى المستويات المختلفة ومذكرات التفاهم بين البلدين والمرحلة الصعبة الحالية في تاريخ مصر.
السفيرة منى عمر، مساعدة وزير الخارجية المصري السابق، أكدت بدورها أن الدعم الإماراتي طبيعي بين الأشقاء والأخوة، وكما أن مصر لا تتردد في دعم الأشقاء في الخليج في أي شيء، فهو نفسه مما تتوقعه من دعم الأشقاء.
وأكدت عمر في حديثها لـ" العين الإخبارية" على أن الشعب المصري والقيادة لديها تقدير بالغ لكل من قدم المساعدة لمصر في أزماتها من الأشقاء العرب، لذلك قدم الرئيس السيسي الشكر أكثر من مرة للسعودية والإمارات وذكرهما في عدد من المناسبات المختلفة وليس اليوم فقط.
إعطاء الحق لأهله
البرلمانية المصرية عضو مجلس النواب سحر عتمان، أكدت أن العلاقات المصرية الخليجية متماسكة، والمصرية الإماراتية بشكل خاص.وأضافت عتمان في حديث لــ" العين الإخبارية" أن تلك العلاقات كالجسد الواحد يشد بعضه البعض، فالإمارات والسعودية داعمتان لمصر، وكذلك القاهرة لا تنسى المخلصين من الأشقاء.
وعن الدعم الإماراتي المتواصل، أشارت إلى أنه لم ينقطع ومتنوع ليشمل ليس فقط المساعدات المباشرة بل أيضا مشروعات تنموية وشراكات.
بدوره يرى المحلل السياسي المصري، أحمد رفعت، أن العلاقات المصرية الإماراتية متميزة عبر التاريخ من السبعينيات، مشيرا إلى أنها شهدت تطورا غير مسبوق بداية من 2014.
ويكمل رفعت في حديث لــ" العين الإخبارية" أن اليوم تأتي الإمارات في صدارة الدول المستثمرة في مصر، كما يعيش فيها ما يقارب من 875 ألف مصري، نصفهم مقيم منذ 1990.
كما أن دولة الإمارات تأتي في المرتبة الثانية في تحويلات المالية للمصريين المقيمين فيها إلى بلدهم بعد المملكة العربية السعودية بقيمة تتبلغ 3.5 مليار دولار سنوياً (حسب بيانات الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء المصري للعام المالي 2020 - 2021)، أما الاستثمارات الإماراتية في مصر فتصل إلى نحو 32 مليار دولار.
وبين أن التنسيق السياسي على أعلى مستوى وكذلك القضايا الإقليمية، بالإضافة إلى الصداقة والأخوة الكبيرة بين الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات وشقيقه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الممتدة من 2014 وحتى الآن.
وفي لفتة تشير لعمق الأخوة التي تعتبر مساعدة الأشقاء واجباً مقدساً، أشار الخبير السياسي المصري إلى أن الرئيس السيسي أراد إعطاء الحق لأهله وأصحابه، بمقولة "أن ذلك سوف يزعل (يحزن) الشيخ محمد بالحديث عن الدعم الإماراتي لمصر".
وقال إن الرئيس المصري أراد بذلك أن الإمارات ترى هذا واجب الأخوة بين الأشقاء ولا شكر على واجب، لافتا إلى أنه كان لا بد من الحديث على ذلك ليسجل التاريخ من وقف بجانب القاهرة في أزمتها خاصة بعد سنوات الارتباك التي امتدت بعد عام 2011.
وأشار إلى أن المشهد اليوم بين القيادات المصرية الإماراتية والتوافق بينهم والتوصية بالأشقاء في سوريا ترسل رسالة بأن أجواء القومية العربية عادت على أعلى مستوى، وليس هناك حل أو نجاة إلا بعودة تلك الروح.
aXA6IDE4LjE5MS4xOTUuMTA1IA== جزيرة ام اند امز