مخاوف من تحول "كورونا" لوباء عالمي.. وصل 5 دول جديدة
الصين شهدت تراجعا في حصيلة الإصابات والوفيات بفيروس كورونا وسجّلت 71 حالة وفاة جديدة في آخر 24 ساعة وهو الأدنى منذ 3 أسابيع
استقرّ تفشي فيروس كورونا المستجدّ في الصين لكن منظمة الصحة العالمية حذّرت من أن العالم لا يزال مهدداً بوباء عالمي، خاصة مع تسجيل إصابات في 5 دول إضافية.
وأثار الفيروس، الذي يعرف علميا باسم "كوفيد-19"، الذعر مجدداً مع ارتفاع مفاجئ لأعداد الإصابات والوفيات في إيران وكوريا الجنوبية وإيطاليا.
وفي حين أصاب الفيروس أكثر من ألفي شخص خارج الصين، بينهم أكثر من 30 حالة وفاة، لا يبدو أن الثلاثاء سيكون أفضل مع ارتفاع عدد الحالات التي اكتشفت في دول جديدة.
في الصين، حيث ظهر فيروس كورونا المستجدّ للمرة الأولى في سوق في ووهان ديسمببر/كانون الأول، يبدو أن حصيلة الإصابات والوفيات أقل مأساوية، إذ سجّلت 71 حالة وفاة جديدة خلال الساعات الـ24 الأخيرة، وهو أدنى عدد وفيات يومي منذ 3 أسابيع.
في المقابل، ارتفع عدد الإصابات اليومي (508 حالات جديدة) مقارنة باليوم السابق (409)، حتى وأن كان لا يزال أقلّ بكثير من الأعداد المسجّلة منذ أسبوع.
قلق عالمي
تعتبر منظمة الصحة العالمية أن وضع الصين بشكل عام في طور التحسّن. وتضيف أن الوباء بلغ "ذروةً" في الصين ثمّ استقرّ بين 23 يناير/كانون الثاني و2 فبراير/شباط، أي بعد فرض الحجر الصحي على ووهان وسكانها البالغ عددهم 11 مليون نسمة.
وحذّر مدير عام منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسوس من أن العالم لا يزال مهدداً بوباء عالمي. وقال: "علينا أن نركّز على احتواء الوباء، مع القيام بكل ما هو ممكن للاستعداد لوباء عالمي محتمل".
خارج منطقة ووهان، التي لا تزال تخضع للحجر الصحي، يبدو أن الحياة بدأت تعود إلى طبيعتها في الصين خصوصاً في بكين حيث نشطت حركة السير.
وفتحت شركة "آبل" محالها المغلقة منذ قرابة شهر. إلا أن الجامعات لن تفتح أبوابها طالما لم تتمّ السيطرة بعد على الوباء، وفق ما أعلنت وزارة التعليم.
في سائر دول العالم، تعتبر منظمة الصحة العالمية الارتفاع المفاجئ للحصائل في إيطاليا وكوريا الجنوبية وإيران مقلقاً جداً.
وبعد أن بلغ عدد الإصابات في كوريا الجنوبية ذروته الإثنين مع 231 إصابة جديدة، شهدت البلاد تراجعاً في هذا العدد مع تسجيل 60 إصابة جديدة الثلاثاء.
وباتت كوريا الجنوبية، ثاني بؤرة عالمية بعد الصين، تضمّ حالياً 893 مصاباً بينهم 10 وفيات.
أعلنت الولايات المتحدة أنها قد تقلّص تمريناً عسكرياً مرتقباً في الربيع مع الجيش الكوري الجنوبي. ويتمركز في هذا البلد 37 ألف جندي أميركي.
وقررت اليابان التي أعلنت عن وفاة راكب رابع ممن كانوا على متن سفينة "دايموند برنسيس"، إرجاء 7 مباريات كرة قدم كان يُفترض أن تُجرى الأربعاء.
طوارئ أوروبية
في أوروبا، باتت إيطاليا التي سجّلت 8 وفيات جراء الفيروس، أولّ دولة في القارة تفرض طوقاً صحياً حول أكثر من 10 بلدات في الشمال.
وأعلن رئيس الوزراء الإيطالي جوسيبي كونتي أن سبب نشأة إحدى بؤر فيروس كورونا المستجدّ في شمال إيطاليا هو إدارة غير مطابقة للمعايير لأحد المستشفيات.
وعُلّق تصوير الفيلم الجديد من سلسلة "ميشين إمبوسيبل" من بطولة توم كروز، الذي كان مرتقباً في البندقية.
وتنظم روما بعد ظهر الثلاثاء اجتماعاً لوزراء صحة الدولة المجاورة، وهي فرنسا وسويسرا والنمسا وسلوفينيا وكرواتيا وألمانيا وكذلك وزير صحة الاتحاد الأوروبي، بهدف تحديد خطوط العمل المشتركة لمواجهة الوباء.
وأعلنت المفوضية الأوروبية أنها لا ترغب في أن تفرض فوراً إجراءات رقابية حدودية داخل الاتحاد الأوروبي.
وأعلن وزير الصحة الفرنسي أوليفيه فيران أن الوباء "على أبوابنا رغم أنه لم يعد هناك اليوم أي مريض في فرنسا"، غداة إعلانه شفاء آخر مريض في مستشفى في مدينة ليون.
في إسبانيا، التي سبق أن سجّلت إصابتين بالفيروس، عزلت السلطات مئات السيّاح في فندق في جزيرة تينيريفي الإسبانية حيث أقام إيطالي يمكن أن يكون مصاباً بالفيروس.
أما في إيران، يُرتقب وصول فريق خبراء من منظمة الصحة العالمية، فيما ارتفعت الوفيات إلى 16، الحصيلة الأعلى خارج الصين.
وسيطر القلق على دول عدة إزاء احتمال انتقال العدوى إليها، فأغلقت أرمينيا وتركيا والأردن وباكستان والعراق وأفغانستان حدودها مع إيران أو قلّصت المبادلات معها.
وأعلنت 5 دول في المنطقة الإثنين تسجيل أول إصابات على أراضيها هي أفغانستان والبحرين والكويت والعراق وسلطنة عمان.
أما في الولايات المتحدة، تعتزم إدارة الرئيس دونالد ترامب تكريس 2.5 مليار دولار لمكافحة المرض. وتمّ تسجيل حتى الآن 53 إصابة بالفيروس في البلاد، بينهم 39 شخصاً تم إجلاؤهم من الصين ومن سفينة "دايموند برنسيس".