في هذه الأزمة الصحية التي عصفت بالعالم تجلت حقائق جمة يشعر الفرد فيها بالفخر من ردة الفعل التي اتخذتها دول الخليج حماية لأبنائها.
انتشر، كما كان متوقعاً، فيروس كورونا "كوفيد 19" في العالم أجمع مشكلاً حالة خطيرة ليس بسبب قوة فتكه بالإنسان فحسب، بل بسبب قدرته على الانتشار بسرعة هائلة بين البشر، وبالرغم من عدم تجاوز الوفيات حاجز الـ5 في المئة، فإن انتشاره يهدد البشرية بمرض قد يتجاوز قدرتها على مكافحته إن استمر الحال على ما هو عليه.
وقد تجاوز عدد المصابين بفيروس كورونا المستجد حول العالم 660 ألف شخص وحصد أرواح ما يزيد على 30 ألفاً في 183 بلداً، ولا يزال الرقم في تصاعد، لتظهر المقاطع التي تبين التوابيت وتبث التحذيرات التي ترد من أطباء في أوروبا وأمريكا وكندا محذرين ومنذرين.
ومع هذه الأرقام الكبيرة تكبر المخاوف من أن يتجاوز هذا المرض قدرة مشافي العالم في تلبية احتياجات المرضى، وأن ترتفع نسبة المصابين وتؤدي إلى انهيار الأنظمة الصحية، ما يجعل العالم اليوم يقف متأهباً ومستنفراً مخافة خروج المرض عن السيطرة.
في هذه الأزمة الصحية التي عصفت بالعالم تجلت حقائق جمة يشعر الفرد فيها بالفخر من ردة الفعل التي اتخذتها دول الخليج حماية لأبنائها، فها هي تستنفر جميع قدراتها من أجل مساعدتهم ومنع المرض من التفشي في دولها بعيداً عن حسابات المال التي اتخذتها بعض دول العالم "المتقدم".
وبالانتقال إلى دول الخليج وتعاملها مع الأزمة، فقد اتخذت إجراءات استباقية، حيث أُغلقت المدارس والجامعات وأعلن عن تقنين التجول وحظره في بعض الدول وألغيت التجمعات والأنشطة الترفيهية والثقافية والتعليمية التي تعد سبباً للتجمعات البشرية وأغلقت المساجد، وأعيد الطلاب والمسافرون من شتى أنحاء العالم إلى أوطانهم وعلقت الرحلات الدولية.
وفي هذه الأزمة الصحية التي عصفت بالعالم تجلت حقائق جمة يشعر الفرد فيها بالفخر من ردة الفعل التي اتخذتها دول الخليج حماية لأبنائها، فها هي تستنفر جميع قدراتها من أجل مساعدتهم ومنع المرض من التفشي في دولها بعيداً عن حسابات المال التي اتخذتها بعض دول العالم "المتقدم".
الإنسان أولاً شعار رفعته دول الخليج كافة في هذه الأزمة، فأعادت جميع مواطنيها إلى ديارهم سالمين، وطبقت الحجر الصحي في أرقى الفنادق، وقدمت لهم كل ما يحتاجونه من معونة، واعتنت بصحة أبنائها خير اعتناء، حيث إن التعامل الذي جرى أثبت للعالم أن حكومات هذه الدول جعلت المواطن والمقيم في مقدمة أولوياتها فكان الإنسان أولاً وآخراً.
الإنسان أولاً.. ولتراجع منظمات حقوق الإنسان سجلاتها المتعلقة بدولنا، تلك التي لا شغل لها إلا النيل من تقدمنا وتطورنا وازدهارنا، متجاهلة قيمة الإنسان في هذه الدول والتطورات الإيجابية الكبيرة التي تشهدها في مقابل التركيز على جوانب ليس لها أي أساس من الصحة.
في الختام.. هل نحن خائفون من هذا المرض؟ الجواب نعم، هنالك حالة من التخوف لكن في المقابل هنالك ثقة كبيرة بقيادات المنطقة تتجاوز أي مكان في العالم، وما هذه الإجراءات التي تتخذها دول الخليج يوماً بعد الآخر إلا دليل على حرصها على سلامة شعوبها حتى وإن كانت حازمة، سيرحل المرض، وستبقى الثقة باقية في قيادة همها الأول والأخير الإنسان.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة