أضرار قلة النوم.. إعاقة عمل الدماغ أحدث الاكتشافات
سلطت مجموعة حديثة من "أبحاث طب النوم" الضوء على مقدار الضرر الذي يمكن أن يسببه قلة النوم لعدة أيام متواصلة، ومدى صعوبة التعافي من آثاره.
ومن المعروف أن قلة النوم تؤثر سلبًا على أداء الإنسان، إذ ترتبط بنقص الانتباه والذاكرة وزيادة مخاطر حوادث السيارات ومشاكل القلب وغيرها من المشكلات الطبية.
وفي حين أن هناك الكثير من الأبحاث حول كيف ولماذا يكون الحرمان من النوم أمرًا سيئًا لكثير من مقاييس الصحة، فإن هذه الدراسة تلقي الضوء على عملية التعافي والوقت الذي يستغرقه، وهي نقاط لم يتم دراستها بشكل مكثف.
عواقب الحرمان من النوم
وحذرت دراسة جديدة من آثار الحرمان من النوم على انتباه الدماغ وقدرات المعالجة المعرفية، موضحة أنها قد تستمر لمدة أسبوع بعد عودتنا إلى روتين النوم المعتاد.
وتوصلت الدراسة، التي نُشرت في مجلة PLoS One مطلع سبتمبر/أيلول، إلى أن النوم القصير يعيق عمل الدماغ في اليوم التالي ولأيام عديدة بعد ذلك، كما أن التعافي من الحرمان من النوم الذي استمر عدة أيام قد لا يكون بهذه السهولة.
يقول الباحث الرئيسي في الدراسة جيريمي أوشاب: "قلة النوم تؤثر عليك بالتأكيد وربما لفترة أطول مما قد تتوقعه".
وأوضح الأستاذ المساعد في معهد الفيزياء النظرية في جامعة جاجيلونيان، بولندا: "يمكن خفض أدائك الفعلي في المهام المتطلبة، كما يمكن أن يحدث اضطراب طفيف في أنماط سلوكك، حتى لمدة تصل إلى أسبوع بعد فترة طويلة من فقدان النوم الجزئي".
جيمي إم، أستاذ في علوم وطب النوم بجامعة ستانفورد، كاليفورنيا، علق: "مع قلة النوم، خاصة فقدان النوم المتكرر، فإن السؤال ليس ما إذا كان يؤثر على صحتنا ورفاهيتنا، ولكن إلى أي مدى".
وأضاف الأستاذ، الذي لم يشارك في الدراسة الجديدة: "هناك شيء ما يتعلق بالنوم أو نقصه، وهو أمر أساسي حقًا لكيفية عمل أدمغتنا".
هذا البحث هو دليل إضافي على أنه لا يمكنك تعويض النوم بسرعة إذا كنت تعاني من الحرمان المزمن من النوم، لذا، على المدى الطويل، من الأفضل تجنب الحرمان من النوم مع محاولة الحصول على 7 ساعات من النوم كل ليلة.
نتائج دراسة حديثة عن الحرمان من النوم
خلال الدراسة الحديثة المصغرة، خضع مجموعة من البالغين الأصحاء لتقييد نوم لمدة 10 أيام، تلتها 7 أيام استشفاء من الحرمان من النوم.
ووفقا لموقع sciencedaily، أكمل المشاركون الدراسة في بيئاتهم اليومية العادية وارتدوا أجهزة استشعار في المعصم لمراقبة أنماط النوم والنشاط اليومي.
كما خضعوا لتخطيط كهربية الدماغ (EEG) يوميًا لمراقبة نشاط الدماغ، وأجابوا عن الأسئلة اليومية (مهام Stroop) لقياس أوقات رد الفعل والدقة.
بعد 7 أيام من الشفاء، لم يكن المشاركون قد عادوا بعد إلى أداء الحرمان السابق من النوم في معظم مقاييس الأداء الوظيفي.
وتضمنت هذه الإجراءات العديد من مقاييس مخطط كهربية الدماغ لنشاط الدماغ وأنماط الراحة مقابل النشاط التي تم التقاطها بواسطة مستشعرات المعصم والدقة في مهام Stroop، فقط أوقات رد الفعل الخاصة بهم قد تعافت إلى مستويات خط الأساس.
واختتم المؤلفون: "التحقيق في عملية التعافي بعد فترة طويلة من تقييد النوم يكشف عن الاختلافات في الاستجابات السلوكية والحركية والفسيولوجية العصبية لكل من مرحلتي قلة النوم والتعافي".
نصائح الحصول على نوم جيد
كيمبرلي فين، أستاذ مشارك في قسم علم النفس في جامعة ولاية ميشيجان، قال إن هناك العديد من الأشياء التي يمكن فعلها لضمان حصول أي شخص على قسط كافٍ من النوم.
ونقل موقع healthline عن الدكتور الجامعي، الذي لم يكن جزءًا من الدراسة، مجموعة من النصائح للحصول على قسط جيد من النوم كالتالي:
حدد وقتًا مبكرًا للنوم
معظم الناس ينامون قليلاً جدًا خلال الأسبوع ثم يحاولون تعويض ذلك بالنوم خلال عطلة نهاية الأسبوع، لكن تحديد موعد للنوم يسمح لك بالحصول على قسط كافٍ من النوم الجيد.
تأكد من أن غرفة نومك باردة ومظلمة ومريحة وهادئة
تعد درجة الحرارة بين 65 إلى 68 درجة فهرنهايت (18.3 إلى 20 درجة مئوية) الأكثر ملاءمة للنوم، مع مراعاة ضرورة أن تكون مرتبتك وملاءة السرير وأغطية السرير مريحة.
تجنب الكافيين والكحول
يجب تجنب الكافيين في غضون 8 ساعات والكحول خلال 4 ساعات من وقت النوم، مع العلم أن الأخيرة قد تسبب للشخص الاستيقاظ أثناء الليل ليجد صعوبة في العودة إلى النوم.
تجنب الشاشات قبل النوم بساعتين
الضوء يثبط إنتاج الميلاتونين ما يجعل من الصعب على الشخص النوم، ويمكن للضوء الأزرق المنبعث من أجهزة مثل الهاتف أن يثبط إنتاج الميلاتونين أكثر من الضوء العادي.
aXA6IDE4LjIxNy4yMzcuMTY5IA== جزيرة ام اند امز