سقوط ناعم في أحضان النوم.. هل تعالج وضعية الجنين مشكلة الأرق؟

تخيل أنك تعود لوضعيتك الأولى في الحياة.. تلك التي قضيت فيها تسعة أشهر في رحم أمك، مطويا على نفسك، محاطا بالدفء والسكينة.
ليس من المستغرب أن الكثير من الناس، دون وعي، يتخذون نفس هذه الوضعية عند النوم، فيما يُعرف بوضعية "الجنين".
لكن السؤال المثير هنا: هل يمكن أن تساعد هذه الوضعية القديمة في التغلب على أحد أمراض العصر الأكثر شيوعا الأرق؟
ووضعية الجنين، هي شكل من أشكال النوم الجانبي، حيث يستلقي الشخص على أحد الجانبين مع ثني الركبتين نحو الصدر، بطريقة تشبه وضع الجنين في الرحم، وهي واحدة من أكثر أوضاع النوم شيوعا حول العالم.
ووفق موقع "مؤسسة النوم " الأمريكية، فإن الأرق لا يتعلق فقط بما يشغل ذهنك، بل أيضا بكيف تنام فعليا، إذ تشير نصائح وضعتها المؤسسة على موقعها إلى أن أوضاع النوم تؤثر على جودته.
وقالت المؤسسة أن النوم في وضعية الجنين قد يساهم في " تهدئة الجهاز العصبي، تقليل الشخير، وتحسين التنفس الليلي"، وكلها عوامل قد تساعد المصابين بالأرق، خاصة الذين يعانون من اضطرابات تنفسية أو قلق ليلي.
ما تقوله الدراسات العلمية
ورغم عدم وجود دراسات مباشرة تثبت أن وضعية الجنين تعالج الأرق بشكل قاطع، فإن أبحاثا متعددة تشير إلى أن، النوم على الجانب (خصوصا الأيسر) يحسن التنفس ويقلل من انقطاع النفس الليلي، كما أن الأشخاص الذين ينامون على جانبهم يتمتعون بنوم أعمق مقارنة بمن ينامون على ظهورهم أو بطونهم.
وهذا يعني أن وضعية الجنين قد لا "تعالج" الأرق تماما، لكنها تساعد على تهيئة الجسم لبيئة نوم أفضل.
وحتى تحصل على فوائد هذه الوضعية دون أن تتسبب في مشاكل صحية، هناك عده نصائح أوردتها مؤسسة النوم، ومنها " تجنب ثني الركبتين بشدة حتى لا تضغط على المفاصل، استخدم وسادة تدعم الرقبة والعمود الفقري، تعديل الجانب الذي تنام عليه بين الحين والآخر لتجنب الضغط على جانب واحد من الجسم، وممارسة تمارين التمدد صباحا لتخفيف أي تيبس عضلي".