شق بطون الحوامل لسرقة الأجنة.. "العين الإخبارية" تحلل: كيف تصل غير المنجبة للجنون؟

حوادث مأساوية شهدتها المكسيك مؤخرا، تقدم فيها سيدات لم ينجبن أطفالا على بقر بطون حوامل لسرقة الأجنة.

وقُتلت أكثر من 3700 امرأة في المكسيك عام 2021، وتم تصنيف نحو 1000 حالة منها على أنها ناتجة عن جرائم قتل نساء، بحسب أرقام رسمية.

• الحكم بإعدام أمريكية شقت بطن حامل لسرقة جنينها

تلك الجرائم البشعة تطرح العديد من الأسئلة عن أسباب إقدام المرأة غير المنجبة على بقر بطن الحامل؟، وهل للأمر علاقة بالمرض النفسي؟.

تحت ضغط الهلاوس

يرى الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي المصري، أن هذه الحوادث انعكاس لاضطراب نفسي تحت وطأة الضغوط الشديدة.

ويضيف فرويز، في تصريح خاص لـ"العين الإخبارية"، أن المهاجمة لديها جين المرض النفسي، وتحركت تحت ضغط المعايرة بفعل الهلاوس السمعية.

وأشار فرويز إلى أن المجرمة الطبيعية ستفكر في سرقة الطفل بعد الولادة من المستشفى أو من منزل أسرته، لكن القيام بهذه الحوادث مرض عقلي وهلاوس سمعية.

حوادث شاذة

ووصف الدكتور أحمد الباسوسي، استشاري العلاج النفسي وعلاج الإدمان، هذه الأفعال بأنها مخالفة للطبيعة البشرية، فهي "حوادث غريبة وشاذة، وخارج نطاق الواقع والطبيعة".

وأكد الباسوسي، في تصريح خاص لـ"العين الإخبارية"، أن الضلال قد يؤدي إلى ذلك، لأن الضلال فكرة زائفة متوهمة ليست حقيقة، والمصاب بها مقتنع بها تماما.

ضغوط خارجية

وأشار الباسوسي إلى أن مرتكبي هذه الجرائم قد يكونون ضحية التأثير عليهم بسبب هشاشتهم النفسية، فهم أشخاص قابلون للاستغلال، ويمكن التلاعب في عقلهم من خلال شخص آخر.

وأوضح استشاري العلاج النفسي أن تكرار عرض الأفكار على أصحاب الهشاشة النفسية، يُحول هذه الأفكار من ضلالات لمعتقد، ويبدأ أصحابها في سماع أصوات وهلوسة سمعية.

وأكد الباسوسي أن الضغوط في كل مكان، وتأثيرها ليس كبيرا في الأمراض حيث يتراوح بين 20% و30%، لكن استجابة الشخص للضغوط هي التي تتسبب في تلك الحوادث.

وأوضح الباسويي أن الضغوط قد تظهر في شكل مرض بمناطق معينة في الجسم، مثل توقف القلب عند سماع الصدمات، أو الشلل بسبب الصدمة العصبية الحادة، لكن إذا دخلت الضغوط الفكر والعقل فإنها تؤدي إلى نوع من الأفكار الوسواسية السلبية، فتتطور إلى أفكار ذهانية تقود لارتكاب الجرائم تحت تأثير الأصوات.

كيف نحمي المرأة؟

وعن حماية المرأة غير المنجبة أو المتأخرة في الزواج من المرض النفسي نتيجة الضغوط المجتمعية، يقول فرويز، إن الدعم النفسي مطلوب بشدة، ولابد لمن تمر بهذه الحالات أن تتابع مع طبيب نفسي.

وأكد فرويز أنه يعالج سيدات مصابات بالاكتئاب بسبب تأخر الحمل، وعدم القدرة على التكيف مع الظروف المحيطة، وهو ما انعكس عليهن في اضطرابات في النوم أو الأكل، وإهمال وقلة تركيز، مشيرا إلى أن المريضة تتعافى نفسيا بمجرد إخبارها بنجاح عملية حملها، ونقوم بإيقاف توجيهها بتناول العقاقير.