حواجب الكلاب دفعت البشر للتعاطف معها
دراسة كشفت أن عضلة بوجه الكلاب تجعل عيونها تبدو أكبر، وتحاكي حركة الوجه التي يصنعها البشر عندما يكونوا في موقف حزين.
توصلت دراسة بريطانية أمريكية مشتركة، قارنت بين تشريح وسلوك الكلاب والذئاب، إلى أن تشريح الوجه للكلاب قد تغير على مدى آلاف السنين للسماح لهم بالتواصل بشكل أفضل مع البشر، والتعاطف معها، مقارنة بالذئاب.
وفي أول تحليل مفصل يقارن بين النوعين، وجد الباحثون في الدراسة التي قادتها جامعة بورتسموث البريطانية، ونشرت في العدد الأخير من دورية " PNAS " الشهرية، أن عضلات الوجه للكلاب والذئاب كانت متشابهة، باستثناء منطقة فوق العينين، حيث كان للكلاب عضلة صغيرة، ما يسمح لها برفع الحاجب الداخلي بشكل مكثف، بينما لم تتمكن الذئاب من فعل ذلك.
ويقول تقرير نشره الموقع الإلكتروني للجامعة في 17 يونيو الجاري بالتزامن مع نشر الدراسة، إن حركة رفع الحواجب الداخلية التي أسماها الفريق البحثي باسم " AU 101 " تؤدي إلى استجابة قوية من البشر تجاه الكلاب، لأنها تجعل عيونها تشبه حركة ينتجها الإنسان عندما يكون حزينا.
ودعمت هذه النتيجة تجربة عملية درست سلوك الكلاب والذئاب، عندما تعرّضت للإنسان لمدة دقيقتين، حيث رفعت الكلاب حواجبها الداخلية بكثافة أعلى من الذئاب.
ولتحديد ما إذا كانت هذه الحركة نتيجة للتطور، قام الفريق البحثي بمقارنة تشريح الوجه وسلوك الكلاب والذئاب ووجدوا أن العضلات التي تسمح برفع الحواجب في الكلاب وفي الذئاب، عبارة عن مجموعة ضئيلة وغير منتظمة من الألياف، ولكن حركة الحاجبين الداخلية المرتفعة في الكلاب تحركها عضلة لا توجد في الذئب.
ووجد الفريق البحثي أن هذه الحركة تجعل عيون الكلاب تبدو أكبر، مما يعطيها مظهرًا طفوليًا، وقد يحاكي أيضا حركة الوجه التي يصنعها البشر عندما يكونوا في موقف حزين.
وتقول آن بوروز، كبيرة علماء التشريح في جامعة دوكين الأمريكية، والمشاركة بالدراسة في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية ": "وجدنا أن الكلاب تنتج هذه الحركة من الحاجب بشكل مشابه جدا لبعضها البعض، بغض النظر عن السلالة".
والخطوة التالية التي سيعمل عليها الفريق البحثي هي إلقاء نظرة على البنية الدقيقة للعضلات الوجهية لمعرفة ما إذا كانت الكلاب والذئاب تستخدم هذه العضلات بشكل مختلف عن بعضها البعض، كما سيعمل الفريق على تضمين الثعالب والذئاب في دراستهم السابقة، كما تؤكد بوروز.
وتشير إلى أنهم قاموا بالتشريح استنادا إلى فيديوهات ترصد سلوك الكلاب والذئاب، ولم يتم قتل أي منها لأغراض الدراسة.
وتضيف: "هذا المنهج بدون شك يجعل هذه الآلية مناسبة لدراسة العديد من أنواع الثدييات المختلفة".
وفي السياق ذاته، تقول الدكتورة جوليان كامينسكي الباحثة الرئيسية بالدراسة من جامعة بورتسموث، في تقرير نشره موقع الجامعة: "يبدو أن حركة الحاجب لدى الكلاب تثير رغبة قوية لدى البشر لرعاية الكلاب، وهذا من شأنه أن يعطي الكلاب، التي تتحرك حواجبها أكثر، ميزة الاختيار على الكلاب الأخرى".
وكان بحث سابق لكامينسكي قد أظهر أن الكلاب تحركت حواجبها بدرجة أكبر عندما كان البشر ينظرون إليها مقارنةً بالوقت الذي لم يكونوا ينظرون إليها، وأن هذه الحركة مهمة في الرابطة بين الإنسان والكلب لأنها قد تثير استجابة رعاية من البشر".
والمفارقة التي يشير آدم هارتستون روز، عالم التشريح من جامعة ولاية كارولينا الشمالية بالولايات المتحدة والمشارك بالدراسة، إليها هي أن العضلات المسؤولة عن هذه الحركة ضعيفة جدا، ولكنها ساعدت في تحديد العلاقة بين الكلاب المبكرة والبشر.
aXA6IDEzLjU5LjIwNS4xODIg جزيرة ام اند امز