تتعدد القطاعات التي يمكن للمستثمرين وأصحاب الأعمال والأفكار الخلاقة الالتحاق بها في دولة الإمارات، مستفيدين من مزايا بيئة الاستثمار الفريدة، والبنية الاقتصادية المتكاملة والإمكانات التي تحظى بها الدولة، والتي جعلتها الوجهة الأكثر جذباً للمواهب في العالم.
وتسلط الضوء عليها الحملة الإعلامية العالمية "استثمر في الإمارات" التي أطلقتها دولة الإمارات، وبدأت برسالة من النجم العالمي إدريس إلبا، يدعو فيها المبتكرين والمبدعين والمستثمرين حول العالم إلى الاستثمار في الإمارات.
ووسط رمال دولة الإمارات، رأى "سكاي كورتز" ثروة من الفرص، على الرغم من أن كثيرين يظنون أنها مجرد أرض قاحلة، حيث نجح الرئيس التنفيذي لشركة "بيور هارفست للمزارع الذكية"، في تحقيق الريادة في مجال الزراعة المائية، محولاً صحراء دولة الإمارات إلى أرض خصبة ملائمة لزراعة الفواكه والخضراوات.
وعلى الرغم من الشكوك التي راودت "كورتز" في البداية، فإن رؤيته المتمثلة في زراعة الطماطم في الصحراء، ازدهرت واتسعت لتتحول إلى مشروع ناجح، يعكس الإمكانات الرائدة التي تتيحها دولة الإمارات كمركز للمشاريع المبتكرة.
يعود اختيار "كورتز" لدولة الإمارات تحديداً، إلى ما تتمتع به من مزيج فريد، يجمع بين الظروف المناخية الصعبة، والمناخ الحيوي الذي توفره للشركات الناشئة، إضافة إلى حرص الحكومة على دعم الابتكار.
وبفضل هذه العوامل مجتمعة أصبحت دولة الإمارات الموقع المثالي لأعمال بيور هارفست، فمن إطلاق وادي تكنولوجيا الغذاء في دبي، وصولا إلى منصة "Hub71" في أبوظبي، تسعى دولة الإمارات إلى تطوير بيئة خصبة ملائمة لحل بعض أبرز التحديات وأكثرها إلحاحاً في العالم، مثل الأمن الغذائي والزراعة المستدامة.
وتُعد ندرة المياه أحد التحديات الرئيسة في دولة الإمارات، ولمواجهة هذا التحدي طورت شركة بيور هارفست نظاماً عالي التقنية للبيوت الزجاجية، يوظف نظاما للتحكم بالمناخ طورته وتملكه الشركة، يتيح المحافظة على ظروف نمو مثالية وإعادة تدوير المياه.
كما يستخدم النظام أيضا أجهزة استشعار وأدوات تحليل البيانات، لمراقبة مختلف جوانب عملية النمو، ما يضمن الاستخدام الفعال للموارد.
- السياحة الإماراتية.. وجهة مستدامة ملهمة لمجموعة العشرين
- القمة العالمية للاقتصاد الأخضر.. التمويل المناخي أبرز قضايا النسخة الـ10
وجاءت نتائج هذا النظام مُبهرة، حيث تمتد بيوت شركة بيور هارفست الزجاجية الآن، على مساحة تزيد على 22 هكتاراً، وتنتج أكثر من 12 مليون كيلوغرام من المحاصيل عالية الجودة سنوياً، ويشمل ذلك أنواعا مختلفة من الطماطم والخضراوات الورقية والفراولة وغير ذلك، وقد أصبحت هذه المحاصيل الطازجة حاليا منتجات أساسية في متاجر التجزئة والمطاعم الفاخرة في جميع أنحاء منطقة الخليج، ما ترك تأثيرا ملموسا على سلسلة إمدادات الغذاء المحلية.
وجمعت "بيور هارفست" تمويلات بقيمة تقارب الـ400 مليون دولار، ما يجعلها مهيأة للتوسع في طرح حلولها المبتكرة في مناطق أخرى تواجه تحديات مماثلة.
ويعزو "كورتز" الفضل في نجاح الشركة إلى حكومة دولة الإمارات الداعمة والتزامها بالابتكار، مشيرا إلى أن الدروس المستفادة من تجربة دولة الإمارات قادرة على إحداث ثورة في قطاع الأمن الغذائي على مستوى العالم.
وتحتضن دولة الإمارات، إضافة إلى شركة "بيور هارفست"، مشروعات رائدة أخرى أسهمت في إعادة رسم ملامح قطاع الأغذية والزراعة، ففي "بوكا"، وهو مطعم إسباني متوسطي شهير في دبي، تتألق الشيف باتريشيا رويج كشاهد على أن الطعام الفاخر يمكن أن يكون مميزا ومستداما على حد سواء.
ويحصل مطعم "بوكا" على مكوناته من مصادر محلية، بما في ذلك المأكولات البحرية الطازجة ونباتات الصحراء الفريدة، ما يقلل من بصمته الكربونية، دون التنازل عن معايير جودة الطهي الاستثنائية.
وقد حاز المطعم العديد من الجوائز تقديرا لالتزامه وتفانيه بالعمل لتحقيق الاستدامة، ومن هذه الإنجازات حصوله على نجمة ميشلان الخضراء.
ولم تقتصر جاذبية بيئة الأعمال في دولة الإمارات على استقطاب الشركات الناشئة مثل "بيور هارفست"، بل تعدتها لتستقطب استثمارات ضخمة في قطاع التكنولوجيا الزراعية، فبين عامي 2021 و2022 ارتفعت استثمارات التكنولوجيا الزراعية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من 97 مليون دولار إلى 250 مليون دولار.
وقد لعبت شركات رأس المال الاستثماري مثل شركة "شروق بارتنرز" دورا حاسما في هذا النمو، حيث قدمت التمويل والدعم الأساسيين للشركات الناشئة.
وأسهمت المبادرات والحاضنات المدعومة من الحكومة، مثل منصة Hub71 في أبوظبي ومؤسسة دبي للمستقبل، في تطوير وتعزيز بيئة الشركات الناشئة، حيث توفر هذه المنصات الدعم التنظيمي والبنية التحتية وفرص بناء المجتمع، ما يدعم ازدهار الشركات الناشئة.
وينعكس التزام دولة الإمارات نحو الابتكار والتنمية المستدامة أيضا في استراتيجيتها الوطنية للأمن الغذائي، التي تهدف إلى جعل الدولة رائدة عالميا في هذا القطاع الواعد بحلول عام 2051.
وقامت "مبادرة الابتكار الزراعي للمناخ"، وهي مبادرة مشتركة بين دولة الإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة، بحشد استثمارات تتجاوز قيمتها 17 مليار دولار، موجهة للبحث والتطوير في مجال الزراعة.
ويُقدم "تحدي تكنولوجيا الغذاء"، الذي أطلقه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، جوائز نقدية كبيرة، ودعما للمبتكرين الذين ينجحون في تقديم حلول رائدة للتحديات الزراعية.
ويجتذب قطاع التكنولوجيا الزراعية المزدهر في دولة الإمارات أفضل المواهب والمستثمرين من جميع أنحاء العالم، ما يجعل الدولة مركزا عالميا للابتكار، وبفضل الحكومة الداعمة وبيئة العمل الديناميكية والتركيز على الاستدامة، فإن دولة الإمارات باشرت بتطوير مستقبل يصبح فيه المستحيل ممكنا.
يذكر أن حملة "استثمر في الإمارات" تجوب مدنا عالمية مثل كان، وميونخ، وباريس، ولندن، وزيورخ، وجنيف ونيويورك، وتستهدف رواد الأعمال وأصحاب الأفكار الواعدة حول العالم، للقدوم إلى الإمارات والاستثمار فيها وتحويل أفكارهم إلى واقع، كما تم ضمن الحملة إطلاق منصة Invest.ae، التي تقدم أهم المعلومات والحقائق والمقومات الاستثمارية التي توفرها دولة الإمارات لرواد الأعمال.