رائحة الشتاء تحمل الرعب إلى أوروبا.. وأسعد بلد في العالم "تعيس"

يبدو أن رائحة الشتاء أصبحت ثقيلة على سكان دول الاتحاد الأوروبي وتحمل الرعب لسكان القارة العجوز بفعل تداعيات الحرب الأوكرانية.
السكان الذين يتحضرون إلى شهور قادمة قد تكون شديدة البرودة على أجسادهم وشديدة الكلفة على جيوبهم، حتى إن فنلندا أسعد بلد في العالم أصبح تعيسا وتخلى عن مظاهر رفاهية متعددة.
الاتحاد الأوروبي وبريطانيا أنفقوا منذ بداية ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي في سبتمبر/أيلول 2021 حتى مطلع الشهر الجاري، قرابة 500 مليار يورو من الدعم للأسر والشركات، بينما الشهور المقبلة قد تكون أكثر صعوبة.
المواطنون في أوروبا
المواطنون في أوروبا بدأوا بأنفسهم بهدف تقليل فواتير الطاقة، عبر تقليل وقت الاستحمام إلى 5 دقائق، بينما بدأت الشرطة تغريم أصحاب المتاجر لعدم إغلاق أبوابهم مبكرا، فيما قاد آخرون مركباتهم بسرعات أقل لتوفير الوقود.
ليس هذا فحسب، بل امتلأت مواقع التواصل الاجتماعي بمقترحات يقدمها روادها، في كيفية خفض استهلاك الطاقة في المنازل أو في مركباتهم، ضمن جهود عبور شتاء صعب على ما يبدو.
تقدر بعض التقارير أنه إذا تمكنت أوروبا من خفض استخدام الغاز بنسبة 15% فإنها ستكون قادرة على التعامل مع الشتاء على الرغم من محدودية الإمدادات وارتفاع أسعار الطاقة، إلا أن استمرار تدفق الغاز الروسي عبر أوكرانيا قد يبقى محل شك.
على سبيل المثال، قدم الألماني كريستوفر هيب نصائح على Twitter حول كيفية إزالة الجليد من الثلاجة، قائلاً إنه يتم توفير المزيد من الكهرباء كلما كانت الثلاجة خالية من الصقيع.
وشاركت سيندي، التي تعيش في هولندا محاولاتها في محاولة الاستحمام في غضون 5 دقائق، حيث فشلت في ذلك بـ6 دقائق و21 ثانية؛ وكتبت على تويتر: "استغرق الاستحمام 48 ثانية حتى يصبح ساخنا".
تعد هذه الأهداف جزءا من جهود الاتحاد الأوروبي الأوسع نطاقا لخفض الطلب على الغاز الطبيعي هذا الشتاء، مع ترسانة من الأساليب التي يختارونها بأنفسهم.
وفي يوليو/تموز الماضي، وافقت المفوضية الأوروبية الذراع التنفيذية للاتحاد الأوروبي، في يوليو على هدف طوعي لخفض استخدام الغاز بنسبة 15% حتى مارس/آذار 2023، مقارنة بمتوسط الاستهلاك من 2016 إلى 2021.
ونشرت قناة CNBC وموقع يورونيوز مجموعة من الإجراءات التي اتخذتها دول أوروبية في محاولة لخفض استهلاك الطاقة.
فرنسا والشتاء
دعا الرئيس إيمانويل ماكرون إلى خفض استخدام الغاز بنسبة 10%، وحذر من أن وفورات الطاقة القسرية ستكون مطروحة على الطاولة إذا ثبت أن الجهود التطوعية غير كافية.
تمثل واردات الغاز الروسية 15% من استهلاك فرنسا من الغاز، مما يجعلها أقل اعتمادا على روسيا من معظم نظيراتها في الاتحاد الأوروبي. فيما أعلن عمدة باريس يوم 13 سبتمبر أن الأضواء من برج إيفل الشهير ستنطفئ قبل حوالي ساعة في الساعة 11.45 مساءً.
كذلك، سيتم تغريم أصحاب المتاجر الذين يتركون أبواب المتاجر المكيفة 750 يورو (751 دولارًا). وسيتم حظر الإعلانات المضيئة من الساعة 1 صباحا حتى الساعة 6 صباحا.
ألمانيا الأكثر جرمانا من الغاز الروسي
كانت ألمانيا الأكثر تعرضا لخفض إمدادات الغاز الروسي؛ وأصدر وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك بيانا قدم فيه عددًا من الإجراءات التي دخلت حيز التنفيذ في 2 سبتمبر/أيلول على أمل تقليل استخدام الغاز بنحو 2%.
ومنعت ألمانيا تدفئة المباني العامة حتى 19 درجة مئوية كحد أقصى في فصل الشتاء، بينما واجهات المحلات ممنوعة من الإنارة في الليل، كما تم حظر تدفئة حمامات السباحة الخاصة.
النمسا تطلق حملة ترشيد
تعتمد النمسا أيضا بشكل كبير على الغاز الروسي، حيث حصلت على أكثر من 80% من موسكو في السنوات السابقة. أطلقت وزارة المناخ في النمسا الأسبوع الماضي حملة لتوفير الطاقة أطلق عليها اسم "المهمة 11"، مع التوصيات التالية:
قم بالقيادة بشكل أبطأ لتوفير الطاقة - بحد سرعة مقترح يبلغ 100 كم/ساعة. وإزالة الجليد من الفريزر بانتظام. وتقليل وقت الاستحمام.
إسبانيا تضع ضوابط لاستخدام التكييف
في حين أن إسبانيا لا تعتمد مثل أعضاء الاتحاد الأوروبي الآخرين على الغاز الروسي، الذي يمثل 14.5% من وارداتها، وافق البرلمان الإسباني على خفض بنسبة 8% في استخدام الغاز.
يجب ألا تقل درجة حرارة تكييف الهواء في معظم المباني العامة والشركات عن 27 درجة مئوية في فصل الصيف؛ ويجب ألا تزيد التدفئة عن 19 درجة مئوية خلال فصل الشتاء. وإغلاق أبواب المحلات المكيفة، ولا توجد إضاءة ليلية للواجهات الخارجية للمتاجر أو الآثار العامة.
فنلندا.. أسعد بلاد العالم تعيسة
في حين أن 75% من إمدادات الغاز الفنلندية تتكون من واردات روسية، فإن البلاد ليست عرضة لتقلبات موسكو. يمثل الغاز الطبيعي أقل من 6% من إجمالي استهلاك الطاقة في فنلندا "أسعد بلاد العالم" . في الأسبوع الأخير من شهر أغسطس/آب، أعلنت وزارة الشؤون الاقتصادية والتوظيف عن حملة بعنوان "درجة أقل.
تهدف هذه الحملة إلى جعل 75% من الفنلنديين يقللون من استهلاكهم للطاقة من خلال خفض درجة حرارة المنزل باستخدام منظم الحرارة، واستخدم إلكترونيات أقل ومصادر إضاءة أقل، وحد الاستحمام لمدة 5 دقائق.
إيطاليا.. إجراءات تقشفية
استوردت إيطاليا ما يقرب من 40% من غازها من روسيا العام الماضي. وبمبادرة من وزارة التحول البيئي الإيطالية، تستهدف الدولة خفض استهلاك الغاز بنسبة 7% (5.3 مليار متر مكعب) بحلول مارس:
وتتضمن الإجراءات خفض الترموستات في المباني الصناعية بدرجة واحدة إلى 17 درجة مئوية، ويتم تنظيم درجة حرارة ترموستات الكتل السكنية عند 19 درجة مئوية، ويجب إيقاف تشغيل المشعات لمدة ساعة واحدة على الأقل يوميًا.