من هو النبي الحدّاد؟
ضرب أنبياء الله ورسله عليهم السلام أروع النماذج والأمثلة في دعوتهم وحياتهم.
فإلى جانب ما بذلوه من الجهد والإخلاص في الدعوة إلى دين الله تعالى وتبليغ شرائعه للناس، بذلوا كذلك الجهد في تحصيل قوت يومهم وسعوا للكسب سعي عامة الناس في ذلك، بل بيّن القرآن الكريم براعة كثيرٍ منهم في صنعتهم ومهنهم.
واشتهر داوود، عليه السلام، بأنّه كان حداداً ماهراً في صنع ما ينتفع به المحاربون والناس عموماً، فقد علّمه الله تعالى صناعة الدروع القوية محكمة الصنع.
وابتكر عليه السلام طريقةً جديدة في صنعها، حيث كان يقدّر صناعتها بحيث لا تكون ثقيلةً على كاهل المحارب، وليست بالمقابل بالخفيفة، فقد كانت دروعا سابغاتٍ متكاملةً في صنعها، وقد قال تعالى "أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا"، كما ذكر الله تعالى كيف منّ على عبده ونبيه داوود عليه السلام حينما ألان له الحديد.
وإلانة الحديد بلا شكّ تمكن الصانع من تحويره وتشكيله بالكيفية التي يريدها، والشكل الذي يريده وهذا فضلٌ وتمكينٌ من الله، حيث قال تعالى: "وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلًا يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ".
aXA6IDMuMTQ1LjEwOS4xNDQg جزيرة ام اند امز