بالصور.. اكتشاف ثعبان يعود تاريخه إلى 99 مليون سنة
علماء من الصين وكندا والولايات المتحدة وأستراليا اكتشفوا ثعبانا صغيرا ينتمي إلى نوع غير معروف سابقا يعود تاريخه إلى 99 مليون سنة
اكتشف العلماء لأول مرة قطعة من العنبر تحتوي على ثعبان يعود تاريخه إلى نحو 99 مليون سنة، أي إلى عصر الديناصورات.
وكان علماء من الصين وكندا والولايات المتحدة وأستراليا اكتشفوا ثعبانا صغيرا ينتمي إلى نوع غير معروف سابقا، محفوظا في قطعة من الكهرمان في وادي هوكونغ في ولاية كاشين بشمال ميانمار، وتم نشر اكتشافهم في العدد الأخير من Science Advances، وهي شركة تابعة للمجلة الأكاديمية Science.
فيما تم العثور على الكهرمان في عام 2016. وقد أمضى العلماء ما يقرب من عام في إعادة بناء هيكل ثلاثي الأبعاد لعظام الثعبان باستخدام تقنية CT الدقيقة.
وقال شينغ ليدا، وهو أستاذ مشارك من جامعة الصين للعلوم الجيولوجية: "لقد عثرنا على الهيكل العظمي المتبقي في العنبر وطوله 4.75 سنتيمتر. لكننا نستنتج أن هناك أجزاء مفقودة، وبالتالي فإن إجمالي طول الثعبان قد يكون حول 9.5 سنتيمتر".
وانتهى العلماء إلى أن الثعبان نوع من الأنواع التي لم تكن معروفة من قبل. ويحتوي العنبر أيضا على قطعة من جلد الثعبان مع خانات رقيقة على شكل الماس.
وقال شينغ ليدا: "بالمقارنة مع الفقاريات المتحجرة الأخرى، فإن حفريات الثعبانين نادرة جدا لأن عظام معظم الثعابين ليست جامدة بالدرجة الكافية لتبقى وتصبح حفرية ولكنها مرنه، ولذلك وليس من السهل بالنسبة إلى الثعابين أن تصبح حفريات"، مضيفا أن معظم الحفريات الشائعة لا يمكن أن تحافظ على الأنسجة الرخوة للحيوانات القديمة، ولكن الكهرمان، الذي يتشكل من الراتنج، يمكن أن يحافظ بشكل أفضل على الأنسجة الرخوة والعظام.
وفي قطعة أخرى من الكهرمان، وجد الباحثون جزءًا من جلد الثعبان مع أنماط دائرية، ويعتقدون أن هذا قد جاء من حيوان مفترس كان يعيش في الغابات، ربما يتراوح طوله بين 60 و70 سنتيمترا.
ويعتقد العلماء أن الثعابين قد تطورت من نوع من السحالي. أقرب الثعابين يمكن أن ترجع إلى فترة منتصف العصر الجوراسي. وقد وجدت أحافير لثعبان قديم، Eophis underwoodi، يعود تاريخها إلى 167 مليون سنة، ولكنها في بعض الأجزاء ويمكن أن تقدم لنا القليل من المعلومات.
وقال شينغ إنه في خلال أوائل أواخر العصر الطباشيري، أي في الفترة التي تتراوح بين 95 و100 مليون سنة سابقة، جابت الثعابين في جميع أنحاء العالم، وكانت أغلب الحفريات المكتشفة في جنوب أوروبا وأفريقيا وأمريكا الشمالية والشرق الأوسط وأمريكا الجنوبية عبارة عن ثعابين
كما تحتوي قطعتان الكهرمان على حشرات وبقايا النباتات واللافقاريات، ما يشير إلى أن الثعابين تعيش في غابة مطرية دافئة ورطبة مع موطن للمياه العذبة. وبعض الأوكارودس البحرية، التي كانت قشريات صغيرة، تظهر في الكهرمان.
وقال شينغ معظم الثعابين متحجرة وجدت في السابق تظهر أنهم كانوا يعيشون في الماء، وهذا هو أول اكتشاف ثعبان يعيش في الغابات الساحلية في حقبة الدهر الوسيط، مشيرا إلى أن الثعابين مبكرا عاشت في بيئة أكثر تنوعا.