إرهاب قناصة الحوثي يلاحق جالبات الماء.. ضحية جديدة بتعز
شابة تبلغ 23 عاما من عمرها، سقطت مضرجة بدمائها، جراء استهدافها برصاص قناص حوثي يتمركز في تلة "السلّال" شرقي مدينة تعز.
لم تجف دماء طفلة الماء "رويدا صالح" التي سفك قناص حوثي دمها على أسفلت أحد أحياء تعز، حتى عاد ذات السلاح الإرهابي ليلاحق فتاة أخرى أثناء جلبها للماء في المدينة المحاصرة، جنوبي غربي اليمن.
وتفرض مليشيا الحوثي الانقلابية حصارا خانقا على مدينة تعز منذ 5 سنوات، ومن فوق مرتفعات جبلية شاهقة شرقي المدينة، يمعن قناصة حوثيون في إرهاب المدنيين واصطياد الفتيات والنساء اللاتي يحاولن البقاء على قيد الحياة ولو بقطرة ماء.
وقالت مصادر حقوقية لـ"العين الإخبارية"، إن الشابة "سبأ عبده صالح"، وهي في الـ23 من عمرها، سقطت مضرجة بدمائها، اليوم الخميس، جراء استهدافها برصاص قناص حوثي يتمركز في تلة "السلّال" شرقي مدينة تعز.
ويتطابق مشهد استهداف الشابة "سبأ" مع الجريمة التي حدثت منتصف أغسطس الماضي باستهداف "طفلة الماء" رويدا، ووفقا للمصادر، فقد كانت الضحية الجديدة للإرهاب الحوثي، تحاول جلب الماء من إحدى الخزّانات المركونة بوادي صالة، شرقي المدينة.
ومنذ بدء الحصار الحوثي على مدينة تعز في أغسطس 2015، لجأت منظمات إغاثية ومبادرات مجتمعية لتوزيع مياة شرب نظيفة لكافة أحياء تعز بهدف مساعدتهم في التغلب على الحصار، لكن الإرهاب الحوثي يواصل اصطياد المدنيين والتلذذ بسفك دمائهم عطشى.
ولا تزال طفلة الماء "رويدا" مهددة بشلل نصفي، بعد أن أصابها قناص حوثي برصاصة في رأسها، كما حاول استهداف كل من يحاول إسعافها، قبل أن يتقدم شقيقها الأكبر لانقاذها في موقف بطولي.
سلسلة جرائم حوثية
لم تكن جريمة استهداف الشابة "سبأ" هي الوحيدة التي شهدتها تعز اليمنية هذا الأسبوع، فخلال اليومين الماضيين، كان 3 مدنيين بينهم طفل وامرأة، ضحايا لرصاص قناص حوثي في مديرية "صبر الموادم" شرقي المحافظة.
وهذه المرة، كان القناص الحوثي المتمركز بتلة "الصالحين"، في منطقة "الشقب"، يلاحق المدنيين الثلاثة إلى مزارعهم في مديرية صبر الزراعية، ما أسفر عن إصابة رجل وامرأة وطفل.
وقالت مصادر طبية لـ" العين الإخبارية"، إن الضحايا الثلاث هم عبدالمعطي سعيد إبراهيم ( 49 عاما)، والمواطنة قبول حمود عبدالقادر ( 56 عاما)، بالإضافة إلى طفل يبلغ من العمر 12 ويدعى حسين عادل سعيد إبراهيم.
وتمتلك المليشيا الحوثية سجلا أسود في قنص الأطفال بمدينة تعز على وجه التحديد، ووفقا للتحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان، فقد تم توثيق مقتل وإصابة 366 طفلا برصاص قناصة حوثيون خلال مارس 2015 وحتى أغسطس 2020.
وذكر تقرير حديث صادر عن تحالف رصد، أن رصاص قناصة الحوثي، أدت إلى مقتل 130 طفلًا خلال تلك الفترة، بينهم 88 من الذكور، و42 من الإناث ، فيما أصيب 236 طفلًا آخرين.
وطالت جرائم القنص الحوثية أطفال تعز في 16 مديرية، على رأسها مديرية القاهرة وسط مدينة تعز، وذلك بواقع 22 قتيلًا و53 جريحًا، تليها مديريتا المظفر وصالة. وفقًا للتقرير.
ولم تكن البلدات الريفية في منأى عن الإرهاب الحوثي، وحسب التقرير، فقد شهدت مديرية المعافر، جنوب غرب المحافظة، مقتل طفلين وإصابة طفل ثالث برصاص قناصة المليشيا الحوثية، في حين سجلت مديرية المقاطرة، 3 حالات قتل لأطفال برصاص قناصة المليشيات ذاتها.
ويعد سلاح القناصة، رابع أكثر الأسلحة الإرهابية الحوثية فتكًا بأرواح المدنيين بما فيهم النساء والأطفال، وذلك بعد "الصواريخ" و"المدفعية" و"الألغام الأرضية" بكل أنواعها، حيث لجأت المليشيا المدعومة إيرانيا، إلى نشر عدد كبير من قناصيها في مبانٍ ومنشآت داخل الأحياء السكنية وعلى التلال المرتفعة المحيطة بمدينة تعز وبعض القرى والمناطق الريفية التي كانت مسرحًا للمواجهات الدامية.