محطة التواصل الاجتماعي تربط الافتراضي بواقع "الشارقة للكتاب"
تهدف المنصة للترويج للمعرض عبر منصات التواصل الاجتماعي المختلفة وتعريف متابعيه بفعالياته وتسليط الضوء على ما يجري في العالم الافتراضي
باتت شبكات التواصل الاجتماعي تفرض نفسها بقوة على واقعنا المعاصر، وهو ما أخذه معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الـ35 على عاتقه، من خلال تشييد محطة التواصل الاجتماعي بهدف توعية جمهوره بآليات استخدام هذه التكنولوجيا بإيجابية ووعي، لتأتي المحطة المقامة في الردهة الرئيسية للمعرض هذا العام، وتجمع المهتمين بشبكات التواصل الاجتماعي مع عالمهم الواقعي.
تهدف هذه المنصة التكنولوجية إلى أن تروج للمعرض عبر منصات التواصل الاجتماعي المختلفة من "فيس بوك" و"تويتر" و"إنستجرام" و"سناب شات"، وتعريف محبي ومتابعي المعرض بأهم الفعاليات الموجودة في أروقته المختلفة، كما تسلط الضوء على أهم مجريات الأحداث المنتشرة في العالم الافتراضي، من خلال إقامة ورش ومحاضرات لأبرز الأسماء المحلية والخليجية والعربية المعروفة على شبكات التواصل الاجتماعي.
في هذا الصدد، تحدثت لـ"العين"، خديجة الحمادي، إدارية تسويق بهيئة الشارقة للكتاب والمشرفة على فعاليات المنصة، تحدثت إلى بوابة "العين" الإخبارية قائلة: "تعد محطة التواصل الاجتماعي إحدى أدوات المعرض للتفاعل مع جمهوره سواءً في العالم الافتراضي، أو على أرض الواقع، فلدينا عدد من البرامج والعروض الموجهة للشباب ورواد شبكات التواصل الاجتماعي تهدف إلى تعزيز مفهوم التواصل الإيجابي، بالإضافة إلى بعض الأنشطة الترفيهية الحية، وتوفر المنصة فرصة مشاركة اللأوقات الممتعة للأهل والأصدقاء من زوار المعرض عبر التقاط صورة ذاتية "سيلفي"، وفرصة لالتقاط أكبر صورة ذاتية "سيلفي" موجودة في القاعة رقم 5 ليبدو الشخص المصور في النهاية مجرد نقطة داخل أروقة المعرض".
وفي إطار برنامج المحاضرات والعروض الموجه لزائري المعرض، قدم حمد راشد الشامسي، أحد أبرز الوجوه المحلية المألوفة على شبكات التواصل الاجتماعية محاضرة تستعرض تجربته الشخصية في العالم الافتراضي، واستهل الشمسي حديثة عن الأثر الناجم عن الممارسات الإيجابية والسلبية لهذا الفضاء من خلال التعريج على صفحته "الخطأ" في تطبيق "إنستجرام"، من ثم أخذ يشرح للحضور عن مدى أثر العالم الافتراضي على حياتنا المعاصرة وما يخلفه من آثار خطيرة، إذا ما أدمنه المستخدم، ليكون أحد أبرز أسباب العصر في جعل الأشخاص أكثر تطلبا ومادية، وفتح باب مقارنة الذات مع الآخرين والشعور بالنقص وعدم الرضى الدائم.
كما ناقش الشامسي مسألة الشائعات وعدم التوثق من الحقائق في العالم الافتراضي ومدى تأثيرها الخطير على الواقع، ليختتم محاضرته بأهمية المحافظة على الهوية والوطنية والتدوين بمسؤولية وإيجابية حتى يكون الفرد فاعلاً ومؤثراً جيداً في من حوله.
ويعد الشامسي وجهاً محلياً بارزاً في شبكات التواصل؛ حيث يزيد عدد متابعيه على موقع "إنستجرام" على 213 ألف شخص، وأكثر من 5 آلاف مغرد في "تويتر"، لتصل مشاهدات على موقع التواصل الخاص بالفيديو ما يربو على 20 ألف مشاهدة للمواد التي يقوم بنشرها.
الإعلامي نور الدين اليوسف، عضو نادي الإعلام الرقمي في دولة الإمارات، تطرق في محاضرة مختلفة إلى التسوق الشخصي للأفراد والمؤسسات على صفحات التواصل الاجتماعي، وكيفية وضع خطة مسبقة للوصول لأكبر عدد من المتابعين على تطبيقات تلك الشبكات. ويقول اليوسف إن التسويق على شبكات التواصل الاجتماعي بات أمراً لا غنى عنه في وقتنا الراهن؛ نظراً لكثافة مستخدمي هذه الأدوات التكنولوجية، ليصبح استقطاب المتابعين أمراً مهماً لتوصيل الآراء والتأثير في الآخر، وأن الأمر بات يتطلب مهارة ومعرفة الأسس التي تكفل ذلك؛ حيث أمست شبكات التواصل صورة حية وموثقة وتفاعلية عن فكر الأشخاص والمؤسسات وتعكس جانباً كبيراً من شخصياتهم للغير.
من هذا المنطلق، أعطى اليوسف نصائح بهدف التسويق الشخصي تتلخص في تحديد الشخص لأهداف معينة من الشبكات، والعمل على هذه الأهداف من خلال خطة مدروسة تترجم بصور وتعليقات على تلك المنصات، واختيار الموضيع المتعلقة بهذا الهدف والعمل على تطويرها باستمرار في إيقاع مستمر وثابت من خلال التواصل الدائم مع متابعين.
في السياق، باتت شبكات التواصل عالماً حقيقياً موازياً لواقعنا، ويمكن من خلالها تحقيق العديد من الأهداف الإيجابية إذا ما استخدمت بمسؤولية، لكن تظل السلبيات أمراً لا يمكن تجاهله، لذا قدمت المحطة لزوار معرض الشارقة الدولي للكتاب محاضرة حول ظاهرة التنمر الإلكتروني على تطبيقات التواصل الاجتماعي، وكيفية مجابهته من خلال استضافة أسماء الجناحي، عضوة نادي الإعلام الرقمي في دولة الإمارات، التي أكدت بدورها أن العدوان الإلكتروني على الأشخاص والهيئات بات أمراً شائعاً ومتكرراً على الشبكات، ويعد السبب الرئيسي فيه ضيق الأفق والعنصرية، وعدم تقبل الآخر المختلف والحقد والغيرة والرغبة في تشويه السمعة.
سلبيات هذا الفضاء لم تقتصر على الأفراد وحسب، بل طالت المؤسسات كذلك، وهو ما أفردت له المحطة موضوعاً موسعاً حول إدارة الأزمات على شبكات التواصل من خلال استضافة مروان النمر، المدير التجاري في شركة سوشيال أيز المتخصصة في إدارة حسابات الهيئات على شبكات التواصل، وشرح مروان مدى تأثير الفضاء الرقمي على صورة المؤسسات الكبيرة وكيف يمكن من خلال إدارة تطبيقات الشبكات تحقيق أرباح طائلة أو خسائر فادحة.