أحمد بن حمدون.. سقطرى تخسر أحد قادة نهضتها
منذ تعيينه منتصف 2017 قاد ابن حمدون شراكة نموذجية مع مؤسسة خليفة بن زايد للأعمال الإنسانية أثمرت مشاريع استراتيجية لتطوير سقطرى.
شكّل رحيل محافظ أرخبيل سقطرى أحمد عبدالله بن حمدون السقطري، خسارة وطنية فادحة للشارع اليمني، فيما اعتبر نشطاء سقطريون على وسائل التواصل الاجتماعي موته بمثابة إعصار ضرب الجزيرة دون سابق إنذار.
وكان السقطري، أحد أبرز رجالات الدولة اليمنية الذي سخرّوا كل جهدهم لتطوير بلدهم من على أرض الميدان، وحتى غيّبه الموت بشكل مفاجئ، ظهر الجمعة، عقب إصابته بذبحة صدرية.
ووفقا لمصادر طبية لـ"العين الإخبارية"، فقد فارق المحافظ السقطري الحياة، في مستشفى "خليفة بن زايد"، بمديرية حديبو، والذي أسعف إليه قبل منتصف نهار الجمعة.
وأثار موت "ابن حمدون" المفاجئ صدمة في الشارع السقطري، فالراحل من مواليد 20 مايو/أيار 1975، وكان يتحرك منذ تعيينه محافظا للجزيرة، مثل خلية نحل، ولديه 10 من الأولاد، وفقا لمقربين منه لـ"العين الإخبارية".
ويعد أحمد بن حمدون ثالث محافظي أرخبيل سقطرى منذ الإعلان عنها كمحافظة مستقلة في العام 2014، حيث تم تعيينه بقرار جمهوري من الرئيس عبدربه منصور هادي، منتصف العام الماضي، خلفا للواء سالم السقطري.
وأعرب الرئيس اليمني هادي، ونائبه علي محسن صالح، ورئيس الحكومة أحمد عبيد بن دغر، عن حزنهم لرحيل المحافظ السقطري، وقالوا في برقيات عزاء منفصلة لأسرته، إنه كان "مثالا للاجتهاد والتفاني في عمله لخدمة أبناء المحافظة ورعاية مصالحهم المعيشية والحفاظ على أمن واستقرار المحافظة".
واعتبرت قيادات الدولة اليمنية، رحيل السقطري بأنه "خسارة وطنية كبيرة في الظرف الصعب الذي تعيشه اليمن".
وعلى الرغم من رحلة عمره القصيرة، إلا أن المحافظ السقطري تقّلد عددا من المناصب الحكومية، حيث عمل أمينا عاما للمجلس المحلي لمديرية حديبو، وهي عاصمة محافظة أرخبيل سقطرى.
كما تقلد السقطري، مهام خارج نطاق الجزيرة، حيث عمل مديرا عاما لمديرية "القناوص"، التابعة لمحافظة الحديدة، غربي اليمن.
وبالإضافة إلى نشاطه كرجل دولة، كان الراحل صاحب بصمة كبيرة في العمل الحزبي، كان عمل عضوا في اللجنة الدائمة لحزب المؤتمر الشعبي العام، الذي كان يتزعمه الرئيس الراحل علي عبدالله صالح.
ويشعر الشارع السقطري بفداحة رحيل المحافظ السقطري الذي عمل خلال زمن قياسي على قيادة نهضة سقطرى، وتطبيع الحياة فيها بمختلف الجوانب.
وخلال الأشهر الماضية، قاد الراحل ابن حمدون، شراكة نموذجية مع مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الخيرية، أثمرت عن مشاريع استراتيجية في تطوير سقطرى بمختلف الجوانب.
وأمس الأول الأربعاء، أثمرت تحركات الراحل ابن حمدون، عن عودة رحلات الخطوط الجوية اليمنية إلى الجزيرة، بعد انقطاع دام 3 سنوات، ومعاناة سكان الجزيرة في التنقل بحرا، وذلك بواقع رحلة واحدة كل أربعاء من مطار سيئون في محافظة حضرموت، شرقي البلاد، إلى مطار سقطرى.
وكان الراحل ابن حمدون، يستعد لمشاهدة ثمرة جهوده على شكل مشاريع في سقطرى، وذلك مع اقتراب افتتاح مشاريع نوعية، على رأسها تطوير ميناء المحافظة، بدعم من مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، لكن الموت لم يترك له الفرصة لمشاهدة الحلم يتحول إلى حقيقة.
وبدعم من مؤسسة خليفة، سيتم توسع رصيف ميناء سقطرى بواقع 110 وتسويره وإنارته، الإضافة إلى سفلتة الرصيف بشكل كامل، وتدشين العمل في الرفعة المتحركة بقوة 100 طن، وافتتاح إدارتي الميناء وجمارك الميناء بعد صيانته وتأهيله.
وإضافة إلى المشاريع التي شهدتها الجزيرة في عهده وخصوصا ميناء ومطار سقطرى ورصف الطرقات، سعى المحافظ الراحل ابن حمدون، إلى إعادة الوجه الجمالي للجزيرة، حيث وجه بإزالة عمليات البناء العشوائي في شوارع المحافظة والتي تشوه جمال الجزيرة، كما عمل على تعزيز الرقابة على المتنفسات العامة.
aXA6IDE4LjE5MS4yMDAuNDcg جزيرة ام اند امز