لحظات تمر على المرء يحتار فيها من أين يبدأ قوله، ومن أين يبدأ مقاله، وهل يبدأها بجملة اسمية أو بجملة فعلية
تمر على المرء لحظات يحتار فيها من أين يبدأ قوله، ومن أين يبدأ مقاله، وهل يبدأها بجملة اسمية أو بجملة فعلية، وهل يُفضّل أن يبدأها بالمبتدأ، أم يبدأها بالخبر، وذلك رغبة منه في زيادة قوة التأثير ولحن القول، وهذا ما تعلمناه من (قوة تأثير الكلمة).
فالكلمة هي مفتاح كل شيء.. والكلمة مبدأ كل شيء.. الكلمة بها تحيا النفوس وبها تموت.. الكلمة سر الحضارة وسر الخراب.. الكلمة نور وضياء...أو ظلمة وسواد.. ففي البدء كانت الكلمة.. الكلمة هي القوة الحقيقة التي تحمل معاني الأشياء ودلالاتها..
لذا فإن كُل هذا العجبُ وهذه الحيرة المحيطة بكاتب هذه السطور لأن مقال اليوم شأنه عظيم ليس كأي مقال سابق اعتاد كاتب هذا المقال أن يكتبه.
وقبل أن يكون شأن المقال عظيماً... فإن موضوع المقال أعظم... وشأن فيمن كُتبَ فيه المقال أعظم وأعظم..... والأعظمُ من ذاك كلّه هو (جُرمُ من كُتب فيه المقال... وأعني هنا صراحة ودون مقدمات... قناة (الجزيرة)..... وعلاقتها وارتباطها بـ(قطر) الدولة (شبه الجزيرة)...
هذه القناة (الجزيرة) في كل شيء... الجزيرة في تأسيسها... الجزيرة في فكرها... الجزيرة في أيدولوجيتها... الجزيرة في خُبثِ أدواتها ونياتها.... والجزيرة في ضررها وفِي إرهابها...
هي (الجزيرة) جغرافيا... وتاريخيا... وعمقا... وانتماءً لامتها... وولاءً لشعبها العربي... (الجزيرة) في خروجها الدائم (المتعمد والخبيث) خارج الصف العربي...
واستيضاحاً للأمر فإن المقصود عموماً بكلمة (الجزيرة)... وفق تعريف (المعجم الوسيط)... فإن تعريف (الجزيرة).... (هي قطعة من الأرض التي تحيط بها المياه من جميع الجهات، وسمِّيت بذلك لانقطاعها عن معظم الأرض).
ووفقا لهذا التعريف فان (أي جزيرة) قد تختلف تضاريسها الجغرافية عن باقي الأرض المحيطة بها، وقد يختلف حال الطقس بها، وقد تختلف طبائع ساكنيها عن باقي الأرض المحيطة بها، وقد تتفاوت هذه الاختلافات وفقا لعوامل عدة منها مدى قرب والتصاق هذه (الجزيرة) بباقي الأرض المحيطة بها، ومدى تفاوت تضاريسها عن باقي اليابسة المحيطة بها.
ومن خلال الربط بين (الجزيرة) القناة وبين (شبه الجزيرة) الدولة، أو بمعنى آخر (الجزيرة) القناة الإعلامية و(شبه الجزيرة) الجغرافيا، نرى أن الاثنين متطابقان في خصائصهما في معظم الأمور وتكثر بينهما (المتشابهات) وتحوم حولهما (الشبهات)، الأمر الذي جعل معظم ذوي الفتنة كأنهم يحومون حول (حمى الله) في هذا الشأن، مما أوقعهم في محارم الله من القتل والإرهاب.
وفي قراءة موضوعية لهذا الأمر نجد أن التحليل السابق ينطبق تمام الانطباق على (شبه الجزيرة) الدولة و(الجزيرة) القناة من جهة وبين عالمها العربي من جهة أخرى.
حيث إنه واضح للجميع مما لا لَبْس فيه بأن هذا التوأم يعيشان ويمارسان التناوب في أدوارهما بطريقة فائقة التنسيق، وإن كان غالب التنفيذ هو قمة (الغباء السياسي) أو (الانتحار السياسي).
وعودا لقناة (الجزيرة) فإنها تعيش هذا الاسم (نعني واقع مسمى الجزيرة كما تم تعريفه مسبقا)، واقعا وتمارسه عمليا من حيث انعزالها الكامل عن انتمائها العربي والقومي، بل قل الانتماء الإنساني إن شئت.
ويرتكز حديثنا على قناة (الجزيرة) للتعرف على الأبعاد الاستراتيجية التي تسعى إليها وفقاً لمنطقها القائم على عزلتها وانحسار مصدر قوتها في التفريق والتفتيت والتشتيت وإلقاء التهم هنا وهناك.
وإن أي توصيف حقيقي لهذا الوضع يمكن أن نوجزه في أن قناة (الجزيرة)... هي فعلا (جزيرة)...
هي (جزيرة) بانعزالها عن واقعها العربي والقومي...
هي (جزيرة) بتجردها من مشاعرها العربية والقومية تجاه الهموم الحقيقية لواقعها العربي، وليس مجرد التغني بشعارات الكرامة والحريّة... هذه الشعارات التي تكشف واقعا لا مفر منه عن الأمراض النفسية التي يعاني منها منتسبو قناة الجزيرة والذين يعادون دولهم وشعوبهم لا لشيء سوى... خالف تُعرف...
هي (جزيرة) بفكرها الأحادي والذي لا يقبل (الرأي الآخر) ولا يقبل (الاتجاه المعاكس) رغم ما تنادي به من شعارات فارغة... وواقع الحال يثبت ذلك... ويكفي أحد دلالات هذا الأمر (أي الفكر الأحادي المُوجّه) في قناة (الجزيرة) هو إحدى بنود التعاقد بين قناة (الجزيرة) وبين كل من يعمل بها وهو بند (الملكية الفكرية)... وأتحدى أن يحاججنني أي أحد من موظفي قناة (الجزيرة) في ذلك، فكل الشواهد تدل على ذلك...
وينص العقد صراحة بأن كلّ من يوقّع العقد مع قناة (الجزيرة) فإنه ملتزم التزاما كاملا وبكل وجدانه وأحاسيسه ومشاعره بنهج قناة (الجزيرة) وأن يتبنّى ذلك (الفكر الأحادي) مهما خالف معتقداته الشخصية أو الدينية أو الثقافية أو خالف انتماءه الوطني أو القومي، بل وعليه أن يُظهر ذلك علانية على الشاشة وأمام الجمهور، وعليه أن يكون (ملكيّاً) أكثر من الملك نفسه).
ولعلّ هذا ما يفسّرُ لنا تلك الحماسات غير الطبيعية من مذيعي قناة (الجزيرة) تجاه القضايا التي يتبناها الفكر الأحادي في القناة، خاصة في التعامل مع الملف (المصري) تحديداً، ومع ملف (المقاطعة الخليجية والعربية) مع النظام الإرهابي الحاكم في قطر، لأنه كما تبين للجميع بأن مستوى (حماسيات) مذيعي الجزيرة في هذين الملفين كان (over) بزيادة...وأن المذيعين نجحوا بامتياز في تجاوز اختبار (إظهار المشاعر المتّقدة passion)، الأمر الذي يساعدهم في زيادة محصولهم من (الغلّة) أو (الشرهة الأميرية) لهم.
والسؤال الذي يطرح نفسه... أليس هؤلاء المذيعون هم من يتغنون بالحرية ويتغنون باستقلالية المرء، فضلاً عن حرية واستقلالية الدول، ثم ها نحن نراهم هنا في المبنى الصندوقي لقناة (الجزيرة) مجرد أدوات فقدت سيطرتها على نفسها.
وقناة (الجزيرة)... هي فعلا (جزيرة) بتجردها الكامل من عروبتها وإنسانيتها وانتمائها العربي وعدم حياديتها الإعلامية وانحيازها الفاضح والمشين لجهة واحدة فقط (جهة شرهات الأمير الوالد أو owner " حمد بن جاسم "...
وهنا يستحضرنا الهدف الرئيسي الذي من أجله تم تأسيس قناة (الجزيرة) أو كما يطلق عليها أظرف وأطيب شعوب الأرض، إخواننا المصريين، حيث يطلقون عليها مسمى قناة (الخنزيرة) في ربط جميل بين تشابه اسم (الجزيرة) مع اسم (الخنزيرة) وقبل ذلك ربط في الصفات والطباع وخبث الجوهر... لذا فإن المصريين يعتقدون أن حرمة التعامل والتعاطي مع (الجزيرة) هي نفس مستوى حرمة التعامل والتعاطي مع (الخنزيرة)... حيث إن (الخنزيرة) محرمة بكاملها... أكلها... وبيع جلدها وعظمها ولحمها وشحمها... وكذلك (الجزيرة) فإنها محرمة كلها... من حيث الاستماع لها أو مشاهدتها أو حتى التعامل معها...
وعودا إلى الهدف الرئيسي لتأسيس قناة (الجزيرة) وهو تفعيل مفهوم (القوة الناعمة أو soft power) في السياسة القطرية، كإحدى الأدوات التي تسعى إليها القيادة القطرية لإثبات الوجود، ومعالجة (عقدة النقص) التي تعاني منها.
"والقوة الناعمة " هو مفهوم صاغه (جوزيف ناي) من جامعة هارفاد الامريكية أكبر منظري العلاقات الدولية خلال العقود الماضية بوصفها (القدرة على الجذب والضم دون الإكراه أو استخدام القوة كوسيلة للإقناع).
وتعني "القوة الناعمة" كذلك (أن يكون للدولة قوة روحية ومعنوية من خلال ما تجسده من أفكار ومبادئ وأخلاق من خلال الدعم في مجالات حقوق الإنسان والبنية التحتية والثقافة والفن كإحدى الأدوات المشروعة، مما يؤدي بالآخرين إلى احترام هذا الأسلوب والإعجاب به ثم اتباع مصادره.)
وفي الآونة الأخيرة، تم استخدام مصطلح "القوة الناعمة" للتأثير على الرأي الاجتماعي والعام وتغييره من خلال قنوات أقل شفافية نسبياً والضغط من خلال المنظمات السياسية وغير السياسية.
ويُستخدم مصطلح "القوة الناعمة" حالياً على نطاق واسع في الشؤون الدولية من قبل المحللين والسياسيين.
ووفقا لبعض التقارير فإن الولايات المتحدة تتبوأ حاليا المركز الأول تليها ألمانيا ثم المملكة المتحدة واليابان وفرنسا وسويسرا وأستراليا والسويد والدنمارك وكندا.
وعوداً الى تأسيس قناة (الجزيرة) فإن الهدف الرئيسي كان هو كما ذكرنا هو تفعيل (القوة الناعمة) في السياسة القطرية، حيث إنه كانت الرغبة القطرية في إيجاد (منفذ شرعي) إلى أفئدة ووجدان الشعوب والدخول إلى (بيت بيت... وبلد بلد... وحي حي... وزنقة زنقة في كل نطاق المجتمع العربي... وتفكيك أواصره على نارٍ هادئة وبنفس طويل... وأن تكون القناة (منبر من لا منبر له) ويكون تركيزها من خلال سيرها في (الاتجاه المعاكس) لما فيه مصلحة الشعوب العربية... وأن تكون قناة (الجزيرة) معول هدم في جسد الأمة العربية توافقا مع نهج (شبه الجزيرة) الدولة.
ووفق ما صرح به فيصل القاسم لبرنامج ٦٠ دقيقة بأن قطر (شبه الجزيرة) تفخر أمام العالم ما تتغنى به من خلال وجود قناة (الجزيرة).
ويمكن تأكيد أن قناة (الجزيرة) هي فعلا (جزيرة) بانفصالها الوجداني والعاطفي عن أمتها وعروبتها وفق النقاط التالية:
1. ما تعرضه قناة (الجزيرة) بشكل دائم وفق ما يتفق مع الأجندة المعتمدة من (تنظيم الحمدين) وذلك بعد اعتماده النهائي من كبيرهم الذي علمهما السحر (عزمي)، هذه الأجندة لو تم التدقيق فيها بتجرد عاطفي نجد أنها ترتكز أساسا على تأجيج مشاعر الناس واللعب على تأليب مشاعر الشعوب العربية تحديدا فيما بينها من جهة وفيما بين حكامها من جهة أخرى.
2. قيام قناة (الجزيرة) بتضخيم مواقف صغيرة أو أحداث عفوية تمر بها البلدان العربية وإعطائها أكبر من حجمها المستحق، فلو رأت طفلاً في الشارع ينام، جعلت الشعب كله ينام في الشارع، ولو مجموعة تمشى في شارع عرضه مترا ونصف صوّرت الأمر على أنه خروج جماهيري يزلزل الأرض ويدك الجبال، (وقد أثبتت شواهد عدة على هذا الأمر).
3. التأكيد على عدم مهنية قناة (الجزيرة) من خلال تركيزها على دول بعينها، بل تركيزها على دولة بعينها، هي مصر ونقولها صريحة، بأن تركيزها على (مصر) لأنها أس العرب وأساس قوتهم، فهي الملاذ عند الملمات وهي الحصن عند النكبات، وغاية (الجزيرتين... الدولة والقناة) وهدفها هي تقويض هذه الدولة العربية العريقة التي يفخر بها كل إنسان فضلاً عن كل عربي، ولعل ما يؤكد ذلك هو عدم وجود تغطيات إعلامية واسعة لمقاطعات دولية متعددة ومشابهه لمقاطعة قطر(شبه الجزيرة) ولم تتعامل قناة (الجزيرة) معها بهذا التفاعل المسعور الذي تفاعلت به مع مقاطعة قطر. حيث إن (الجزيرتين) استنفرت (بقضّها وقضيضها) تجاه هذه المقاطعة العربية المشروعة.
4. ممارسة قناة (الجزيرة) لمفهوم (الاستهبال الإعلامي) أو (العبط الإعلامي) فيما يخص تغطية الأحداث في دولة المقر (شبه الجزيرة)، وهذا التجاهل ما هو الا (استهبال وعبط) متعمد، إما تأكيدا لممارسة مفهوم (القوة الناعمة) أو خوفاً من (زعل الأمير الوالد) أو (owner حمد بن جاسم) أو (بابا عزمي)، الأمر الذي ينتج عنه إلغاء الإقامات وتصعيدهم أول طائرة، لذا فإن (خنفر) وصحبه آثروا السلامة (وكبّروا أدمغتهم ووساداتهم، وقرروا أن يأكلوا "عيش")، لذا فإننا نجد أن (الجزيرة) لا تتناول على الإطلاق المشاكل الداخلية لـ(شبه الجزيرة) أو تتناول ما يتعلق بحقوق المواطن القطري الذي لا صوت له ولا يمكنه أن يعبر عن رأيه فيما يدور من أحداث.
5. ممارسة (الجزيرة) لمفهوم (فرق تسد) بين الشعوب العربية وحكامها لذا فإن الخطاب الإعلامي الذي تحاول (الجزيرة) بثه وتعزيزه وترسيخه في الوجدان العربي هو خطاب كراهية وغل وحقد بين الدولة والمجتمع، بين الحكام والمحكومين، من خلال إظهار بعض السلبيات التي لا يخلو منها أي مجتمع مهما كان مستوى الفضيلة والأخلاق فيه، كما أنها تعزز هذا الخطاب بالتركيز على أفراد بعينهم يحملون في قلوبهم حقداً أسوداً على بلادهم، وهو منطق يخالف ما تدعو (الجزيرة) ذاتها إليه، ولو أنها كانت صادقة في دعواها أنها تنقل الحقيقة لوجب عليها أن تنقل الصورة كاملة شاملة بكل إيجابياتها وسلبياتها، ولعل ما يؤكد ذلك هو ممارستها لأسلوب قطع الحوار عند وجود رأي مخالف لتوجهها التدميري من خلال العبارة المشهورة (انتهى الوقت).
6. من النقاط التي تهز مصداقية (الجزيرة)، أنها غالباً ما تُمارس اُسلوب (اللعب من تحت الطاولة)، بمعنى هي من تختار ضيوفها، خاصة في حالات (الرأي والرأي الآخر) حيث إنها تتعمد أن تأتي بأناس ضعفاء غير مؤهلين في مواجهة أشخاص لهم من لحن القول وعذبه ما يفوق غيرهم، ويحمل رؤية (الجزيرة) ويكون هادئاً واعياً بما يقول، معه معلوماته ومراجعه، أو بتعبير شعبي (مذاكر كويس وبالتالي فإن الحوار يكون في النهاية (الرأي والرأي نفسه).
7. ولعل الأحداث التي تمر بها منطقة الخليج العربي وموقف دول المقاطعة العربية من (شبه الجزيرة) هو ما نزع عن قناة (الجزيرة) ورقة التوت الأخيرة التي كانت تغطي سوأة (الجزيرة)، وسوأة مذيعيها، فأصبحت قناة (الجزيرة) ومذيعوها (عراةً) أمام الشعب العربي كله، وذلك من خلال انحيازها الكامل والمعلن والمكشوف (والمسعور) لصالح دولة (شبه الجزيرة)، ربما خوفا من ضياع لقمة العيش أو طمعا في (الشرهة الأميرية).
وما نخلص إليه من تحليلنا لهذه العلاقة المركبة بين (الجزيرتين) الدولة والقناة، أن الطبيعة الجغرافية للدولة (شبه الجزيرة) أثرت تأثيراً مباشراً وبنيوياً على أداء قناة (الجزيرة) مما جعلها تدخل في شبكة معقدة من الحسابات لا مخرج منها إلا أن تتحرر من هذه الحسابات جميعاً، وأن تجذر ذاتها على أرض صلبة مرجعها وأساسها محيطها الخليجي أولاً، والعربي ثانياً، وذلك حتى تكون في منأى من أية أطماع أو استغلال.
ونقول لـ(الجزيرة)، لا ينكر أحد تميز أداء مذيعيكم وحرفيتهم في الأداء وقوة البيان ومخارج الحروف لديهم والتفاعل الوجداني مع الكلام الذي يقولونه ونجاحهم في (لغة الجسد وتعابير الوجه)، ولا ينكر أحد عليكم التجهيزات الفنية الضخمة والاحترافية في نقل الأحداث، ولا ينكر أحد عليكم حجم الإنفاق الخيالي على إنتاج وإعداد المواد الاعلامية والفيلمية، ولا ينكر أحد عليكم مدى تميزكم في وجودكم في قلب الأحداث في معظم الأماكن على مستوى العالم، لذا فإننا نأمل منكم....
ألا تنكروا علينا مدى الدمار والخراب والتشريد والقتل والإرهاب الذي تسببتم فيه،
ولا تنكروا علينا مدى الشرخ العاطفي الذي سببتموه بين الشعوب العربية وقادتها...
ولا تنكروا علينا مدى الجرح الذي طعنتم به أمتكم العربية من خلال ما أنعم الله به عليكم...
ولا تنكروا علينا اهتزاز ثقة المواطن العربي في معظم الأجهزة والقنوات الإعلامية العربية وذلك بسبب (طفولية) بعض هذه الأجهزة أو عدم نضجها الإعلامي أو ممارستها لأسلوب (خلينا ناكل عيش) على حساب المصداقية والولاء والانتماء العربي.
وأقول لـ(الجزيرة)... بأن الأيام دول، وكما تدين تُدان، وإن كُنتُم تفاخرون بأنكم دعاة (الحرية وناصري المظلومين)، وأن دول (المقاطعة العربية) تطالب بوقف (الجزيرة) غيرة منكم، فنقول هذا مردود عليكم، فمستوى CNN وBBC يفوق مستواكم وخبرتهم تفوقكم وطرحهم أقوى منكم، لكن رغم ذلك فإن لها وجودا ولها قبول رسمي وشعبي، وهي لها تراخيص رسمية في عدة دول، حيث تفرغت (للإعلام فقط ولا شيء غير الإعلام).
وأخيراً أذكّر (الموظفين المسلمين) من قناة (الجزيرة) بحديث سيد البشر صلى الله عليه وسلم الذي يقول فيه (لَنْ يَزَالَ المُؤْمِنُ فِي فُسْحَةٍ مِنْ دِينِهِ، مَا لَمْ يُصِبْ دَمًا حَرَامًا).
وصور القتل متعددة قد تكون بالقتل المباشر باليد أو السلاح، وقد تكون أمرا شفهيا أو كتابيا للآخر بالقتل، وقد تكون إيماءة، وقد تكون تغريدة وقد تكون تحريضا على الخراب والدمار وقد تكون تهييجا، الأمر الذي ينتج عنه الفوضى والقتل والدمار، وَمِمَّا يعتقده كاتب هذه السطور ويدين الله عز وجل به (أن قناة الجزيرة وموظفيها ومذيعيها ساهموا إسهامات مباشرة وغير مباشرة في القتل والفوضى والدمار والتشريد الذي يعاني منه عالمنا العربي هذه الأيام، وأن الله سوف يكون حسيبهم يوم القيامة فيما سببوه من دمار وقتل وتشريد).
ونذكرهم بقول الشاعر
ما من كاتب إلا سيفنى.... ويبقي الدهر ما كتبت يداه
فلا تكتب بكفك غير شيء.... يسرّك في القيامة أن تراه...
آهات وآهات تخرج من عمق صدور العرب تجاه ما يحدث في عالمنا العربي من خلال شاشات إعلامية يديرها أبناء جلدتنا ويجلدون بها (جلود) أمتهم العربية، وهي التي علمتهم وربتهم وكبرتهم، فعادوا ينخرون في جسدها...
انتهت كلمات كاتب هذه السطور... ولم تنته همومه... ولن تنتهي طالما يوجد من بني جلدتنا على شاكلة (الجزيرتين)....
طبتم وطابت أوقاتكم بكل خير
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة