صحة
فيديو: شبكية للعين تعمل بالطاقة الشمسية.. أمل جديد للمكفوفين
ابتكر فريق من العلماء شبكية جديدة للعين تعمل بالطاقة الشمسية تساعد على تحسين المجال البصري للمكفوفين بعد زراعتها.
وتوصل العلماء إلى ابتكار جديد قد يمكن المكفوفين من استعادة درجة معينة من الرؤية بعد زراعة شبكية تعمل بالطاقة الشمسية، ما سيؤدي إلى تحسين نوعية الحياة لأولئك الذين فقدوا بصرهم، وفقاً لموقع "Study Finds" الأمريكي.
ونقل الموقع، في تقرير نشره السبت، عن دييجو جيزي، من كلية الهندسة التابعة للمعهد السويسري الفيدرالي للتكنولوجيا القول إن "الشبكية التي يتم زراعتها حالياً تؤدي لنتائج سيئة للغاية، ولا يزال مرتديها يعتبرون مكفوفين من الناحية النظرية، وذلك لأنه حتى يتم وصفهم بأنهم يعيشوا حياة طبيعية، فإنه يجب أن يستعيد الحاصلين على شبكيات صناعية مجالاً بصرياً لا يقل عن 40 درجة، ولكنه في الواقع لا يتعدى الـ20 درجة فقط".
وأشار الموقع إلى أن الشبكية الجديدة التي توصل لها العلماء لاسلكية ومرنة وتحتوي على وحدات بكسل كهروضوئية، ما يجعل المكفوفين يتوقعون نتيجة أفضل بشكل ملحوظ حيث سيحصل الأشخاص الذين سيقومون بزرعتها على مجال بصري يصل لـ46 درجة.
وتابع الموقع: "تحتوي نماذج الشبكية الصناعية الحالية على أقطاب كهربائية تغطي سطح الشبكية والتي تحفز الخلايا الحساسة للضوء وفقاً لكمية وطول موجة الضوء التي تصل إليها، ويتم توصيل الأقطاب الكهربائية بزوج من النظارات المسؤولة عن التقاط الضوء، فيما تحتوي النظارات على كاميرا متصلة بكمبيوتر صغير، ويتم توجيه الضوء الذي يدخل النظارات إلى الكاميرا التي ترسل الصور إلى الكمبيوتر الصغير، والذي يحول الصور بعد ذلك إلى إشارات كهربائية لإرسالها إلى الأقطاب الكهربائية".
ولفت الموقع إلى أن الشبكية الجديدة تتضمن أيضاً استخدام الكاميرا والنظارات إلا أن وحدات البكسل الكهروضوئية تحل محل الأسلاك فيها، ولتوسيع المجال البصري، فقد قرر الفريق زيادة مساحة السطح، وهو ما ساعد في تحسين جودة الصورة، وتحفيز المزيد من الخلايا الحساسة للضوء في شبكية العين، وهو الأمر الذي سيؤدي لتوسيع مجال الرؤية".
من جانبه، قال الباحث في التجربة، التي نُشرت نتائجها في مجلة "نيتشر" العلمية، نايج تشينيس: "هذا يعني أيضاً أنه يمكننا زيادة عدد وحدات البكسل الكهروضوئية، ما يؤدي إلى زيادة حدة الصور".
وأضاف: "كانت الشبكيات السابقة أصغر حجماً بسبب القيود الجراحية، إذ أنه يجب أن يكون الجرح صغيراً قدر الإمكان لتجنب إتلاف الأنسجة، ومن أجل تجاوز ذلك، قمنا باختيار مادة مرنة قابلة للطي أثناء الزرع، ما يسمح للجراحين بزرع النموذج الأكبر دون عمل شق أكبر".
كما نقل الموقع عن مارتا أيراجي ليكاردي، وهي أحد أعضاء الفريق، قولها: "قمنا باختيار مادة البوليمر الشفافة غير السامة والتي تستخدم على نطاق واسع في جميع أنحاء المجال الطبي، وبالنظر لأن البوليمر مرن، فإنه يمكن أن تنحني الشبكية مع انحناء العين وتكون على اتصال أكبر بالعقد الشبكية".
وأوضح الموقع أنه تم استخدام وحدات البكسل الكهروضوئية، التي تعمل بالطاقة الشمسية، حيث تعمل هذه الوحدات على توليد التيار الكهربائي الذي كانت تنتجه الأقطاب الكهربائية في الشبكيات السابقة، كما أن هذه الوحدات لا تحتاج إلى مصدر خارجي للطاقة للقيام بذلك، إذ تقوم الكاميرا بتكبير الضوء لإرساله إليها، وذلك بدلاً من تحويله إلى إشارات كهربائية.
وأثبتت الاختبارات الأولية نجاحها لأن الشبكية لم تكن سامة للجسم، كما أنها ساعدت في تحسين الرؤية بشكل ملحوظ عند الزرع، ومن المقرر أن يختبر الباحثون الآن النموذج الأولي في تجربة أخرى سيحددون خلالها المدة اللازمة لزراعة الشبكية، وتقول ليكاردي: "سيكون من المثير للاهتمام أن نرى كيف يتكيف البشر جيداً مع هذه الطريقة الجديدة في الرؤية، والتي تختلف عن رؤيتنا الطبيعية".