العواصف الشمسية تهدد محصول الفستق
حذّر خبراء من أن العواصف الشمسية القوية قد تشكل تهديدا كبيرا على الزراعة في جنوب شرق الولايات المتحدة، لا سيما محصول الفستق.
وتعتمد زراعة هذا المحصول بشكل كبير على أنظمة "جي بي إس" دقيقة للغاية لتحديد مواقع الزراعة والحصاد تحت الأرض، والتي يمكن أن تتأثر بالعواصف الشمسية.

وحدثت التحذيرات عملياً في مايو/أيار 2024 خلال ما يُعرف باسم عاصفة "جانّون جي 5 "، وهي أقوى عاصفة مغناطيسية أرضية خلال أكثر من 20 عاماً، ما تسبب في ظهور الشفق القطبي بشكل مذهل، وتسبّب أيضاً في تشويش أجهزة "جي بي إس" في الجرارات الزراعية، ما أدى إلى ارتباك أنظمة التوجيه التلقائي، بما في ذلك توقفات مفاجئة، اهتزازات، ومشاكل في التوجيه.
وبالنسبة لمزارعي الفستق، كانت هذه الفترة حاسمة، حيث تعتمد زراعة وحصاد المحصول على دقة القياسات الفلكية الحية التي تصل لدقة أقل من سنتيمتر واحد.
وأشار الخبير الزراعي تيري غريفين إلى أن أي خلل في "جي بي إس" أثناء الزراعة أو الحصاد يمكن أن يؤدي إلى خسارة 11% من الإنتاج، مع ما يعادل أكثر من 262 ألف طن من الفستق في أسوأ السيناريوهات، بما يعادل أكثر من 100 مليون دولار من الإنتاج.
ويقترح غريفين تطوير تنبؤات قصيرة المدى لعواصف الفضاء، لإبلاغ المزارعين بمدة انقطاع "جي بي إس"، ما يسمح لهم باتخاذ القرار الأمثل، وهو هل يستمرون في الزراعة رغم الخلل أو الانتظار لتجنب الخسائر. ويقدّر أن مثل هذه التنبؤات يمكن أن توفر حوالي 33 مليون دولار سنوياً لمزارعي جنوب شرق الولايات المتحدة وحدهم.

ومع تزايد النشاط الشمسي المتوقع خلال السنوات القادمة، يرى الخبراء أن التحضيرات لمواجهة تأثير العواصف الشمسية على الزراعة أصبحت أمراً ضرورياً، لا سيما مع اعتماد الحقول الحديثة على الأقمار الصناعية وأنظمة الملاحة الفضائية. كما أن إطلاق أقمار صناعية جديدة مثل "NOAA SWFO-L1"، سيتيح مراقبة أفضل وتنبؤات أكثر دقة لحماية المحاصيل، وخصوصاً الفستق، من المخاطر القادمة من الفضاء.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTU4IA== جزيرة ام اند امز