"إخوان تركيا" وإيران.. روابط خفية فضحتها ذكرى مقتل سليماني
كشفت فاعلية افتراضية نظمتها السفارة الإيرانية في أنقرة عن العلاقات الوثيقة بين الإخوان في تركيا وطهران.
الفعالية كشفت العلاقات الوثيقة بين حزب السعادة الإخواني من جانب، وطهران والحرس الثوري من جانب آخر.
وذكر موقع "نورديك مونيتور" السويدي أن السفارة الإيرانية في أنقرة نظمت فاعلية افتراضية في ذكرى مقتل الإرهابي قاسم سليماني، فضحت الصلات الوثيقة بين حزب السعادة التركي، المحسوب على تنظيم الإخوان، وإيران وحرسها الثوري.
وشارك حسن بيتميز، نائب رئيس حزب السعادة، الذي أسسه رئيس الوزراء السابق نجم الدين أربكان، في الفاعلية التي نظمتها السفارة الإيرانية، السبت الماضي؛ لإحياء ذكرى مقتل الإرهابي قاسم سليمان؛ قائد فيلق القدس، بمليشيا الحرس الثوري الإيراني.
وفي أعقاب الانتقادات لخطوته، قال "بيتميز" لصحيفة "الإندبندنت" البريطانية في نسختها التركية، إنه التقى مع سليماني مرتين، عامي 2011 و2014.
وطبقًا للصحيفة نفسها، وجه حزب السعادة بيتميز للانضمام إلى الفعالية الإلكترونية التي نظمتها السفارة الإيرانية.
ووفق وسائل إعلام تركية، عرقل عشرات المحتجين الفعالية الافتراضية بالسفارة الإيرانية، إذ انضم المتظاهرون إلى الفاعلية عبر "زووم" التي كان تستهدف إحياء ذكرى سليماني، لكن بدلًا من ذلك رددوا هتافات "سليماني قاتل".
كما غيروا أسماءهم وصورهم إلى لافتات مكتوب عليها "إيران القاتلة" و"سليماني القاتل".
وأجبرت هذه الاحتجاجات السفارة على إنهاء الفاعلية في منتصفها، والتي كان يشارك فيها أيضًا إلى جانب بيتميز: السفير الإيراني إلى تركيا محمد فرازمند، ومسؤولون إيرانيون وأتراك.
وفي حديث مع وكالة "إرنا" الإيرانية، في فبراير/شباط الماضي، احتفالا بالذكرى الـ41 للثورة الإيرانية، قال تيميل كرمولا أوغلو، القيادي بحزب السعادة، إن الثورة في إيران كانت من بين تلك الأحداث التي غيرت مسار العالم، مشيرًا إلى أنها "غيرت المعادلات الإقليمية وخلقت طريقة عمل جديدة بالمجتمع الدولي."
علاقات
وهذه ليست أول مرة يزاح فيها الستار عن العلاقات التي تربط ساسة أتراك بالنظام في طهران، ففي وقت سابق أورد "نورديك مونيتور" تقريرًا تحدث فيه عن وثائق مسربة بشأن التحاق رئيس المخابرات التركية بمليشيا فيلق القدس الإيرانية.
الوثائق التي حصل عليها "نورديك مونيتور"، كشفت أن رئيس المخابرات التركية هاكان فيدان، كان معروفا لعملاء فيلق القدس بقيادة قاسم سليماني قبل مقتل الأخير في غارة أمريكية، مطلع 2020، قرب مطار بغداد بالعراق.
علاقةٌ كشفت وجود رابط بين فيدان وأحد الكيانات الإيرانية خلال عام 1994، حين كان ضابط صف في الجيش التركي، واعتناقه أفكارا معادية للولايات المتحدة الأمريكية.
أفكار يفسرها كلام أحد عملاء إيران بتركيا في إعداده سيرة ذاتية عن فيدان، عُثر عليها في أحد الملفات التي اكتشفتها الشرطة التركية، في إطار تحقيق تجريه حول خلايا فيلق القدس على أراضيها.
وتؤكد تلك الروابط ما كشفته وثيقة استخباراتية سرية تركية بشأن ملاحقة حكومة الرئيس رجب طيب أردوغان لفريق أمني وقضائي شارك في تحقيقات أجريت بشأن نشاط "فيلق القدس"، ذراع العمليات الخارجية التابع لمليشيا الحرس الثوري الإيراني في البلاد.
وقال موقع "نورديك مونيتور" إن الوثيقة التي يعود تاريخها إلى 2 مارس/آذار عام 2017، وموقعة من مصطفى أولوهان بيسال نائب مدير فرع الاستخبارات بالمديرية العامة للأمن التركي، توضح أن الحكومة أرادت تحديد هوية كل عضو من أعضاء الطاقم الأمني والقضائي الذين شاركوا في التحقيقات بشأن نشاط فيلق القدس في تركيا بالفترة من 1 يناير/كانون الثاني 2007 حتى 21 ديسمبر/كانون الأول عام 2013.
وأشار الموقع السويدي إلى أن العديد من المحققين بدائرة الشرطة وأعضاء السلطة القضائية سجنوا بالفعل بسبب فتح تحقيق سري بشأن نشاط فيلق القدس، في ملف القضية الذي أطلق عليه "جيش السلام والتوحيد والقدس"، المدرج منظمة إرهابية في تركيا.