قاسم سليماني يقود اعتداء جديدا على لبنان.. معركة لتحرير متر مربع
قاد قاسم سليماني قائد فيلق القدس الإيراني الذي قتل قبل عامين اعتداء جديدا على لبنان، فيما نشبت معركة لتحرير متر مربع.
وبات ظهور صور رموز إيرانية في إيران أمر يستفز اللبنانيين، ويتسبب في إشكالات واشتباكات مع عناصر مليشيات حزب الله الموالية لطهران.
وفي معرض بيروت للكتاب الذي انطلق أوائل الشهر الجاري، وضع الجناح الإيراني المشارك في فعاليته صورة لقاسم سليماني الذي قتل في غارة أمريكية في بغداد عام 2020.
وسليماني هو قائد فيلق القدس الجناح الخارجي للحرس الثوري، ما يعني أنه تولى لسنوات دعم المليشيات اللبنانية التي تغول دورها ليطغى على مشهد السياسة الداخلية في بلد ينهار على وقع أزمة اقتصادية عميقة فيما ينصرف اهتمام حزب الله إلى تنفيذ الأجندة الإيرانية.
وأمام ما عتبره لبنانيون استفزازا جديدا من حزب الله ودولته الراعية إيران نظم محتجون تجمعا صغيرا وسلميا أمام الجناح الإيراني للإعراب عن الاستياء من رفع صورة سليماني العسكري في قلب فعالية ثقافية.
وندد المتظاهرون بـ"الاستفزاز" الإيراني ورددوا شعارات مناوئة لدور طهران في بلادهم، منها "بيروت حرة حرة إيران تطلع بره (تخرج من البلاد)".
وردا على الفعالية الاحتجاجية قاد أنصار حزب الله المنتشرين في محيط الجناح الإيراني بالاعتداء على النشطاء المحتجين على نحو وصف بـ"الوحشي"، وطردوهم من المعرض، بحسب عدد منهم.
وقال شفيق بدر أحد النشطاء الذي تعرضوا لاعتداء حزب الله لـ"العين الإخبارية": "اعتدوا علينا بالضرب والإهانات وعبارات التخوين والعمالة لرفضنا صورة سليماني ووجود حزب متّهم بقتل الرئيس الشهيد رفيق الحريري وقتل لقمان سلمان".
ورفيق الحريري هو رئيس وزراء البنان الأسبق الذي قتل في عملية اغتيال عام 2005، وأدانت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان قياديا في حزب الله في العملية التي نفذت بتفجير هائل في العاصمة بيروت.
وأوضح بدر قائلا: "كنا نريد صور شهداء المرفأ في الداخل ولا نريد صور من قتلوا خارج لبنان"، لافتاً إلى أنّ "الشبّان (أنصار حزب الله) سرقوا هواتفنا مثلما سرقوا الوطن".
ويشير الناشط اللبناني إلى الانفجار الهائل الذي وقع في لبنان العام قبل الماضي في مرفأ بيروت وقتل نحو 200 شخص وأتى على نصف العاصمة، بفعل ما يعتقد أنه انفجار مادة نترات الأمونيوم التي لا تزال الشكوك تحوم حول حزب الله بشأن تخزينها بطريقة غير آمنة في عنابر المرفأ.
وقبل معركة قاسم سليماني رفض أعضاء حزب الله قيام أحد فرقة "بيكار بيروت" الموسيقية من عزف الموسيقى وإنشاد الأغاني الوطنية، ولكن بعد تفاعل الموجودين في المعرض ورفضهم السلوك المليشياوي، تم قطع الكهرباء ما أثار إشكالات كبيرة.
ولاقى الاعتداء على الناشطين حملة رفض واسعة على وسائل التواصل الاجتماعي، واستنكر عدد كبير من الناشطين سيطرة المليشيات وثقافة الموت على معرض ثقافي يهدف إلى إبراز وجه بيروت الحضاري والمسالم.
وقال الكاتب والمحلل السياسي محمد نمر كل "التضامن مع الناشط شفيق بدر بوجه ثقافة الموت. بوجه حزب الله وصور المليشيات".
أضاف: "بوجه الفكر الإيراني الأسود.. بوجه هذا الاستفزاز برفع صورة قاسم سليماني في معرض بيروت العربي الدولي".
وختم: "روحوا (اذهبوا) ارفعوها بإيران... لا مكان لسليماني بيننا (نحن) العرب".
أما الناشط بطرس الخوري فقال إن "ما يحدث في معرض بيروت الدولي للكتاب يؤكد ما وصل إليه الاحتلال الإيراني للبنان".
وأضاف: "سيطرة على المؤسسات السياسية رئاسة وحكومة ومجلس النواب، تعطيل المؤسسة القضائية، سيطرة على السياسة الخارجية، تدمير الاقتصاد والمصارف، تهديد المؤسسات الأمنية، سيطرة ثقافية".
بدوره قال الأديب والروائي فائز قزي: "على دور النشر اللبنانية الانسحاب من معرض الكتاب بعد أن تحول بشكل معيب إلى معرض تحدي لمشاعر اللبنانيين ومعرض صور استفزازية لتمجيد الاحتلال".
وأعلن قزي اعتذاره عن عدم تلبية الناشر توقيع كتابه الأخير "حارس قبر الجمهورية" ضمن فعاليات المعرض.
وعاد معرض بيروت العربي الدولي للكتاب في دورته الثالثة والستين، من 3 إلى 13 مارس/آذار 2022، بعد انقطاع قسري لثلاث سنوات متتالية بداعي جائحة كورونا وتداعيات انفجار 4 أغسطس/آب 2020 والأزمة الاقتصادية.
aXA6IDE4Ljk3LjE0Ljg3IA==
جزيرة ام اند امز