"أتميس" في الصومال.. انسحاب مؤجل ينعش آمال دحر "الشباب"
قبل نحو 9 أشهر، كان الصومال على موعد مع تحولٍ في معادلة الحرب ضد حركة "الشباب" الإرهابية، بولادة قوة جديدة تساعد في تعبيد طريق الاستقرار لهذا البلد.
هي بعثة "أتميس" التابعة للاتحاد الأفريقي التي تشكلت في أبريل/نيسان الماضي، بحوالي 18 ألف جندي، و1000شرطي و70 مدنيا، باتفاق ثلاثي بين كل من الصومال والاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة.
حينها كُتب في شهادة ميلاد البعثة التي صوت على تشكيها مجلس الأمن الدولي أن تنهي مرحلتها الأولى التي تتكون من 2000 جندي، في 31 ديسمبر/كانون الأول المقبل.
تليها مراحل أخرى تبدأ في مارس/آذار 2023، مرورا بسبتمبر/أيلول 2023، ويونيو/حزيران 2024، وصولا إلى ديسمبر/كانون الأول 2024، وفقاً لنص القرار.
مقديشو تطلب التمديد
لكن وبطلب داخلي من الحكومة الصومالية لمجلس الأمن والسلم الأفريقي تم الإعلان، اليوم الخميس، عن تمديد هذه الفترة لستة أشهر أخرى.
وفي بيان صادر عن مجلس الأمن والسلم التابع للاتحاد الأفريقي، اليوم الخميس، جاء أنه "تم تمديد المرحلة الأولى من عملية أتميس حتى 30 يونيو/حزيران 2023، وذلك بطلب من الحكومة الصومالية".
وبحسب ما طالعته "العين الإخبارية" في الموقع الإلكتروني لـ"أتميس"، فقد تم النظر في طلب حكومة الصومال الفيدرالية لتمديد المرحلة الأولى من الجداول الزمنية التشغيلية للبعثة في وقت سابق من الشهر الجاري.
ومنذ تشكيلها، واجهت بعثة الاتحاد الأفريقي الانتقالية مخاطر أمنية وسياسية كبيرة تمثلت في عودة أنشطة حركة الشباب، وضعف قطاع الأمن القومي، وأزمة انتخابية طال أمدها قبل فك عقدتها لاحقا.
ولذلك، لفت مجلس الأمن والسلم الأفريقي إلى أنه طلب توفير تمويل كاف لتغطية فجوة الموارد اللازمة لتمديد المرحلة الأولى.
كما طلب من مفوضية الاتحاد الأفريقي بالعمل بالاشتراك مع الأمم المتحدة والحكومة الاتحادية والشركاء، تقديم تقرير مشترك، في موعد أقصاه 15 فبراير/شباط 2023.
على أن يشتمل التقرير على تقييم تقني للتقدم المحرز، والامتثال للمعايير المتفق عليها، من أجل توجيه مجلس الأمن والسلم الأفريقي بشأن الخطوات التالية في خطة الانتقال.
وإلى جانب ما ذُكر، يجب أن يغطي التقرير مراجعة مراحل الانسحاب، وتوفير متطلبات بناء جيش صومالي قوي قادر على تسلم مسؤولية الأمن نهاية تفويض "أتميس"، بحسب البيان.
وانتهز المجلس الفرصة لدعوة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي إلى النظر في تمويل إضافي لقوة "أتميس"، من أجل معالجة الآثار المترتبة على الموارد على وجه التحديد لتمديد المرحلة الأولى.
وأكد البيان التزام قوات حفظ السلام بالخطة الانتقالية التي تفضي إلى انسحاب نهائي بشكل كامل من الصومال في ديسمبر/كانون الأول 2024.
وجدد المجلس تضامن الاتحاد الأفريقي مع الصومال حكومة وشعبا في تطلعاتهما إلى سلام دائم وأمن واستقرار وازدهار لصالح المنطقة والقارة ككل، وأثنى على الجهود المكثفة التي تبذلها مقديشو في الحرب ضد حركة الشباب، مشجعا إياها على مضاعفة جهودها بنفس القدر.
بيان المجلس لم يذكر الأسباب التي دفعت الحكومة الصومالية إلى طلب تمديد المرحلة الأولى من عملية أتميس، لكن التوقيت يحمل دلالات تشي بأن مقديشو تتحسس الخطر المتصاعد لحركة الشباب رغم التقدم العسكري الذي يحققه جيشها.
على أطلال "أميصوم"
وحلّت "أتميس" محل القوة السابقة التابعة للاتحاد الأفريقي (أميصوم) التي انسحبت تدريجيا من الصومال بدءا من عام 2017 وحتى مارس/آذار 2022.
كانت الولاية الأولية للبعثة التي بدأت في عام 2007 وانتهت في 2022 غير عادية، حيث كان عليها أن تتعامل مع الخلل النظامي والمؤسسي والانهيارات الأمنية في الصومال.
كما أنها واجهت تهديدا عسكريا كبيرا من حركة الشباب الإرهابية التي سيطرت على مناطق في وسط وجنوب الصومال، وشمل ذلك الموانئ الرئيسية في كيسمايو ومقديشو.
لكن منذ إنشائها استعادت الحكومة الصومالية 80% من الأراضي التي تسيطر عليها حركة الشباب.