الصومال يدك أوكار «الشباب» مجددا.. ويستعد لـ«العاصفة»
بوتيرة متصاعدة، تعود عمليات الجيش الصومالي للضرب بقوة ضد أوكار حركة «الشباب» في زخم يستبق «عاصفة تحرير» جديدة.
يأتي ذلك بعد نحو ثلاثة أشهر من الهدوء الحذر في الميدان، بهدف ترتيب الصفوف وإعادة تنظيمها، في مؤشر يوحي بانطلاقة جديدة للعملية العسكرية المستمرة ضد الإرهابيين منذ أغسطس/آب 2022.
تحرير 3 قرى
بحسب إذاعة الجيش الرسمية، فإن القوات الحكومية شنت هجوما على مقار لحركة الشباب، واستعادت قريتين تابعتين لمديرية عاد جنوب إقليم مدج وسط الصومال.
ونقلت الإذاعة عن قادة عسكريين ميدانيين قولهم إنهم يواصلون الضغط على حركة الشباب حتى استعادة كامل المناطق.
وبهذا، يرتفع عدد البلدات التي استعادها الجيش خلال أسبوع واحد إلى ثلاث قرى استراتيجية، ما يغير قواعد الاشتباك بالفترة المقبلة في المعارك وسط البلاد.
"أفريكوم" تضرب
بدورها، قالت القيادة العسكرية الأمريكية (أفريكوم) في بيان: "بالتنسيق مع الحكومة الفيدرالية الصومالية، نفذت القيادة الأمريكية في أفريقيا غارة جوية ضد جماعة الشباب الإرهابية بالقرب من جلب (جنوب) الصومال في 17 ديسمبر (الأحد الماضي)".
وأضاف البيان أن "التقييم الأولي للقيادة هو أن أحد مسلحي حركة الشباب قُتل في الغارة ولم تقع إصابات في صفوف المدنيين".
ولفت إلى أن "القيادة الأمريكية في أفريقيا تتخذ تدابير كبيرة لمنع سقوط ضحايا من المدنيين"، مشددا على أن "حماية المدنيين تظل جزءًا حيويًا من عمليات القيادة لتعزيز أفريقيا أكثر أمانًا واستقرارًا"
ووصفت أفريكوم العملية بأنها "خطوة أخرى لهزيمة الجماعة الإرهابية التي تقوض السلام والتنمية في الصومال".
ما قبل العاصفة
وذكرت مصادر مطلعة على جدول أعمال الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود، أن الأخير يخطط للعودة قريبا إلى جبهات القتال، لدفع المعارك وإسناد الجيش معنويا لتحقيق مكاسب ميدانية أكثر حسما خلال الأسابيع الثلاثة المقبلة.
وقالت المصادر لـ "العين الإخبارية" إن الرئيس عازم على عدم إعطاء نفس لحركة الشباب يوفر لها تخطيط وشن هجمات ضد الجيش خاصة في ظل الانسحاب التدريجي لقيادة القوات الأفريقية لحفظ السلام في البلاد.
وتعليقا على التطورات، يرى المحلل العسكري الصومالي العقيد أحمد عبد الله، أن "عودة النشاط العسكري وسط البلاد تسبق عاصفة قادمة لتحرير المدن القليلة المتبقية في جيوب التنظيم".
وفي حديث لـ"العين الإخبارية"، يقول عبد الله إنه "من الضروري حسم المعركة في تلك الجبهة بأسرع وقت ممكن للنأي عن ظروف استنزاف تحاول الحركة الإرهابية فرضها على الجيش".
وأكد ضرورة "توافر غطاء جوي أكثر كثافة من قبل الأصدقاء الدوليين"، مشيرا إلى أن العملية التي نفذتها أتميس (البعثة الأفريقية) تؤكد على جاهزية أفريكوم تقديم المساعدة اللازمة في هذا الإطار".
ويعتبر الخبير العسكري إعادة بعث التعبئة وحشد المقاومة الشعبية المناهضة والعمليات النوعية، عناصر نجاح ضرورية في هذه المعركة نظرا لوفرة العناصر البشرية التي تعطيها تلك الميزة.
وبحسب المحلل العسكري، فإن "إنهاء العام بوضعية هجومية على ثكنات الإرهابيين يخدم أهداف الحرب على رأس العام القادم، ويقضي على أحلام العودة التي تراود مسلحي حركة الشباب في المناطق التي فقدتها جراء العملية العسكرية المستمرة ضدها.
aXA6IDMuMTMzLjE0NS4xNyA= جزيرة ام اند امز