فنادق الصومال.. "مطمع" الإرهاب يفتح شهية التساؤلات
حين تلج إلى الموقع الإلكتروني لفندق "فيلا روزا" في مقديشو، يخبرك بأنه أكثر الأماكن "أمنا" في العاصمة الصومالية مقديشو.
لكن الفندق الذي يقول إنه يتمتع بأجهزة كشف عن المعادن، لم يحمه سوره العالي ولا موقعه الاستراتيجي شديد التحصين من هجوم مسلح شنّه مسلحو حركة الشباب الإرهابية منذ ساعات أمس الأحد وما زال متواصلا حتى اليوم الإثنين.
ولا تزال صورة الهجوم على الفندق المخصص للمسافرين من رجال الأعمال والمنظمات الدولية العاملة في الصومال والدبلوماسيين الدوليين، لم تكتمل الأركان مع استمرار الاشتباكات بين القوات الصومالية ومسلحي الحركة.
لكن حصيلة ضحاياه بدأت على الأقل ترد لوسائل الإعلام بينها "العين الإخبارية" تفيد بوقوع خمسة قتلى حتى كتابة التقرير.
وكثيرا ما يلجأ مسؤولون حكوميون إلى فندق "فلا روزا" لعقد اجتماعاتهم.
هجمات الفنادق..رسائل وتساؤلات
هجمات فنادق في مناطق شديدة التحصين، يُراد منها من قبل الحركة الإرهابية- بحسب مراقبين، تمرير رسائل بأنها قادرة على ضرب أي مكان تريده حتى في الأماكن الأكثر تحصينا.
فالوصول إلى موقع "فيلا روزا" يحتاج إلى تجاوز أكثر من حاجز أمني للحرس الجمهوري والمخابرات والقوات الأفريقية.
اختراقٌ يثير تساؤلات حول كيفية تجاوز هؤلاء الإرهابيين تلك الحواجز ووصولهم إلى المكان.
وتتزامن الهجمات المتصاعدة لـ"الشباب" أيضا مع طلب الصومال مؤخرا من مجلس الأمن والسلم الأفريقي، تمديد المرحلة الأولى من انسحاب قوات "أتميس".
وفي بيان صادر عن المجلس التابع للاتحاد الأفريقي، الخميس الماضي، جاء أنه "تم تمديد المرحلة الأولى من عملية أتميس حتى 30 يونيو/حزيران 2023، وذلك بطلب من الحكومة الصومالية".
ومنذ تشكيلها، واجهت بعثة الاتحاد الأفريقي الانتقالية مخاطر أمنية وسياسية كبيرة تمثلت في عودة أنشطة حركة الشباب، وضعف قطاع الأمن القومي، وأزمة انتخابية طال أمدها قبل فك عقدتها لاحقا.
ويرى مراقبون أن طلب الصومال يكمن في حاجته لتواجد أكبر لهذه القوة الأفريقية التي تشكلت بإجماع من مجلس الأمن الدولي في أبريل/نيسان الماضي، في الوقت الذي يشدد فيه قضبته على الحركة في مناطق متفرقة بالبلاد.