الصومال وكوبا.. عودة العلاقات تكسر قطيعة عقود
بعد 45 عاما من القطيعة، يستأنف الصومال وكوبا علاقاتهما الدبلوماسية في خطوة تشكل منعطفا بالسياسة الخارجية للبلدين.
وأكد وزير الخارجية الصومالي أبشر عمر جامع، أن مقديشو وهافانا اتفقا على استئناف العلاقات الدبلوماسية بعد 46 عاما من قطعها.
وكتب جامع في تغريدة عبر تويتر يقول: "بعد إقامة العلاقات الدبلوماسية بين عامي 1972 و1977، نرحب باستئناف العلاقات الدبلوماسية مع جمهورية كوبا التي يحكمها التعاون والاحترام المتبادل".
وكان سفير كوبا لدى الصومال خوان مانويل رودريغيز واحد من 3 سفراء قدموا، الثلاثاء، أوراق اعتمادهم للرئيس الصومالي حسن شيخ محمود.
والإثنين، التقى جامع بالسفير الكوبي قبل لقاء رودريجيز مع شيخ محمود.
وقال الوزير: “تشرفنا باستلام أوراق اعتماد سفير جمهورية كوبا المعين حديثًا لدى جمهورية الصومال الفيدرالية، السفير خوان مانويل رودريغيز".
ورودريغيز هو أيضا سفير كوبا في كينيا، ويعمل بصفة سفير غير مقيم في العاصمة الصومالية مقديشو.
45 عاما
قطعت مقديشو العلاقات الدبلوماسية مع هافانا عام 1977 أي خلال الحرب بين الصومال وإثيوبيا، وتحديدا حين أرسلت حكومة كوبا بقيادة فيدل كاسترو آلاف الجنود الكوبيين لمساعدة الحكومة الإثيوبية المدعومة من الاتحاد السوفياتي خلال تلك الحرب.
وعلق وزير الخارجية الصومالي السابق، أحمد عيسى عوض، على الخطوة بالقول إن البلدين لا تربطهما علاقات ثقافية وجغرافية، لكنه أضاف أنه لا يمكن إقرار "السجن الذاتي" لما حدث في الماضي.
وقال عوض، في تصريحات إعلامية: "إذا أرسلوا (كوبا) إلينا سفيرا وأرادوا تحسين العلاقات معنا فهذا مكسب".
وأضاف: "لا أعتقد أنه من مصلحتنا استعادة عداء الماضي"، معتبرا أن "الصومال تتمتع حاليا بعلاقات دبلوماسية جيدة مع كل من إثيوبيا وروسيا، وأن صفحات العداء الناتجة عن حرب 1977 طويت".
أزمة الرهائن
باستئناف العلاقات، يرى خبراء أن الملف الرئيسي الذي ستطرحه كوبا هو إطلاق سراح طبيبين من مواطنيها اختطفتهما حركة الشباب شمالي كينيا في أبريل/ نيسان 2019.
وقال عوض إنه عندما كان وزيرا للخارجية في الحكومة الصومالية ما بين يناير ٢٠١٨ ونوفمبر/ تشرين الثاني ٢٠٢٠، اتصل به وزير الخارجية الكوبي برونو رودريغيز باريلا بشأن الرهينتين.
وتابع: "كنت أقول لهم إنهما بأمان ولم يقتلا وأنهما يعملان كأطباء لدى من يحتجزهما".
وأشار إلى أنه أخبر كوبا أن الصومال "سيلعب، بقدر المستطاع دورًا في تأمين الحرية للطبيبين".
ووفق عوض، فإن حركة الشباب لم تقدم أي مطالب رسمية، فيما كانت قد أفرجت في وقت سابق عن أجانب احتجزتهم رهائن بعد دفع مالية كبيرة.
ويراهن الصومال على استثمار العلاقات الدبلوماسية الجديدة مع كوبا لتحسين خدمات الرعاية الصحية وتدريب الكوادر الطبية والاستفادة من قدرات هافانا الهائلة في هذا المجال .
aXA6IDMuMTM3LjE2Mi4yMSA= جزيرة ام اند امز