جنود أمريكيون في الصومال؟.. "العين الإخبارية" تتقصى الحقيقة
تقصت "العين الإخبارية" حقيقة وجود قوات أمريكية في ساحة المعارك الصومالية ضد حركة الشباب الإرهابية.
وكانت وسائل إعلام محلية قد نشرت أنباء انضمام جنود أمريكيين في الحملة العسكرية للجيش الصومالي ضد حركة الشباب الإرهابية المرتبطة بتنظيم القاعدة.
وحملت "العين الإخبارية" الاستفسارات بشأن مشاركة قوات أمريكية في المعارك الدائرة حاليا ضد الحركة الإرهابية في محافظة هيران وسط البلاد، إلى مصادر أمنية وعسكرية مطلعة.
وقالت هذه المصادر إن ضباطا أمريكيين وصلوا إلى تلك المنطقة التي تعد نواة المقاومة الشعبية ضد حركة الشباب لتقديم المشورة إلى المدنيين المنخرطين في الحرب ضد الإرهاب.
ويعني ذلك أن الدعم الأمريكي في الصومال دخل طورا جديدا لتحقيق انتصارات كبيرة في المرحلة المقبلة من العملية العسكرية.
وكانت الحكومة الصومالية أعلنت عن حوافز للعشائر في حال مشاركتهم في المعارك الدائرة ضد الحركة، وقد أسهمت هذه السياسة في تغيير دفة الحرب ضد الشباب في وسط البلاد.
وفقدت الحركة على مدار الشهور الماضية مناطق نفوذ تقليدي كانت هيمنت عليها منذ سنوات.
ونوهت المصادر الأمنية والعسكرية، التي امتنعت عن كشف هويتها، بأن الضباط الأمريكيين أطلعوا قادة المقاومة الشعبية نتائج تقييم المرحلة الأولى من العملية العسكرية وخطط الجولة الثانية من الحملة المرتقبة.
وبحسب المصادر فإن الضباط الأمريكيين قدموا لرجال المقاومة الشعبية تعهدات بتقديم ذخيرة كافية لمقارعة الإرهابيين.
وأكدت المصادر الأمنية أن الأمريكيين لا يلعبون دورا قتاليا مباشرا في الحرب ضد حركة الشباب.
وذكرت المصادر أن واشنطن مقتنعة تماما بدور المقاومة الشعبية الحاسم منذ بدء المعارك، وترى تلك المشاركة ضرورة حتمية في الأدوار المقبلة من الحملة.
ولم يتسن لـ"العين الإخبارية" الحصول على تعليق فوري من الجانب الأمريكي لنفي أو تأكيد ما جاء على لسان المصادر، كما لم يصدر إعلان رسمي عن الجانب الصومالي بشأن الأمر.
الوجود الأمريكي في الصومال
ويعود الوجود العسكري الأمريكي في الصومال إلى أكثر من عقد، وتتمثل مهمة البنتاغون في دعم الجيش الصومالي، خلال معاركه الرئيسية لدحر الإرهاب عبر تدريبات وحدات من الجيش الصومالي وتقديم المشورة، والتدريب، والمعدات والتقنيات الاستخباراتية للحصول على معلومات من داخل الحركات المسلحة.
وتتمركز القوات الأمريكية في 5 قواعد في جالكعيو، كسمايو، بوصاصو، شبيلى السفلى ومقديشو، ولا يتجاوز أغلب عناصر الخدمة العسكرية الأمريكية في الصومال 800 جندي أغلبهم مدربون.
وسحب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في يناير/كانون الثاني 2021 القوات الأمريكية من الصومال قبل أن يعيدها جو بايدن في مايو/أيار الماضي، عقب انتخاب الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود مباشرة.
وتدرب الولايات المتحدة فرقة الكوماندوز في الجيش الصومالي التي تعرف "دنب" وأعادت تأسيسها في 2014، وتضم نحو 2000 عسكري من طراز النخبة، وهي أقوى فرقة في الجيش الصومالي تدريبا وتسليحا، ويتولى إدارتها من حيث الرواتب والتدريبات والمعدات الأمريكيون وفق اتفاق تعاون عسكري وأمني مع مقديشو، تم تجديده في نهاية مارس/آذار المنصرم.
وزار الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود البنتاغون في سبتمبر/أيلول الماضي، وناقش مع وزير الدفاع الأمريكي خطته لدحر الإرهاب التي نالت استحسان واشنطن، وعبرت عن دعمها له ما أدى إلى إعلانه حربا شاملة ضد حركة الشباب في أغسطس/آب الماضي.
وتعتبر واشنطن الداعم الأكبر في الضربات الجوية ضد حركة الشباب عبر أفريكوم التي نفذت نحو 15 غارة جوية استهدفت المجموعات المتطرفة العام الماضي.
وقدمت واشنطن إلى الجيش الصومالي منذ مطلع العام الجاري أكثر من 70 طنا من الأسلحة والذخائر والمعدات اللازمة للجيش.
ويقول المحلل العسكري الصومالي عبدالواحد محمود لـ"العين الإخبارية" إن وجود اتصال مباشر بين الأمريكيين والعشائر اعتراف بأهمية دورهم في دحر الشباب.
ويرى المحلل العسكري أن واشنطن بهذا الدعم تؤمن استمرار زخم المعارك عبر توفير الذخائر لقوات العشائر، وهو أمر يستحق إشادة من الحكومة الصومالية.
ولفت الخبير العسكري إلى أن حركة الشباب تخشى من قوات العشائر أكثر من الجيش، لمعرفتهم العميقة بجفرافيا مناطق المواجهة.
ويعتقد محمود أن توفير الدعم اللازم للمقاومة الشعبية لا يقل أهمية عن الدعم المقدم للجيش.
ويرجح المحلل العسكري الصومالي أن الدور الأمريكي سينصب على تنظيم قوات العشائر وتقديم تدريبات أساسية، من أجل محاولة تقليل الخسائر في صفوفهم بسبب قلة خبرتهم في القتال.
aXA6IDMuMTQ0LjQ3LjExNSA= جزيرة ام اند امز