انشقاقات "الشباب" بالصومال.. "رجة إحباط" بجدار الإرهاب
نزيف الانشقاقات يضرب حركة الشباب الإرهابية ويعصف ببيت داخلي بات يترنح تحت وقع ضربات الجيش الصومالي في تصدعات تدشن مسار أفول.
وتتواصل ظاهرة تصدع جدار الإرهاب منذ إعلان الرئيس الصومالي حملة عسكرية لدحر الحركة الإرهابية في أغسطس/آب الماضي.
ورغم أن السلطات الرسمية لم تقدم بعد بيانات دقيقة حول عدد المنشقين من حركة الشباب منذ بداية الحملة، إلا أن تقديرات تشير إلى أن العدد يفوق 200 شخص بينهم عناصر وقيادات بالتنظيم.
وفي أحدث انشقاق، استسلم عبدي حسن هولبالي، وهو قيادي ميداني بارز في حركة الشباب، وسلم نفسه الجيش الصومالي في بلدة جنالي بمحافظة شبيلى السفلى جنوبي البلاد.
ولم تكشف السلطات الرسمية عن صورة لهولبالي، فيما تقول تقارير إعلامية إنه رجل أربعيني، ظل ملتزما بصفوف الحركة وأجندتها لمدة تسع سنوات.
ترك مكانه في التنظيم مستغلا العفو الحكومي المقدم لكل من يلقي السلاح ويستسلم للحكومة والخضوع لبرنامج إعادة تأهيل خاص قبل اندماجه في المجتمع من جديد أو حتى توظيفه في الأجهزة الأمنية في حال تأكدت السلطات بأن ذلك يساهم في دحر الإرهاب، لكن يتم ذلك طوعا وفق السياسات المتبعة في التعامل مع المنشقين .
وتتبع الحكومة الصومالية سياسة التنسيق المسبق مع القادة الرئيسيين في المجالات الدعائية والمالية والعسكرية والاستخباراتية، عبر خط سري لتسهيل إجراءاته، وتأمين المنشق من التعرض للقتل من قبل حرسه القديم.
ولم تذكر السلطات الرسمية الإسباب التي ساقها القيادي المنشق للتحرك لاتخاذ تلك الخطوة في هذا التوقيت، لكن غالبا ما يبرر المنشقون مواقفهم برغبتهم في الابتعاد عن الفكر المتطرف.
حالة إحباط
وتأتي الانشقاقات المؤثرة في أوقات الضغط سواء من داخل الحركة تصفيات أو من خارجها مثل الحملة العسكرية ضد التنظيم.
ويرى المحلل الأمني الصومالي عبدالرحمن حاشي، أن لمثل هذه الانشقاقات لأسماء عسكرية ميدانية عملت في التنظيم لنحو عقد من الزمن وقعا خاصا.
ويقول حاشي في حديث لـ"العين الإخبارية"، إن "استسلام قادة المليشيات دلالة واضحة على أن هناك حالة يأس تسيطر على مسلحي حركة الشباب داخليا بسبب الهزائم المتتالية في المواجهات الماضية".
ويعتبر أن هذا الاستسلام يمثل استمرارا لموجة الاستمرار التي بدأت مع بداية الحملة، متوقعا أن "تشهد حركة الشباب موجة جديدة من الانشقاقات في الفترة المقبلة بسبب المعركة المرتقبة".
ويعدد حاشي أسباب الانشقاقات منها الضغط العسكري، وحالة الإحباط داخل التنظيم، إضافة إلى توجهات جديدة داحل التنظيم لا تحظى بتوافق، ووجود سياسة حكومية مرنة توفر ملاذا لكل منشق.
aXA6IDMuMjEuMjQ4LjEwNSA=
جزيرة ام اند امز