إحياء الصومال الكامل.. مفتاح دعم أمريكي لإنهاء "الشباب الإرهابية"
مع كل دقيقة تتحرك عقارب ساعة القوات الصومالية للأمام لتنهي زمن حركة الشباب الإرهابية وتحكم قبضتها على البلاد.
سباق صومالي مع الزمن بدعم أمريكي قوي لإنهاء ما تبقى من حركة الشباب الإرهابية، والتي فقدت ثلث أراضي نفوذها، بفضل العمليات العسكرية للحكومة الصومالية.
السفير الأمريكي في الصومال لاري أندريه قال إن "الهجمات التي يقودها الصوماليون أعادت السيادة لمقديشو على ثلث الأراضي التي كانت حركة الشباب الإرهابية قد أساءت حكمها".
وفي حديثه لإذاعة صوت أمريكا، أكد أندريه أن "إنهاء اضطهاد حركة الشباب هو خطوة إضافية نحو إحياء الصومال الكامل".
ومنذ يناير/كانون الثاني الماضي، تبرعت الولايات المتحدة بأسلحة للقوات الوطنية الصومالية لدعم العمليات ضد حركة الشباب الإرهابية.
ولم تقف واشنطن في موقف الداعم بالتصريحات فقط، بل تحركت على الأرض دعما لمقديشو عبر تدريب وحدة النخبة بالجيش الصومالي المعروفة باسم (دنب)، والتي تعني (البرق) وتقود الهجوم ضد حركة الشباب الإرهابية.
خريطة الإرهاب
كانت الحكومة الصومالية أكدت هذا الأسبوع أن العمليات العسكرية ألحقت خسائر فادحة بالحركة الإرهابية، خلال الأشهر الستة الماضية.
ففي بيان لها قالت وزارة الإعلام الصومالية، في 25 مارس/آذار الجاري، إن 3000 من مسلحي حركة الشباب الإرهابية قتلوا وأصيب 3700 آخرون في المرحلة الأولى من العمليات العسكرية بين أغسطس/آب ويناير/كانون الثاني الماضيين.
وفي دليل على تراجع خريطة حركة الشباب الإرهابية، احتفت الحكومة الصومالية بتحرير 70 بلدة وقرية كانت بقبضة الحركة التابعة لتنظيم القاعدة الإرهابي.
إنجاز حكومي حاولت حركة الشباب الإرهابية التقليل منه، بزعمها أن المرحلة الأولى من العمليات العسكرية التي أطلقتها الحكومة الصومالية والمقاتلين المحليين "باءت بالفشل".
لكن في اعتراف ضمني بالضربات الموجعة، اتهم المتحدث باسم "الشباب الإرهابية" علي محمود راغي المعروف أيضًا بـ"علي طيري" الولايات المتحدة بحشد القوات ضد عناصر حركته.
وخلال حديثه لإذاعة الحركة المتشددة، حاول "طيري" التثبيط من همم القوات الصومالية بزعمه أن "الخطة الأصلية كانت القضاء على الشباب في غضون ستة أشهر، لكن المرحلة الأولى من العملية التي دبرها الكفار أصبحت بلا جدوى"، على حد زعمه.
جنود أشداء
غير أن مسؤولا أمنيا صوماليا كبيرا سارع إلى نفي مزاعم المتحدث باسم حركة الشباب الإرهابية.
وقال كمال طاهر حسن غوتالي، المستشار الأمني لرئيس الوزراء الصومالي، إن "تعريف الفشل يجب إعادة النظر فيه إذا كان تحرير شبيلي الوسطى وهيران وجنوب مدج وأجزاء من جلجدود فاشلاً".
ومضى في حديثه بقوله إن "الشعب الصومالي وحكومته تمكنوا من تحقيق كل تلك النجاحات التي حققتها قواتنا الأمنية في وقت قصير للغاية"، رافضا ادعاءات علي طيري بأن الولايات المتحدة حشدت الهجوم العسكري الصومالي.
واختتم حديثه بقوله: "إن حركة الشباب تواجه جنودا صوماليين مدربين تدريباً جيداً، ولديهم قوة قتالية.. قادوا المعركة نحو الخطوط الأمامية.. فليواجههم، لقد حرروا أكثر من 500 كلم من الحركة وما زالوا يلاحقونها".
وأسفرت نتائج العمليات العسكرية الصومالية عن تسهيل حركة النقل بين المحافظات وانتعاش التجارة المحلية وقطع شريان تمويل المتطرفين أنشطتهم التخريبية.
وكان وزير الدفاع الصومالي أكد أن المرحلة الثانية من العملية العسكرية ستنطلق قريبا، وستشهد مشاركة أطراف جديدة لم تكن جزءا من المرحلة الأولى، ما يشير إلى انتصار قريب على الإرهابيين.
وانتهجت الإدارة الحالية للرئيس الصومالي حسن شيخ استراتيجية ثلاثية الأبعاد لمواجهة الإرهاب؛ فكرية واقتصادية وعسكرية، مهدت لمشاركة شعبية قوية في الحرب على الإرهاب والحصول على دعم دولي منقطع النظير.
وعلى مدار الآونة الأخيرة، اتخذت الحكومة الصومالية خطوات جدية من تدريب الجيش داخل البلاد وخارجها، وتعزيز روح المقاومة الشعبية، والاستعانة بقوات إقليمية، وحشد دعم دولي في توفير الأسلحة والمسيرات لضرب التنظيم جوا، وإبرام اتفاقيات تعاون عسكرية وأمنية مع الدول الصديقة لهزيمة الإرهاب، وإعداد جيش قادر على تولي المسؤولية الأمنية في البلاد.
aXA6IDMuMTM4LjEyMi45MCA= جزيرة ام اند امز