أبوعبيدة "الشبح".. حجر ثقيل على صدر الصومال
"الرجل الشبح" أو "دراكولا الصومال".. لقبان ينطبقان على أخطر رجل في هذا البلد الأفريقي.
وتتعدد أسماء وألقاب زعيم "الشباب"، لكنه واحد، كما تستعرض "العين الإخبارية" سيرته في السطور التالية.
أحمد ديريه أو أحمد عمر الملقب بـ"أبوعبيدة"، مواليد عام 1972 في الأقاليم الشمالية بالصومال.
أبوعبيدة كان من أقرب الشخصيات للزعيم الدموي الأخطر في حركة "الشباب"، أحمد عبدي غودني، الذي تمت تصفيته بواسطة طائرة بدون طيار أمريكية في 1 سبتمبر/أيلول 2014.
كان أبوعبيدة ضمن دائرة ضيقة تحيط بالزعيم السابق لحركة "الشباب"، وكان من أكثر الشخصيات موثوقية عند الأخير، بل إنه قاد في منتصف عام 2013 حملة تصفية لقيادات بارزة من مؤسسي الحركة؛ ونجح في اغتيال البعض، فيما تمكن آخرون من الفرار.
هذه الحملة كانت فيما يبدو تمهيدا لخلافة زعيم التنظيم غودني، وهو ما حدث بالفعل بعد مقتل الأخير في سبتمبر/أيلول 2014.
وتدرج أبوعبيدة في عدة مناصب قبل الصعود لقيادة "الشباب"، مثل مساعد غودني، ونائب والي محافظة جوبا السفلى في ٢٠٠٨، وحاكم محافظتي باي وبكول بين عامي ٢٠٠٩-٢٠١٣، ثم مستشار زعيم التنظيم حتى 2014.
ويتشارك أبوعبيدة مع غودني رؤية تعتبر حركة "الشباب" امتدادا لنشاط تنظيم القاعدة، وتهدف إلى العمل على تهديد مصالح الدول خارج الصومال.
"إرهابي عالمي"
وفي 21 أبريل/نيسان 2015، صنفت وزارة الخارجية الأمريكية أبوعبيدة كـ"إرهابي عالمي" مصنف بشكل خاص بموجب الأمر التنفيذي رقم 13224، بصيغته المعدلة.
ونتيجة لهذا التصنيف، من بين عواقب أخرى، صادرت واشنطن جميع الممتلكات والمصالح التابعة لأبوعبيدة التي تخضع للولاية القضائية الأمريكية، ويُحظر عمومًا على الأشخاص الأمريكيين الدخول في أي معاملات مع الرجل.
بالإضافة إلى ذلك، يعتبر تقديم أي دعم مادي أو موارد لحركة الشباب، وهي منظمة إرهابية أجنبية مصنفة من قبل الولايات المتحدة، جريمة جنائية.
وتخصص مبادرة مكافآت من أجل العدالة في الولايات المتحدة، مكافأة مالية تصل إلى 10 ملايين دولار للحصول على معلومات عن أحمد ديريه "أبوعبيدة".
وفي نهاية 2014، أعلنت المخابرات الصومالية مكافأة مالية تصل إلى مليوني دولار أمريكي لكل من يدلي بمعلومات تقود إلى تصفية أو اعتقال أبوعبيدة.
وفي يونيو/حزيران 2018، زعم ضابط عسكري صومالي، مقتل أبوعبيدة، لكن تلك المعلومات لم تصمد كثيرا.
إذ تشير تقارير استخباراتية صومالية إلى أن أبوعبيدة طريح الفراش بسبب الفشل الكلوي منذ عدة سنوات، وأن دائرته المقربة تقوم بتسيير الشؤون الإدارية للحركة، حيث لا يقدر الخروج من البلاد أو حتى الحصول على العلاج في المستشفيات الرسمية.
ظهور قديم
وكانت آخر مرة ظهر فيها الرجل في تسجيل صوتي في يوليو/تموز 2021، حين هدد الصوماليين بالقتل في حال المشاركة في الانتخابات التشريعية والرئاسية التي جرت الصيف الماضي.
ولا يعرف الكثير عن حياة أبوعبيدة الشخصية ونشاطه قبل التنظيم سوى أنه أصولي متطرف برز اسمه بعد عام 2008.
في ظل قيادته التنظيم، نفذت الحركة أكثر التفجيرات الدموية داخل الصومال مثل تفجير زوبي في أكتوبر/تشرين الأول 2017 في العاصمة مقديشو، الذي راح ضحيته أكثر من ألف قتيل وجريح.
كما نفذت تفجيرا في أكتوبر/تشرين الأول 2022 في مقديشو، راح ضحيته أكثر 500 قتيل وجريح.
فضلا عن تفجير انتحاري داخل مقر بلدية مقديشو واغتيال عمدة العاصمة، في يوليو/تموز 2019.
تهديد الجوار
وفي كينيا المجاورة، نفذت الحركة هجومين على قاعدة ماندا باي في يناير/كانون الثاني 2020، وجامعة غاريسا، أسفرا عن أكثر من 225 قتيلا وجريحا .
كما عمد التنظيم خلال ولاية أبوعبيدة إلى التسلل للعمق الإثيوبي العام الماضي، لكنه فشل ومُني بخسائر فادحة بمقتل أكثر من 500 من عناصره على الحدود الصومالية الإثيوبية.
وبصفة عامة، تعتبر الفترة بين 2017 و2022 ذهبية في انتعاش خزينة "الشباب"، حيث رسخ جهازا ماليا نجح في جمع أكثر من 100 مليون دولار بشكل سنوي، بحسب مراقبين.
وتقول بعض التقارير إن التنظيم جمع أكثر من 750 مليون دولار خلال تلك الفترة دون خوض معارك ذات شأن.
لكن في المقابل، خسرت حركة "الشباب" مناطق استراتيجية واسعة خلال ولاية أبوعبيدة، جنوب ووسط البلاد، ولم تنجح في توسيع قاعدتها الجغرافية منذ توليه الزعامة.
aXA6IDE4LjE4OS4xODQuOTkg جزيرة ام اند امز