عبدالكريم غوليد.. صديق قديم يحقق حلم شيخ محمود بـ"أرض الصومال"

مع اقترابه من إتمام عامه الرئاسي الأول، لا يستطيع أحد تجاهل قفزات الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ببلاده للاستقرار و"تصفير الأزمات".

قفزة جديدة سياسية لـ"شيخ محمود" يحاول بها حلحلة الملفات الشائكة عبر اختيار مبعوثين خاصين قادرين على التفاوض وإنهاء الأزمات، ولعل آخرهم عبدالكريم حسين غوليد المبعوث الرئاسي لشؤون أرض الصومال.

وعبر مرسوم رئاسي أعاد الرئيس حسن شيخ محمود التأكيد على التزام الحكومة الفيدرالية بضمان وحدة الشعب الصومالي وتضامنه مع الاستمرار في "تبادل الأفكار والاستماع إلى بعضنا البعض والمناقشة وإيجاد حل دائم في قضية أرض الصومال".

اختيار عبدالكريم حسين غوليد عززته خبرته الجيدة في قضايا المصالحة وحل النزاعات والمراحل المختلفة للمفاوضات بين الحكومة الفيدرالية وأرض الصومال، وفقا للمرسوم الرئاسي.

أما المهمة الرئيسية لـ"غوليد" فتركز على كيفية بدء محادثات بين الحكومة الفيدرالية وأرض الصومال، وأخذ دوره القيادي على أساس إيجاد حلول للتحديات التي تواجه المحادثات.

سياسي محنك

وعبدالكريم حسين غوليد، سياسي وأكاديمي مخضرم، عمل في المجالات التعليم والإنسانية، وهو صديق قديم للرئيس الصومالي حسن شيخ محمود، حيث كان من رفقاء السياسة.

ترشح غوليد للانتخابات الرئاسية الأخيرة، وظل اسمه في عداد الخاسرين ضمن الجولة الأولى التي لم يتمكن عن تجاوزها، زعيم حزب سهن السياسي الذي يعود تأسيسه إلى عام 2020.

شغل عبدالكريم منصب رئيس ولاية غلمدغ 2015-2017، كما شغل منصب وزير الداخلية والأمن القومي ما بين 2012-2014 في الفترة السابقة من إدارة الرئيس الصومالي الحالي حسن شيخ محمود 2012-2017.

خلال توليه مهام وزارة الداخلية، قاد أكثر من أربع جولات من المفاوضات بشأن الانفصال بين الصومال وإدارة أرض الصومال في تركيا، ويتمتع بخبرة واسعة في هذا الملف.

وفي 18 مايو/أيار 1991، أعلنت أرض الصومال انفصالها من جانب واحد، لكن مقديشو رفضت الاعتراف بهذه الخطوة. وتتمتع بهدوء أمني ونظام انتخابي ديمقراطي شعبي في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية منذ ثلاثة عقود ولم تنل اعترافا دوليا منذ تلك الفترة.

ومنذ بداية مسار المفاوضات، خاص الصومال وأرض الصومال تسع جولات جرت في بريطانيا ودولة الإمارات العربية المتحدة وتركيا وجيبوتي لكنها لم تخترق القضية الجوهرية في تحديد مصير الانفصال أو الوحدة.

وكانت هناك جهود دبلوماسية مشتركة بين تركيا والنرويج قائمة لتحريك ملف المفاوضات في العام الماضي، وأبدى الطرفان في مقديشو وهرجيسا استعدادها على الرغم من تحديد كل طرف مسبقا بأنه لن يتنازل في قضيته الجوهرية.

ويواجه المبعوث الجديد تحديات أبرزها: بحث مسار فوري لإخماد نار الصراع المسلح القائم منذ ديسمبر/كانون الأول الماضي بين قوات أرض الصومال ومليشيات عشائرية في مدينة لاسعانود بمحافظة سول شمال الصومال، كما يدور الصراع رفض القبائل القاطنة في المدينة برفض وجود الانفصاليين حيث يتبنون نهج الوحدة.

نهج جديد

يعتبر تعيين المبعوثين الخاصين من قبل الرئاسة نهجا جديدا في السياسة الصومالية، وأبرز التعيينات في هذا المجال التي قام بها الرئيس حسن شيخ محمود هي تعيين مبعوث خاص الجفاف وهو عبدالرحمن عبدالشكور ورسمي لحشد الدعم الإنساني.

كما عين مبعوثا خاصا لملف انضمام الصومال إلى مجموعة شرق أفريقيا الاقتصادية، وهو وزير الخارجية الصومالي الأسبق عبدالسلام عمر هدليه.

واختير رئيس ولاية هرشبيلى السابق محمد عبدي واري مبعوثا بشأن الاستقرار وحماية المدنيين. وهناك تعيينات أخرى في التجارة الدولية وتشجيع الاستثمار وتحسين العلاقات بين الحكومة المركزية والولايات الفيدرالية.

ويقول المحلل السياسي الصومالي محمد نور، إن تعيين مبعوثين رئاسيين خاصين أمر مستحدث في السياسة الصومالية من قبل إدارة الرئيس الحالي حسن شيخ محمود، وله دلالات وأهداف واضحة .

وعدد نور أن نجاح الرئيس الصومالي شارك فيه أطراف سياسية متعددة ويعتبر التعيينات مكافأة لقاء ذلك، كما أن الرئيس مهتم بدفع الملفات الشائكة إلى الأمام ولو بقليل، وتعبر التعيينات صدق نية في هذا الشأن .

وبحسب المحلل السياسي فإن هناك هدفا استراتيجيا آخر وهو احتواء كافة الأطراف والشخصيات في إدارته ما يؤدي إلى القضاء على المعارضة السياسية أو حتى تأخير لأبعد ما يكون أمام الإدارة الصومالية الحالية.

ويرى "نور" أن المبعوث الرئاسي يسهم بمشاركة المسؤوليات التنفيذية مع الحكومة ما يجعل أكثر قدرة وكفاءة بعقول خبيرة، ويفسر آخر التدخل في شؤون وزارية.

ويعتقد المحلل السياسي الصومالي أن هناك هدفا آخر يسعى إليه الرئيس الصومالي لتحقيقه عبر هذه الآلية، وهو تنفيذ الوعود التي قطعها في حملته الانتخابية؛ حيث تتركز التعيينات على الأجندات التي طرحها في برنامجه السياسي.

aXA6IDMuMTM2LjIzLjEzMiA=

جزيرة ام اند امز