إمام سابق بالسويد وبريطانيا.. من هو زعيم داعش بالصومال؟

من رحم إرهاب حركة الشباب، ذاع صيت الإمام الستيني صاحب اللحية البرتقالية التي تميزه بشكل كبير عن أقرانه، ليتمرد على قائدها ويعلن العصيان ومن ثم ينضم إليه بعض المنشقين ليشكلوا فرع داعش في الصومال.

إنه عبدالقادر مؤمن، زعيم تنظيم داعش بالصومال، المولود في قرية قندلا الساحلية القديمة بإقليم بري شمال شرق الصومال في ستينيات القرن الماضي.

كان قياديا بارزا في جهاز الدعاية لحركة الشباب الإرهابية قبل انشقاقه منها إثر خلافات مع زعيم الحركة أحمد عبدي جوداني، الذي تولى قيادة التنظيم عام 2008، واتسمت سياسته في إدارة الحركة بالشدة والحزم تجاه أي تحول فكري أو تنظيمي لعناصر حركته، قبل مقتله في غارة جوية أمريكية استهدفته في سبتمبر/أيلول 2014.

• بعد مقتل السوداني.. قصة داعش في الصومال وحرب احتواء التنظيم

في 22 أكتوبر/تشرين الأول 2015، أعلن البيعة لزعيم داعش السابق أبوبكر البغدادي وتمركز هو ورجاله في في "ولاية بونتلاند"، وتحديدا في جبال "عيل مدو" وهي منطقة وعرة يصعب الوصول إليها.

بداية التطرف في بريطانيا 

قبل انضمامه فعليا إلى التنظيمات الإرهابية، عاش مؤمن في بريطانيا والسويد، حيث وصل إلى لندن في الفترة ما بين 2005 و2006 بعد أن عاش في الفترة من 1990 إلى 2003 في منطقة شمال شرق مدينة غوتنبرغ بالسويد. 

أثناء وجوده في بريطانيا، ألقى الخطب في مسجد قباء في ليستر ومركز غرينتش الإسلامي في لندن عام 2010، كما شارك في مؤتمر صحفي إلى جانب السجين السابق في غوانتانامو، معظم بيغ، لصالح منظمة CAGE، التي كانت تطلق تقريرًا ينتقد التكتيكات الغربية لمكافحة الإرهاب في شرق أفريقيا. 

ألقى مؤمن خطبًا في العديد من المساجد كان من بين حضورها مايكل أديبولاجو أحد الإرهابيين المسؤولين عن مقتل جندي بريطاني في مطلع الألفينيات.

وبعد بضعة أشهر، هرب إلى الصومال، بعد أن خضع للتحقيق من قبل القسم الخامس في هيئة المخابرات العسكرية البريطانية بتهمة نشر التطرف بين الشباب. 

انضم إلى حركة الشباب وأحرق جواز سفره البريطاني علانية أمام حشد من أنصاره في أحد المساجد.

إرهابي عالمي

وفي 31 أغسطس/آب 2016، تم تصنيفه على أنه "إرهابي عالمي محدد بشكل خاص" من قبل وزارة الخارجية الأمريكية. 

يوجد مؤمن في منطقة سلسلة جبال غل غلا في إقليم بري شمال شرق الصومال. 

ولا تعرف تفاصيل أكثر دقيقة عن حياة زعيم داعش مثل عدد أولاده وزوجاته مثل العديد من رؤوس الإرهاب في الصومال.

وفي مسيرته مع حركة الشباب، لم يتطلع لدور عسكري باعتباره أصوليًا سابقا انحسر شغله في جهاز الدعاية كإمام وخطيب.

مؤمن في ثماني سنوات من قيادة داعش لم يتمكن من بسط رقعة التنظيم، حيث يقول مسؤولون أمنيون صوماليون إن داعش لا يعد تهديدا قائما حاليا أمام وجود الدولة لكنه قد ينمو مستقبلا ويشكل قنبلة موقوتة.

عدد الدواعش بالصومال

خلال توليه، سقطت قيادات داعش في الصومال تواليا بنيران واشنطن حيث اغتيل القيادي البارز بلال السوداني في عملية عسكرية أمريكية في 23 يناير/كانون الثاني 2023 فيما تمت تصفية نائب زعيم داعش عبدالكريم محمد إبراهيم في أبريل 2019 إثر ضربة جوية أميركية.

وتشكل الحكومة الصومالية وولاية بونتلاند، إضافة لأصدقاء دوليين بقيادة واشنطن، فضلا عن العداء مع حركة الشباب الإرهابية أطرافا قوية تهدد تواجد داعش بالبلاد.

وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2017، نفذت أفريكوم أول ضربة قاضية جوية ضد داعش في الصومال، فيما بدأ التنظيم تنفيذ حملة اغتيالات ومحاولة تنفيذ هجمات إرهابية في العام ذاته.

وفي فبراير/شباط 2018، صنفت الخارجية الأمريكية فرع داعش في الصومال منظمة إرهابية عالمية.

ويملك داعش بالصومال أقل من ألف عنصر  محلي، غير أنه تزايدت مؤخرا عمليات جذب الأجانب خاصة من دول الجوار كإثيوبيا وكينيا، وفق تقارير استخباراتية.

وفق معلومات أمنية بدأ التنظيم الإرهابي جمع الإتاوات في عام 2017، وكانت حجم الأموال التي تحصل عليها أقل من مليون دولار سنويا، إلا أنه شهدت الإتاوات نموا منذ تلك الفترة لكن الأرقام غابت.

وتنحصر أهداف داعش حاليا على ثلاثة وهي تأمين قياداتها في المناطق الجبلية وبسطها خارج تلك المنطقة، إضافة إلى تطهير تواجد حركة الشباب في مناطق نفوذها الضيقة وتحقيق مصادر دخل لمواصلة نشاطها.