مراكز إعادة تأهيل "الإرهابيين" المنشقين بالصومال.. اتفاق يعيدها للحياة
استعدادا لصومال خال من الإرهاب كان على مقديشيو التخطيط لمرحلة ما بعد دحر "إرهاب" حركة الشباب، لإعادة وضع البلد الأفريقي على طريق الاستقرار.
إلا أن تلك المرحلة والتي تتكئ على إعادة تأهيل المنشقين عن حركة الشباب الإرهابية وإعادة دمجهم في المجتمع، كان يواجهها بعض العقبات، مما جعلها تتعثر أشهرا، في الوقت الذي يحقق فيه الجيش الصومالي "انتصارات" دفعت عشرات الإرهابيين إلى الاستسلام وإلقاء السلاح.
فبعد أزمة بين المانحين والحكومة الصومالية تأخر في أعقابها التوصل إلى اتفاق يضمن مواصلة تمويل مراكز إعادة تأهيل المنشقين عن حركة الشباب "الإرهابية"، تمكنت مقديشيو من إبرام ذلك الاتفاق.
فماذا نعرف عن مراكز تأهيل المنشقين؟
تتألف من ثلاثة مقار في مقديشو وبيدوا وكسمايو، وتضم أكثر من 450 منشقا من تنظيمي داعش وحركة الشباب، يقوم على حراستهم فرقة أمنية مدربة، لا تنضوي تحت لواء القوات الأمنية الصومالية الرسمية.
وتعد تلك المراكز تابعة لوزارة الأمن الداخلي الصومالي، إلا أن منظمة الهجرة الدولية التي تعد القائم على المشروع هي من تديرها، فيما يمولها بريطانيا وألمانيا.
وتتلقى تلك الفرقة رواتبها من منظمة الهجرة الدولية التي تقوم على مشروع إدارة مراكز إعادة تأهيل المنشقين، والتي أسست في عام 2011.
من جانبه، قال وزير الدولة للشؤون الأمنية الصومالي محمد علي حغا في تصريحات صحفية، إنه بعد انقطاع الخدمات عن تلك المراكز في نهاية ديسمبر/كانون الأول الماضي، جرى التوصل إلى اتفاق بشأن مواصلة التمويل في الـ5 من فبراير/شباط الماضي.
بنود الاتفاق
وأوضح وزير الدولة للشؤون الأمنية أن بنود الاتفاق تتضمن مواصلة عمل المراكز، وتوفير رواتب الموظفين، وقبول الحكومة الصومالية تولي المسؤوليات بشكل مرحلي، بدءًا من نهاية العام الجاري.
وأشار إلى أن الحكومة الصومالية تعمل على دمج فرقة حماية المراكز في القوات الرسمية، مؤكدًا أن الاتفاق ينص على خارطة طريق تقود إلى فرض الصومال المسؤولية بشكل كامل في غضون خمس سنوات.
ورحبت منظمة الهجرة الدولية، منفذ المشروع، بالاتفاق، مؤكدة أنه خطوة نحو الاتجاه الصحيح، ويعبر عن اهتمام الحكومة الصومالية في الحفاظ على أهمية تلك المراكز.
بدوره، قال المسؤول الأمني الصومالي إن سياسة الحكومة هي عفو عام مقدم لكل من يعترف بخطيئته، ويلقي السلاح، مشيرًا إلى أنه يحق له الخضوع لبرنامج إعادة تأهيل يحصل من خلاله التعليم ورعاية صحية وروشتة تدريبية فكرية لنزعهم الفكر المتطرف.
ما الفئات الموجودة بتلك المراكز؟
يقول مدير المخابرات الصومالية الأسبق عبدالله محمد علي إن المنشقين الموجودين بالمركز على ثلاثة أصناف، عناصر دون 18 عاما، وقيادات ميدانية وقيادات عليا، لافتا إلى أن فئتين فقط استفادتا بشكل ملفت من إعادة التأهيل وهي القيادات العليا وممن أقل من 18 عاما.
ويقضي المنشقون (بينهم رجال ونساء) الذين تركوا حركة الشباب، نحو عام واحد على الأقل في المراكز قبل إعادة دمجهم في المجتمع.
وأوضح المسؤول الأمني السابق، في تصريحات صحفية، أن مراكز إعادة التأهيل لم تنتشر خارج المدن الرئيسية، مشيرا إلى أنه لم يتم طرح مبادرات وطنية بهذا الشأن.
وطالب بنشر تلك المراكز في عموم محافظات البلاد لاستقبال أكبر عدد ممكن من المنشقين، وتبني مبادرات وطنية من قبل الحكومة الفيدرالية والولايات الإقليمية.
وحذر مدير المخابرات الأسبق من عمليات الاستسلام التي تحدث خارج إطار مراكز إعادة التأهيل، واصفا إياها بخطر مجتمعي ينتظر الانفجار في أي لحظة، ويؤدي إلى تهميش دور تلك المراكز.
aXA6IDMuMTQyLjIwMS45MyA= جزيرة ام اند امز