4 مبعوثين في ملفات عدة.. هل تعجل التسمية حل الأزمات؟
أزمات مختلفة باتت تطوق دولا عدة حول العالم، استدعت تدخلا أمميا وأمريكيا في محاولة حلحلتها والدفع بالبلدان المتأثرة بها لطريق الاستقرار.
ورغم أن أحدث تلك الأزمات يعود لعام مضى، إلا أن توقيت التدخل الأمريكي والأممي والأفريقي كان متزامنا؛ فالولايات المتحدة والأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي أعلنوا في أيام قلائل عن تعيين مبعوثين خاصين في أربع دول، وهي: إثيوبيا، وأفغانستان، وليبيا، والصومال.
المبعوثون والذين وفدوا إلى دول أغلبها أفريقية، تعود أصول بعضهم إلى أفريقيا وآسيا وأمريكا، ويحملون أعواما من الخبرات على ظهورهم، يأملون أن تجدي نفعا في الأزمات "الخانقة" التي تمر بها البلدان، حيث عُينوا.
وبحسب مراقبين، فإن مهمة المبعوثين الأربعة ستكون شاقة بالنظر إلى الأزمات في البلدان التي وفدوا إليها؛ مما يتطلب منهم جهدًا خاصًا، وتنسيقًا عالي المستوى، وعدم الانحياز لأي طرف من أطراف الصراع، وتقديم حلول ناجعة تفضي إلى نتائج سريعة.
فإثيوبيا تعاني من صراع مع المتمردين يُخشى أن يمزق وحدتها، بالإضافة إلى الأوضاع الإنسانية المتردية في إقليم تيغراي، أما أفغانستان التي يحتفي قادتها الجدد (حركة طالبان) بالعام الأول لعودتهم إلى السلطة، فتضربها أزمة اقتصادية خانقة، فضلا عن محاولة الأمم المتحدة إعادة البلد الآسيوي إلى الخريطة الدولية.
ومن ليبيا إلى الصومال لم يختلف الوضع فيها كثيرًا؛ فالأولى تعاني أزمة دخلت عامها الحادي عشر قبل أشهر دون حل، إلا أن الأوضاع فيها زادت سخونة، في الأيام الأخيرة الماضية، فيما الثانية أدمتها هجمات حركة الشباب التي زادت وتيرتها الأيام المنصرمة. فمن هؤلاء المبعوثين وما التحديات التي ستقابلهم؟
ليبيا.. عبدالله باثيلي
أصدر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، قبل أيام، قرارًا بتعيين السنغالي عبدالله باثيلي مبعوثًا أمميًا في ليبيا، ليكون الرجل الذي درس التاريخ لأكثر من 30 عامًا على موعد مع كتابة تاريخ جديد في ليبيا، فشل فيه المبعوثون السبعة السابقون، إلا أن قدومه رغم أنه يبشر بآمال، فإن عقبات "كأداء" ستكون على طريقه، مما يتطلب "معاملة حيادية" مع أطراف النزاع.
وفي جعبة الدبلوماسي الأفريقي 40 عامًا من الخبرة العملية أغلبها مع الأمم المتحدة والمنظمات التابعة، يأمل أن تؤهله ليكون وسيطًا بين أطراف النزاع في البلد الأفريقي، وخاصة بعد أن بلغ أشده خلال الفترة الأخيرة، من حكومتين "تتناحران" على السلطة، مرورًا بـ"توحش" المليشيات المسلحة في العاصمة طرابلس، إلى انتخابات تقف "القوة القاهرة" عائقًا في الوصول إليها.
وبحسب مراقبين، فإنه على المبعوث الأممي الجديد، العمل على أولويات عدة؛ أولها: حل أزمة الأمن في العاصمة طرابلس حيث تتواجد أغلب المؤسسات السيادية، والعمل مع الأطراف السياسية للوصول إلى حل لأزمة الحكومتين، ومن ثم الولوج إلى ملف الانتخابات الذي يتطلب أولا التوافق بين مجلسي النواب وما يعرف بـ"الأعلى للدولة" للوصول إلى قاعدة دستورية للاستحقاق الانتخابي.
الصومال.. محمد الأمين سويف
على وقع التفجيرات "الإرهابية" المتوالية والاستهدافات المتعددة، جاء قرار الاتحاد الأفريقي، أمس الأحد، بتعيين مبعوث جديد للصومال لقيادة بعثته وقوات حفظ السلام الأفريقية الانتقالية بالبلد الأفريقي الذي يعاني انفلاتًا أمنيًا و"انتشارًا" مكثفًا لحركة الشباب، يأمل الرئيس الصومالي الجديد دحر خطرها.
فالدبلوماسي محمد الأمين سويف القادم من جزر القمر، وصاحب الخبرة الطويلة في العمل الخارجي حيث كان وزيرًا للخارجية في بلاده بالإضافة إلى عمله بمؤسسات الاتحاد الأفريقي، يأمل أن تؤهله خبراته للحافظ على تفاعل وثيق ومستمر مع الحكومة الصومالية وكافة الأطراف المحلية والدولية والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي لدعم جهود بناء البلد الأفريقي وتنفيذ خطة الانتقال الصومالية المعنية بتسلم الصومال مسؤولية أمنه في نهاية عام 2024.
إلا أن مهمة المبعوث الأفريقي لن تكون سهلة؛ فعليه التعامل أولا مع خطر حركة الشباب "الإرهابية" وابتكار حلول لتحييده، والمجاعة التي يعاني منها البلد الأفريقي، والتي ستتطلب منه تفاعلا مع المؤسسات الدولية، لجلب مساعدات إلى مقديشو، بالإضافة إلى محو آثار طرد سلفه فرانسيسكو ماديرا في أبريل/نيسان الماضي، بعد اعتباره شخصًا غير مرغوب فيه، عقب اتهامه بالتدخل في الشأن الداخلي.
إثيوبيا.. مايك هامر
ومن الصومال إلى إثيوبيا الواقعتين في القلب من أفريقيا، لم يختلف الوضع كثيرًا؛ فبينما تعاني مقديشو من حركة الشباب الإرهابية وتفجيراتها، تقف أديس أبابا أمام أزمة متمردي تيغراي، محاولة إعادة حالة السلم التي مزقتها أعمال العنف الأخيرة.
وأمام تجدد القتال قبل أيام بين الحكومة الإثيوبية ومتمردي تيغراي، أعلن البيت الأبيض يوم الجمعة أن الولايات المتحدة سترسل إلى إثيوبيا مايك هامر المبعوث الخاص للقرن الأفريقي والمنطقة، للضغط من أجل وقف فوري للأعمال العدائية وبدء محادثات السلام.
وسيكون المبعوث الأمريكي على موعد مع أزمة تتجدد بعد سلام هش دام 5 أشهر، رغم تخلله بعض أعمال العنف، مما يستدعي أن يحاول إيجاد حلول سريعة لإيقاف تقدم متمردي تيغراي، وفتح المجال أمام المساعدات الإنسانية لدخول الإقليم الذي يعاني مجاعة وصفت بـ"الأسوأ".
جدول أعمال المبعوث الخاص سيكون مزدحمًا؛ إذ عليه عقد لقاءات مع المجتمع المدني والجهات الفاعلة السياسية التي تمثل مناطق مختلفة من البلاد لمناقشة أفضل السبل لتعزيز الجهود نحو سلام دائم وأمن وازدهار لجميع مواطني إثيوبيا.
أفغانستان.. رئيسة سابقة
من أفريقيا إلى أفغانستان في آسيا كانت الأزمات حاضرة؛ فالبلد الآسيوي الذي يحتفي قادته الجدد بعام أول في السلطة، يعاني أزمة اقتصادية "خانقة" بالإضافة إلى أزمة إنسانية فاقمتها السيول والأمطار الأخيرة.
وفي محاولة لإعادة البلد الآسيوي إلى الخارطة الدولية وإنهاء عزلته و"ترويض" قادته، كانت أفغانستان على موعد مع إعلان مكتب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، يوم الجمعة، عن تسمية رئيسة قيرغيزستان السابقة روزا أوتونباييفا لتكون الممثلة الخاصة الجديدة للأمم المتحدة في أفغانستان.
فصاحبة المنصب الرفيع الذي تخلت عنه بعد عام واحد لها في السلطة إثر تنظيم انتخابات جديدة، تأمل أن تؤهلها خبراتها في مجلس رفيع المستوى تابع للأمم المتحدة يتعامل مع الوساطة ومنع النزاعات، في حلحلة الأزمة الأفغانية، وتنامي خطر "داعش خراسان"، والسعي مع قادة أفغانستان للإفراج عن الأموال المجمدة في أمريكا، واستقدام المساعدات الدولية، للبلد المعزول دوليًا.
وبحسب مراقبين، فإنه سيتعين على الرئيسة والوزيرة السابقة، العمل على ضمان حقوق النساء والفتيات في البلد الآسيوي، بعد أن حرمن من التعليم، وفرض عليهن قيود في الحياة العامة والعملية، وإعادة المكاسب التي حصل عليها نساء أفغانستان قبل عودة حركة طالبان.
aXA6IDUyLjE0Ljg4LjEzNyA= جزيرة ام اند امز