روبلي يحارب على 4 جبهات لتشكيل حكومته في الصومال
روبلي مطالب بتجاوز التوترات العشائرية والخلافات بين المعارضة والرئيس فرماجو ومعالجة المخاوف الدولية بشأن المسار السياسي في البلاد.
مع اقترابه من عتبة الشهر، يواصل رئيس الوزراء الصومالي المكلف محمد حسين روبلي مساعيه لتشكيل حكومته، لكن عليه أن يحارب على أربع جبهات لإنجاز هذه المهمة.
ومرت 26 يوما منذ أن منح البرلمان الصومالي الثقة لروبلي في 23 من سبتمبر/أيلول الماضي بأغلبية أصوات النواب الحاضرين الذي بلغ عددهم 215 نائبا في العاصمة مقديشو.
وفي كلمة مقتضبة أمام البرلمان حينها تعهد روبلي بتشكيل حكومته الجديدة بأسرع وقت ممكن على أن تكون قادرة على التجاوب مع القضايا الوطنية الحساسة التي يتقدمهما ملف إجراء الانتخابات العامة.
وترصد "العين الإخبارية" أبرز التحديات التي تقف في وجه روبلي لطرح تشكيلته الوزارية، وتتمثل في معاركه لإقناع كل من العشائر والرئاسة والقوى السياسية والمجتمع الدولي.
ويقول الأكاديمي الصومالي علي سعيد كلني إن روبلي يواجه عراقيل وتوترات عشائرية تلقي بظلالها على التوازنات التي تحكمه في اختيار مرشحيه.
ويضيف أن العقبة الأخرى هي محاولات الرئيس محمد عبدالله فرماجو للتأثير على خياراته للمناصب الوزارية، ورد الفعل المتوقع للمعارضة.
ويشير كلني إلى أن هذه العقبات ربما لن تجعل مهمة تشكيل الحكومة أمرا يسيرا.
ويتابع الأكاديمي الصومالي قائلا إنه "بخلاف المؤثرات الداخلية الثلاثة سيكون على رئيس الوزراء المكلف أن يأخذ بعين الاعتبار موقف المجتمع الدولي من تشكيلته".
ويوضح أن المجتمع الدولي يرغب في الأساس بأن تكون الحكومة قادرة على تجنيب البلاد الأزمات التي تطرحها رغبة فرماجو في تمديد فترة رئاسته، وهو أمر يحسمه قدرته على إنجاز الانتخابات العامة في البلاد.
ويشير مراقبون إلى أن أبرز الأزمات التي سيواجهها روبلي تتعلق أيضا بتوقعات خروج وزراء مؤثرون من تشكيلته، وخاصة وزراء الأمن والداخلية والتكنولوجيا، وهو أمر قد يثير العشائر التي ينتمي لها هؤلاء الوزراء.
وعين فرماجو روبلي رئيسا للوزراء في 18 من سبتمبر/أيلول الماضي بعد نحو شهرين من عزل رئيس الوزراء السابق حسن علي خيري عبر البرلمان في 25 يوليو/تموز الجاري إثر خلاف سياسي على إدارة الانتخابات العامة.
ويرى مراقبون أن قضايا فنية تتعلق بتشكيل لجان الانتخابات العامة على المستويين الإقليمي والفيدرالي تؤخر إعلان التشكيلة الوزارية، وبحسب هؤلاء يراهن روبلي على تقديم الولايات مرشحيهم في لجنة الانتخابات الفيدرالية بحلول يوم غد الثلاثاء بحسب الاتفاق السياسي، لكي يشرع في اختيار فريقه الوزاري.
ويتولى روبلي تنظيم الانتخابات العامة، المقرر إجراؤها في 26 سبتمبر/كانون الأول المقبل، وسط توقعات بأن لا يزيد عمر حكومته عن 4 شهور لنقل السلطة لوزارة منتخبة.