ولاية صومالية مهمومة بـ"المصالحة" و"الإرهاب".. ماذا يجري بـ"جنوب غرب"؟
تشهد ولاية جنوب غرب، إحدى ولايات الصومال الخمس، حالة انتقال سياسي شديدة الاستقطاب شهدت اشتباكات مسلحة بين فصائل مختلفة.
هذه الاشتباكات المسلحة وقعت بين قوات أمن تابعة لقوى المعارضة وأخرى موالية للرئيس الحالي للولاية، عبدالعزيز حسن محمد لفتاغرين.
ونتيجة لذلك، دعت الحكومة الصومالية إلى الحوار بين الأطراف المختلفة، بينما يقود رئيس الصومال حسن شيخ محمود ورئيس البرلمان آدم مدوبي جهود مصالحة.
وتزامنت الاشتباكات المسلحة مع انتهاء ولاية الرئيس الحالي للولاية في 19 ديسمبر/كانون أول الماضي، وتمديد البرلمان المحلي ولايته لعام إضافي، لكن المعارضة ترفض التمديد وتطالب بإجراء الانتخابات.
وتشهد الولاية مؤتمر مصالحة للأطراف المحلية في الفترة الحالية، في محاولة لرأب الصدع فيها والحيلولة دون تكرار الاشتباكات المسلحة.
وفي هذا الإطار، قال المرشح المحتمل لانتخابات الرئاسة في الولاية، عبدالستار حسن، إن يناقش مؤتمر المصالحة، قضيتين أساسيتين على مرحلتين، الأولى (17-24 يناير/كانون ثاني)، وتناقش معالجة تبعات الاشتباكات المسلحة في ديسمبر/كانون أول الماضي.
وتابع في تصريحات لـ"العين الإخبارية": "بينما المرحلة الثانية التي لم تنطلق بعد، تتولى تنظيم خارطة طريق توافقية لتجاوز المرحلة الراهنة وإجراء انتخابات توافقية نزيهة" كمخرج للأزمة الحالية.
دور فرماجو
وحول دور الرئيس الصومالي السابق محمد عبدالله فرماجو في الأزمة السياسية الحالية في الولاية، قال المرشح المحتمل "يلعب فرماجو دورا سلبيا بشكل كبير في هذا الملف، حيث يشكل رئيس الولاية الحالي عصب حلفاء فرماجو السياسيين"،
وتابع "نظام فرماجو السابق قام بسلب الانتخابات المحلية في الولاية عام 2018، وقتل عشرات المتظاهرين واعتقل المرشحين من المعارضة في ذلك الوقت، ومنع المرشحين الآخرين من المنافسة، وقام بتنصيب الرئيس الحالي للولاية بفوهات البنادق".
ومضى قائلا "لذلك فرماجو هو صانع ومهندس الأزمة السياسية الحالية وزرع جذورها بنفسه".
وحول ثقة أطراف الصراع في جهود المصالحة التي يتولاها الرئيس الصومالي شيخ محمود، قال حسن "فيما يتعلق بتسوية الأزمة وإدارة المرحلة الانتقالية، يثق الطرفان بشكل كامل في شخصية الرئيس حسن شيخ محمود، بينما تتهم قوى المعارضة رئيس البرلمان الفيدرالي، المنحدر من الولاية، بالوقوف بشكل متخف مع معسكر رئيس الولاية الحالي، لكن الأيام ستوضح كل شيء".
وعن احتمالية فشل مؤتمر المصالحة، قال حسن "سيتحمل رئيس الولاية الحالي فشل الحوار والمصالحة، لأن من واجباته القيام بهذا الدور".
وتابع "ستكون الخيارات محدودة أيضا (في حال الفشل)، وستقوم وزارة الداخلية الفيدرالية بالاضطلاع بمسؤولياتها في إجراء انتخابات توافقية وموثوقة في الولاية وإنقاذها من الاقتتال الداخلي".
الشباب الإرهابية
وانتقل حسن للحديث عن ملف "الشباب" الإرهابية، بعد إعلان الرئيس الصومالي أن المرحلة الثانية من العملية العسكرية ضد الإرهاب ستنطلق في ولاية جنوب غرب.
وقال حسن "بالدرجة الأولى العملية الأمنية ضد الإرهاب اعتمدت على المساندة الشعبية في مرحلتها الأولى التي شملت ولايتي هرشبيلى وغلمدغ".
وتابع أن ولاية جنوب غرب "جاهزة لهذا التحدي الوطني وتتطلع إلى أخذ دورها وتطهير مناطقها"، مضيفا "العملية انطلقت فعلا، وضباط ومسؤولون منتشرون في عموم مناطق الصراع للمساهمة في معركة القضاء على الإرهاب".
ومضى قائلا "قادة القوات المحلية من الشرطة والشرطة العسكرية والمخابرات في الجبهات، كما قامت الحكومة الصومالية بنشر القوات المدربة العائدة من إريتريا في إقليم شبيلى السفلى للقيام بدورها في الحملة العسكرية".
وحسن مرشح محتمل للانتخابات الرئاسية المحلية بولاية جنوب غرب الصومال، وهو دبلوماسي سابق في سفارة الصومال بكينيا، سبق له السعي للفوز بمقعد نيابي في عامي 2016 و 2022 لكنه خسر السباق. كما أنه محلل للشؤون الأمنية والسياسية في منطقة القرن الأفريقي.