هل ربح الصومال من زيارة شيخ محمود لإيطاليا؟
يختتم الرئيس الصومالي حسن شيخ زيارة رسمية إلى العاصمة الإيطالية روما، استغرقت خمسة أيام، جاءت الرحلة بدعوة من القيادة الإيطالية.
زيارة تعد هي الأولى إلى بلد أوروبي يقوم بها الرئيس الصومالي منذ انتخابه في مايو/ أيار الماضي ، فهل ربحت بلاده المنهكة أمنيا واقتصاديا عقب تلك الزيارة؟.
إيطاليا أكبر حليف أوروبي استراتيجي للصومال بسبب الخلفية التاريخية للدور الإيطالي في مقديشو ما قبل الاستقلال وما بعده ، فأغلب القوانين الصومالية مكتوبة باللغة الإيطالية والذي يفسره البعض بتركة الاستعمار، والبعض الآخر بدعم رسمي لتعزيز سيادة النظام والقانون .
حمل شيخ محمود أجندة مثقلة بملفات مهمة منها التعليم والاقتصاد والاستثمار بناء الجيش ومكافحة الإرهاب .
خلال الزيارة التقى شيخ محمود مع الرئيس الإيطالي ورئيسة الوزراء إضافة إلى كبار وزراء روما، وألقى كلمات في مراكز بحثية استعرض خلالها الفرص الواعدة في الصومال والتحديات القائمة .
وتركزت مباحثاته مع الجانب الإيطالي على الحصول على دعم فوري في محاربة الإرهاب وبناءً الجيش وتعزيز التعاون الأمني وتقوية القدرات الدفاعية للصومال.
بدورها تعهدت القيادة الإيطالية بالعمل مع القيادة الصومالية الحالية عن كثب والدعم في الحرب ضد الإرهاب .
وفي الملف الاقتصادي طالب شيخ محمود دعم روما في تسهيل استكمال مسار إعفاء الديون نهاية العام الجاري عبر الضغط على الأطراف الدولية المحلية .
كما دعا الرئيس الصومالي الشركات الإيطالية العملاقة إلى الحضور الفاعل في مجالات الاستثمار الغنية والبكرة في بلاده .
أما في مجال التعليم، فكانت إيطاليا أكبر داعم في تأسيس وتسيير الجامعة الوطنية الصومالية قبل انهيار الحكومة المركزية في عام 1991 .
وطالب شيخ محمود خلال الزيارة بتفعيل دور إيطاليا في هذا القطاع، وتقديم الدعم لتحديث الجامعة وتعزيز قدراتها الاستيعابية وهي الجامعة الحكومة الوحيدة (التعليم بها مجاني) في البلاد، وأعيد تأسيسها في عام 2014 .
وتقدم إيطاليا منح دراسات عليا لخريجي الجامعة سنويا لدعم التعليم في البلاد .
هل ربحت الصومال؟
خلال الزيارة اجتمع الرئيس الصومالي مع الجالية الصومالية في أوروبا التي توافد أعضاؤها، واستعرض الأوضاع الراهنة في البلاد، وطالب بتقديم كافة أشكال الدعم لهزيمة الإرهاب في البلاد وتحسين حياة المواطنين .
ويقول المحلل السياسي الصومالي، عمر يوسف، إن زيارة روما تضع حجر الأساس لتموضع الصومال في السياسة الدولية لقوى الكبرى، واختيار التمسك بالحلف التاريخي رؤية ثاقبة ومتوازنة .
وأضاف يوسف لـ"العين الإخبارية" أن: "الصومال ربح ما كان يبحثه خلال الزيارة وأهمها حصول دعم دولي في الحرب على الإرهاب".
وتابع: "كما نجحت زيارة الرئيس في كسب ود روما التي تزايد اهتمامها في أفريقيا عموما وفي منطقة القرن الأفريقي خصوصا ".
وبحسب المحلل السياسي فإن مقديشو ستصبح بوابة روما القديمة-الجديدة في التموضع في السياسة الدولية لتعزيز الموقف الأوروبي في ظل تصاعد الاهتمام الصيني الروسي في القرن الأفريقي .
ويعتقد يوسف أن الزيارة قد تساهم في جهود الصومال لرفع حظر الأسلحة المفروض على الصومال.
وستزيد الزيارة ميزانية المساعدات الإيطالية والأوروبية المقدمة إلى مقديشو في مجالات الأمن والدفاع والإنسانية ، يضيف يوسف.