"وانو".. سلاح الصومال الجديد لمحاربة الإرهاب فكريا
تبذل الحكومة الصومالية جهودا كبيرة لدحر الإرهاب فكريا في البلاد، منذ تولي الرئيس حسن شيخ محمود منصبه في مايو/أيار الماضي.
وتتضمن تلك الجهود خطوات وإجراءات وتنفيذ سياسات صارمة لكشف مزاعم الإرهابيين وسحب البساط الديني من تحت أقدامهم .
ويقود الرئيس حسن شيخ محمود حملة ضد حركة الشباب الإرهابية، هي الأكثر شمولا منذ ظهور الحركة قبل نحو عقدين، مكرسا كل جهوده في الخلاص منها،
كما ابتكر استراتيجية جديدة تشكل فتح جبهات في مجالات الفكر والمال والحسم العسكري.
ويتصدر القضاء على الإرهاب أولويات جدول أعمال البرنامج السياسي للرئيس حسن شيخ محمود كما تصدرت الوعود التي قطعها للمواطن الصومالي خلال الحملة الانتخابية التي سبقت انتخابه رئيسا في مايو/أيار الماضي.
ونجحت الحكومة الصومالية في حشد العشائر الصومالية ضد حركة الشباب، كما اقتربت الحكومة من رجال الدين وعلماء الشريعة واهتممت بالملفات التي تمس الشأن الديني بشكل عام.
ومنذ انتخابه، شارك الرئيس الصومالي في 3 مؤتمرات دينية، وعقد اجتماعات مع علماء الصومال البارزين، ونظمت رئاسة الجمهورية عبر وزارة الأوقاف مؤتمر "علماء الصومال" في يناير/كانون الثاني الماضي.
المؤتمر أدان ممارسات حركة الشباب، وأكد أنه لا صلة للحركة بروح الشريعة الإسلامية السمحة، وقرر العلماء أن حركة الشباب ومن يتبنى أفكارها التخريبية يأخذون حكم الخوارج، وأكدوا وجوب وقوف الصوماليين إلى جانب الحكومة في الحرب المستمرة ضد الإرهاب.
واتخذ الرئيس الصومالي خطوات مهمة لدحر الإرهاب أبرزها تعيين مبعوث رئاسي في محاربة التطرف فكريا، واختار لهذا المنصب وزير الأمن الداخلي السابق عبد الله محمد نور الذي عرف بعدائه الشديد للإرهابيين.
كما عين شيخ محمود مبعوثا آخر لحماية المدنيين وتعزيز الاستقرار، لتعزيز الوعي المجتمعي في خطورة الإرهاب وضرورة التخلص منها، واختار لهذا المنصب شخصية متوازنة تتمتع بخبرة كبيرة وتحظى باحترام المجتمع الدولي، وهو رئيس ولاية هرشبيلى السابق محمد عبدي واري.
خطوة مهمة
وتتويجا لتلك الجهود، أطلقت الحكومة الصومالية المركز الوطني لمكافحة الفكر المتطرف "وانو"، وأول مركز قومي من نوعه لمكافحة التطرف فكريا، على أن يتبع المركز مكتب رئيس الوزراء حمزة عبدي بري مباشرة، وسيكون من مهامه وضع أولويات المعركة الفكرية ضد الإرهابيين.
وقال رئيس الوزراء حمزة عبدي بري إن حكومته تعطي أولوية لمنع الفكر المتطرف، وهو الأمر الذي يحظى بأهمية خاصة لدى الدولة والشعب من أجل الحصول على مجتمع آمن والعيش في سلام.
وأكد عبدي بري أن حكومته تعطي الأولوية لاستقرار البلاد وتحريرها، حتى يتمكن المجتمع الصومالي من القضاء على الإرهاب، ويمكن للبلاد أن تحقق التقدم والعدالة، مع إعداد القوانين الكفيلة بحماية البلاد والمجتمع.
المحلل الأمني الصومالي عبد الرحمن حاشي قال لـ"العين الإخبارية" إن مركز "وانو" الجديد يساهم في دحر حركة الشباب فكريا، ويضمن تمويل الحرب الفكرية مثل الحرب الميدانية"، مؤكدا أن استمرار الحرب الفكرية خطوة جيدة.
وقال حاشي إنه "من مهام المركز تنسيق الجهود الحكومية والدولية في التركيز على المعركة الفكرية، وأيضا التخلص من مصادر التطرف وتعزيز دور المساجد والجامعات والمؤسسات الفكرية الأخرى في تعزيز الفهم الصحيح للدين الإسلامي الحنيف".
واعتبر أن إنشاء المركز هو تحرك ذكي ويأتي في الوقت المناسب في ظل تحقيق مكاسب ميدانية على حساب عناصر الحركات الإرهابية.
وقال إنه "على المركز نقل التجارب الناجحة إقليميا ودوليا في كسر الإرهاب وإعداد خبراء ومختصين في هذا المجال وإعداد كوادر صومالية قادرة على قيادة الجهود المبذولة لتحقيق النصر".